اول مستشفى تخصصي للاطفال المصابين بالسرطان في البصرة
عندما تواجه الطفولة "وحشاّ" اسمه السرطان.. ورود "تذبل بصمت" مؤلم..
|
الهدى/ رجاء عبدالرحمن:
افتتح في محافظة البصرة، مطلع الاسبوع الماضي، المستشفى التخصصي للاطفال المصابين بالسرطان في العراق، بكلفة 166 مليون دولار. ويعد الاول من نوعه في البلاد، وسيقدم الخدمات الطبية إلى الأطفال المصابين بالسرطان. وبحسب النائبة في البرلمان، جنان البريسم التي شاركت بحفل افتتاح المستشفى مع وزير الصحة د. صالح الحسناوي، فإن كلفة تنفيذ المشروع بلغت 166 مليون دولار تبرعت بمعظمها دول اجنبية هي الولايات المتحدة و إسبانيا، فيما أسهمت دولة الإمارات برفد المستشفى بعدد من الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة، ودربت سلطنة عمان الكوادر الطبية التي ستعمل في المستشفى. الا أن البريسم قالت إن "المستشفى هو أول مستشفى حكومي يبنى في المحافظة منذ أكثر من 25 عاما"، و أن" البصرة لا تزال تحتاج إلى المزيد من المستشفيات والمراكز الطبية التخصصية، اثر ارتفاع الاصابة بحالات اللوكيميا في الأعوام الماضية. ويضم المستشفى 101 سرير، وباشر باستقبال الأطفال المصابين بالسرطان، حيث تم افتتاحه قبل استكمال عملية تجهيزه بمعدات واجهزة " المفراس الحلزوني والرنين المغناطيسي" التي ستصل لاحقا. ويعد المجمـع الذي أقيم على مساحة 1600 قدم مربع، من أحدث المستشفيات المتخصصة في العراق التي تعالج الحالات المستعصية والحالات التي يتم إحالتها من مستشفيات أُخرى المتعلقة بالأورام والأورام السرطانية وأمراض الدم التي تصيب الأطفال. ومن المؤمّل أن يقوم بمهمة الكشف المبكـر لمثل تلك الأورام من أجل تقديم العلاج في الوقت المناسب، وكذلك لمعالجة الأطفال الذين يعانون من مرض السرطان .
يذكر أن البصرة خاصة، وعموم محافظات البلاد، شهدت في السنوات الاخيرة ارتفاعا كبيرا في إنتشار حالات سرطانية متعددة، ابرزها حالات اللوكيميا (سرطان الدم). وقالت الطبيبة جنان حسن خلال مراسم افتتاح المستشفى ان حالات الاصابة بهذا المرض بين الاطفال دون 15 عاما، ارتفعت اربعة اضعاف. واكدت خلال الاحتفالية التي حضرها آباء وامهات الاطفال الذين فقد بعضهم شعر رأسه بسبب العلاج الكيمياوي، ان "معظم الحالات خطيرة، ما يعني ان املهم ضعيف بالبقاء على قيد الحياة". واشارت الطبيبة الى ان المستشفى كان يعمل بشكل جزئي لعدة اشهر قبل افتتاحه .واضافت انه "انجاز جيد جدا، لكننا ما زلنا بحاجة الى معدات متطورة ومختبرات وادوية كثيرة، نامل الحصول عليها لاحقا". مشيرة الى ان "تزايد حالات الاصابة بالسرطان في البصرة قد سجلتها دراسة اعدت هذا العام من قبل جامعة واشنطن في سياتل، باستخدام معلومات من قبلنا واخرى من مستشفى ابن غزوان التعليمي".ووجدت الدراسة ان حالة الاصابة باللوكيميا لدى الاطفال دون 15 عاما، قد تصاعدت تدريجيا منذ عام 1993 حتى 2007، و ان حالات الاصابة بسرطان الدم لدى الاطفال " بلغت 698، بين عام 1993 و 2007، و تراوحت بين 15 حالة اصابة في العام الاول و56 حالة في العام الاخير". وكان اعلى معدل للاصابات " 97 حالة في عام 2006" وفقا للدراسة .من جانبه اكد الطبيب محمد كامل مساعد مدير المستشفى الجديد، ان "الدراسة اظهرت ان حالات الاصابة بسرطان الدم لدى الاطفال في البصرة ازدادت ثلاثة او اربعة اضعاف، لكنها لم تكشف عن السبب". هذا وتشير دراسات، ومختصون، الى أن ادخال النظام البعثي المقبور البلاد في ثلاثة حروب مدمرة، وماتركه من مخلفات ومواقع كيمياوية ونووية دمرت اثناء الحروب، وتعرض العراق للقصف بأسلحة محرمة دوليا يستخدم فيها اليورانيوم المنضب، من قبل القوات الامريكية والبريطانية، بالاضافة الى التلوث البيئي، و الصناعي، والكميات الكبيرة من الغازات المنبعثة من آبار النفط، تعد من بين اهم الاسباب وراء تفشي امراض السرطان. هذا وتطرقت الدراسة آنفة الذكر الى "افتراض كون المواد المتفجرة" التي تعرضت لها البصرة ومناطق اخرى، " كانت سرطانية". واعتبرت الدراسة انه يصعب التكهن بنوع الاسلحة التي استخدمت في تلك الحروب ومن قبل الطاغية صدام لقمع الانتفاضة الشعبانية عام 1991. ولكن بعض التكهنات حول سبب ارتفاع حالات الاصابة باللوكيميا ركزت واشارت الى اليورانيوم المنضب الذي استخدمته الولايات المتحدة ودول التحالف في حرب عام 1991، لتحرير الكويت ولدى اجتياح العراق عام 2003.
|
|