إحذروا صولة الحليم إذا غضب
|
وليد المشرفاوي
أكثر من سبعة أشهر مرت على خروج الجموع المليونية لانتخاب من يرونهم قادرين على قيادة سفينة العراق نحو شواطئ الأمان، أشهر و التجاذبات والسجالات مستمرة بين الكيانات والكتل السياسية من دون رؤية بصيص ضوء في نهاية النفق ودون أن تلوح بارقة أمل تشكيل الحكومة. العراق اليوم على مفترق طرق فالتحديات كبيرة وتآمر دول الجوار مستمر طالما كانت هناك تجربة ديمقراطية جديدة تنهض في هذا الوطن الذي عاش أسوأ حكم ديكتاتوري استبدادي على مدى أكثر من ثلاثة عقود من الزمن..إن المواطن يريد العبور إلى الضفة الأخرى ويريد مداواة جراحه وان ينفض عنه غبار السنوات الحالكة السوداء..
الزمن يمضي والمواطن ينتظر على أحر من الجمر تشكيل الحكومة..يامن تتمسكون بالمناصب وكأن هذه المناصب قد فصلت لكم وحدكم وليس هناك حق للآخرين بها , انزلوا من أبراجكم العاجية وتجولوا في مدن الصفيح وبين أهلها الذين أوصلوكم إلى مناصبكم التي انتم فيها ستدركون جيدا إن هذا الشعب الذي أوصلكم إلى المناصب يستحق أن تخدموه بماء العيون..ففي كل المراحل التاريخية العصيبة التي تمر بها بلدان العالم ينتخي قادتها وصناع القرار فيها إلى ثوابتهم الوطنية ونخوتهم وكل قيم الغيرة والشهامة لإنقاذ البلاد عندما تعصف بها أزمة أو تتعرض لعدوان أو تهتز فيها الاوضاع الأمنية..
إن قوانا الوطنية وبمختلف فصائلها مطالبة اليوم بموقف وطني واضح لإنقاذ العراق الجريح وان أي تأخير ستكون له نتائج وخيمة. وقوانا الوطنية مطالبة أيضا بالجلوس إلى طاولة مستديرة لمناقشة هادئة ومسؤولة من اجل تشكيل الحكومة ..حكومة شراكة وطنية لا يأكل فيها القوي الضعيف ولا يعلو فيها غير صوت الوطن ..لا يتمسك فيها البعض بشروطه وخطوطه الحمر .. اتركوا خلافاتكم جانبا فقد أضرت بشعبكم كثيرا وتذكروا إن كل الدمار الذي نعيشه هو نتاج التناحر والتطاحن من اجل المصالح الفئوية والحزبية..إن كل المفاجئات محتملة لان المتربصين بالعراق ما زالوا يمسكون على الزناد ويشعلون الحرائق ويسفكون الدماء..
احرقوا الزمن وسارعوا بتشكيل الحكومة وان لم تفعلوا فان زحف الشعب سيجعلكم تركعون لإرادته .
|
|