غرائب القذافي التسع ونهاية الطغاة. في (حفرة أو أنبوب ) !
|
ألقي القبض على الدكتاتور المقبور صدام بعد فترة طويلة من الاطاحة به ، و وبدا في صورة كريهة ، وهو مختبئ كالجرذ في حفرة وقد طال شعر رأسه و لحيته. ويوم الخميس الماضي ، وجد الليبيون، حسب إحدى الروايات، الدكتاتور معمر القذافي مختبئا في أنبوب لنقل مياه الأمطار بعد تعرضه لاصابة حين مهاجمة موكبه الذي يرافقه لحظة هروبه من سرت، لكن القذافي كان حليق الذقن، فيما كشف الحادث أن شعره المجعد الكثيف (الشفشوفة بلهجة الليبيين) و(الكفشة بلهجة العراقيين) الذي كان يظهر في سالف أيامه انما كان في الحقيقة (باروكة) ، فظهر العقيد المصروع بصلعة واسعة في رأسه وشعر متهدل على جانبي ومؤخرة رأسه قبل أن تخترقه يوم الخميس الماضي رصاصة كان فيها حتفه، مع رصاصة اخرى في البطن.
ذهب القذافي كما سلفه هدام العراق الذي بالتأكيد تفوق على القذافي في اجرامه واستبداده بما لايقاس، وأيضا لم يكن اقل غرائبية من زميله العقيد (الذي تحدثت بعض محطات التلفزة العالمية عن 7 من غرائبه المدرجة في الاسطر الأتية)، فهو (القذافي) وإن تميّز على غيره بغرائبه فإنه مشابه لغيره من الديكتاتوريين العرب وغير العرب الذين يصبحون مع الوقت ضحايا أنفسهم ووهمهم بالعظمة، ليتحول ذلك الوهم إلى جريمة تمشي على قدمين، ويصبح دماء أبرياء تسيل، وأوطاناً تختطف باسم القائد الملهم، ومصائر بشر تضيع هباءً كرماد تذروه الرياح. وبرحيل القذافي أنهى واحدة من أطول فترات حكم ديكتاتوري لفرد واحد في العصر الحديث طالت نحو 42 عاما، وهي الاطول لحاكم غير ملكي في التاريخ. ويبقى أن رحيل الديكتاتور، أي ديكتاتور كان، وكيفما كانت الوسائل هو حدث إيجابي، يفتح باباً للأمل في حياة أكثر أمناً وعدالة.
وبالعودة الى غرائب القذافي السبعة ، فأن محطات التلفزة التي رصدتها تقول أنها ميّزته عن غيره من ديكتاتوريي العصر، وهذه الغرائب كالتالي: الأولى: استخدامه لخيمة مضادة للرصاص وهي ثقيلة لدرجة أنه يتم نقلها بطائرة خاصة بها، لينصبها في الدول التي يزورها وعادة ما يزينها ببعير أو اثنين لزوم الديكور. والثانية أنه ظل يحتفظ بحراسة نسائية مُشكَّلة من 40 امرأة، يتولى القذافي شخصياً اختيارهن بعناية، ويتم تدريبهن في أكاديمية أمنية نسائية فقط. ويقمن بالقسم على عذريتهن قبل انضمامهن !، ويطلق عليهن لقب الامازونيات. الغريب أيضاً أنه لم يتم رصد وجود أي منهن لحماية القذافي عندما كان في حاجة إليهن !، أما الثالثة فهي احتفاظه بممرضة خاصة من أوكرانيا يطلق عليها اسم جالينا كولوتينسكا، والرابعة هي ولعه الشديد بوزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليسا رايس، حيث كان قد تغزّل فيها أكثر من مرة، بل إنهم وجدوا في غرفته الخاصة ألبوم صور خاصاً لكوندي تم تجميعه بعناية كبيرة، وقد عبر عن ولعه بها في آخر زيارة لها لطرابلس في 2008 بمنحها هدايا زادت قيمتها على مئتي ألف دولار كان من ضمنها خاتم وعود. أما الخامسة فهي اصابته بنوبة من الخوف اللاإرادي من المرتفعات، لذلك يخاف من الطيران لاسيما فوق الماء، وركوب المصاعد، ويعود سبب سفره بخيمته لكي يضمن عدم اضطراره لركوب المصعد فيما لو أقام في أحد الفنادق. كما أنه يرفض صعود أكثر من 35 درجة، وهو لا يسافر لأكثر من 8 ساعات، ولذا إن اضطر لحضور اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك فإنه عادة ما يبيت ليلة في البرتغال. أما السادسة فهي ما أفادت به المدعوة كريمة المحروق الشهيرة بروبي ، أثناء التحقيق معها بتهمة تحرش رئيس الوزراء الإيطالي بها، بأن لدى