هذه هي الثقافة الحسينية
|
لقد خط الإمام الحسين (ع) نهجاً واضحاً وثقافة أصيلة، يمكن للناس أن يقتفوا أثرها، تلك الثقافة القائمة على بث روح المسؤولية الدينية تجاه الدين و المجتمع، وتأصيل قيمة الإصلاح للشأن العام، ورفض الظلم والجور بكافة أشكاله. لقد كان دأب السلطات على مرّ التاريخ أن تمنع الحقائق كاملة، وتكتفي بنصفها الذي لا يضر مصالحها، لأن إظهار الحقيقة كاملة من شأنه أن يعمل العقول لتميّز الصواب، يقول تعالى: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ. الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)، فإن استماع الحقيقة كاملة يؤدّي إلى اجتناب الطاغوت والكفر به، وهذا ما لا يريده كل طواغيت الدنيا، وسياسة منع النصف الآخر من الحقيقة هي ما سعى إليها بنو أمية كما قال إلإمام الصادق (ع) :(إن بني أمية أطلقوا للناس تعليم الإيمان ولم يطلقوا تعليم الشرك، لكي إذا حملوهم عليه لم يعرفوه). إن أهمية هذه الرسالة الإعلامية هي لكي يعرف العالم أن ذلك الإمام الذي تحدّث عنه الرسول الأعظم (ص) وزكّاه، والذي طهّره الله من الرجس بنص القرآن الكريم، يعبّر عن ثقافة ترفض الإستعباد، وترفض الظلم، وترفض الفساد في الأرض بجميع أشكاله، وتدعو إلى إصلاح كل ذلك ومقاومته وعدم تبريره، لكي تكون المسيرة في صالح المجتمعات لا في صالح حفنة من الحاكمين على حساب العباد. عندئذ تأخذ هذه الثقافة مداها في المجتمعات بتأثيراتها الإيجابية.
|
|