مطرُ الرحيل
|
*حسام البطاط
مطرُ الرحيلِ على يديك رثاءُ
رفقاً بذاكرةٍ تنوءُ بظلها
رفقاً بمحرقة الحروفِ أ كلما
ها أنت تتخذ السماءُ مكابراً
نزفت على كفيّك سبُع سنابلٍ
وترفعت أوراق صمتك بلسماً
وسكبت جرحك فوق خاصرة الأسى
مطرُ الرحيل على يديك رثاءُ
ماذا يفيدك ان تعيش معذّبا
أ ترى سينفعك الثناء بمطمحٍ
تُمسي على عطش و دونك غيمةٌ
تغفو على همس العناق وتدّعي
لتعود تدفن في الرمال قصائداً
حُييت يا أرق العذاب فاضلعي
أو كلما أنهلت منك مشاعلي
هطلت على شفة الظلام مخاوفي
انا موطن الاحزان ليس لأحرفي
أنا قلبه المجنون كل مدائني
انا بوح نايات يسامر همسها
لي مقلتان: قصيدة مخضوبة
تترنح الكلمات بين أصابعي
ورسمت من صخب السنين حكايةً
تستنزف الورع الرصين بأضلعي
مطر الرحيل على يديك رجاءُ
لا تدّخر ألماً فيومك متعبٌ
ان ترتدي صمتا فقلبك ناطقٌ
لاتلتفت عجبا فكم هو موحش
ـــــــــــــــ العجزـــــــــــــــ
رفقاً فدمع الشاعرين دماءُ
خوفاً لتحرق خوفها الاشياء
سعرت بقلبك أورق الاعياء
وطناً لتخذل أرضك الاسماء
خضرٍ يعانق سحرهنّ فضاء
حتى كأن الموت فيه عطاء
لتعيش تحت سطوره الارجاءُ
حتّام تقتل قلبك الاخطاءُ؟
ترعى السراب وسهمك الاطراء؟
أ وهل اعاد الميتين ثناء؟
أ يسيل من عطش النخيل الماءُ؟
ان انصهار العاشقين هُراء
محزونة لكنها بيضاء
ما زال فيها للجروح رداء
حملتك بين نجومها الانواء
فتكسرت من بوحها الاصداء
ألقٌِ سواي تهابه الظلماء
وهم وكل دروبها أهواء
عشق فترفعها اليك سماء
ودعاء أمٍّ للدواء دواء
ألماً فيرشف خمرهنّ حياءُ
أخرى يصوغ حروفها الفقراء
شجناً كأن حروفه أفياءُ
فأنر فنارك أيها الوضّاء
وطموح أمسك هدّه الإخفاء
والقلب يخشع عنده الشعراء
ان تجتبيك لنفسها الصحراء
|
|