القذافي طقوس جنس جماعية تعلمها بيرلسكوني منه ، أما السابعة فهي تفوقه على جميع الرؤساء بأكثر الملابس “فقاعة” للألوان حتى انك تميّزه دون تعب في أي صورة جماعية لرؤساء العالم. انتهت غرائب القذلفي كما رأتها المحطات ، وهي في أغلبها صحيحة ومثيرة للجدل وتعطي انطباعاً عن غرابة تلك الشخصية التي حكمت ليبيا بالحديد والنار على مدى 42 عاماً. أما الغريبة الثامنة التي لم تعن الكثير للمحطات فهي ما كشفته الوثائق التي تم العثور عليها في مبنى الاستخبارات الليبية، والتي كشفت عن تنسيق واضح بين المخابرات الأميركية والبريطانية وتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق، الذين كانوا شركاء معه منذ زمن طويل، وبالذات في قضايا التسلح ومزاعم مكافحة الإرهاب وتسليم المشتبه فيهم لليبيا سرياً، ولذلك كان القذافي يصرخ بأن الثائرين ضده هم من (الجرذان ومقمملين) و(ارهابيين ومدمني حبوب هلوسة ومخدرات) ظناً منه أنها كانت نقطة اتفاق مع الغرب. ويمكن اضافة غريبة اخرى الى القائمة، تبين أن الظالم سيقع في يوم ولحظة ما ويذوق من نفس الكأس التي كان يجرعها الناس، وانه حينها لن تنجيه سلطته وعسكره وامواله ونياشينه ولا توسلاته وترحماته، فالقذافي بدا في احد الاشرطة المصورة قبل مقتله، يتوسل ويطلب (الرحمة) من الممسكين به، كما كان يردد كلمة (حرام) و(انا معمر)!!!؟؟؟.
حرام على العراقيين .. حلال لغيرهم !
لكن العجائب والغرائب لاتنتهي لو اردنا استذكارها وتعدادها والحديث عنها، ومن بينها، بل اولها وادهاها وأمرّها، أن الليبيين والآخرين من بلدان العرب التي هللت وفرحت بمقتل ملك ملوكها، إعتبروا (ولايزالون) المقبور صدام شهيدا وشبهوه بعمر المختار! وأقاموا له ولولديه المقبورين قصي وعدي مجالس الفاتحة والعزاء والحزن ، ومن ثم التماثيل التي تمجده ، وفي ليبيا خاصة !، وأفتى وعاظ السلاطين المأجورون بأن الخروج عليه كان خروجا على ولي الأمر ! ، وإن العراق غدر برئيسه وقائد الامة الضرورة ! ، فقاموا بالتطوع لدخول العراق والقيام بعمليات إرهابية دفع ثمنها الآلاف من العراقيين الأبرياء إنتقاماً لهدام ومدمن الحروب والمقابر الجماعية، فما حدا مما بدا اليوم ؟! ، خرج الليبيون على ولي أمرهم ( وفق فهم وعاظ السلاطين) وإستعانوا بقوات التحالف ضده وقتلوه وهو أسير جريح عندهم ولم يقدموه الى محاكمة، وقتلوا أبنه الأسير أيضاً وهم سعداء مبتهجون بالرغم من إن القذافي وأبناءه رغم طغيانهم واستبدادهم لم يفعلوا بقدر ما فعله صدام وأبناؤه وزابنيته المجرمون بشعب العراق ، فهل بعد هذا من نفاق وازداوجية؟! . فتعساً على هذا الجهل والغباء والحقد الأعمى على العراق وشعبه. واخيرا تُرى ماذا ستقول وكيف سيكون موقف الشعوب العربية، مثل الشعب الليبي على سبيل المثال او المصري او غيره، لو أن العراقيين مثلا بادروا الى التظاهر والرفض لخلع اللامبارك في مصر، او اقاموا اليوم مجالس للفاتحة والعزاء على القذافي وإبنه ولقبوهم بـ ( الشهيد وإبن الشهيد !) وعملوا له تمثالاً وأطلقوا عليه لقب المجاهد حفيد عمر المختار نكاية بهم على ما كانوا يصرحون به على ما جرى في العراق وطاغوته؟؟؟. لكن العراقيين الذين ذاقوا طعم ويل الطغيان الصّدامي والدكتاتورية البعثية، لن يفعلوا بالتأكيد ولن يكونوا مثل اولئك الذين طالما شمتوا وطعنوا بهم ، ولايزال بعضهم حتى اللحظة، ، فليس هذا من شيم العراقيين واخلاقهم ، فموقف اولئك الحاقدين على شعب العراق ومنطقهم التافه في السياسة قد أفتضح، فالتخلص من الدكتاتورية حرام على العراقيين .. ولكن التخلص من دكتاتورياتهم حلال عليهم !! ..
|
|