حج هذا العام و تداعيات الربيع العربي
|
حسن الحسني
ـ قال زميلي: لا ادري.. كيف سينقضي حج هذا العام 1432هـ والامة العربية والاسلامية تمر في مخاض عسير و (ربيع) سياسي عارم في الطريق؟
ـ قلت: يمر بخير ان شاء الله .. ولكن المطلوب؛ كيف يتعامل ويتعاطى المسلمون مع مؤتمرهم السنوي هذا في الديار المقدسة وهل يتساءلون لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله حاضرا بين ظهرانيهم كيف سينظر الى الحكام والملوك العرب وكذلك المتظاهرين في الشوارع العربية؟َ!
ـ قال: اعتقد ان دخول السعودية بقوات درع الجزيرة الى البحرين من جانب ودعم بلدان الخليج للمتظاهرين في الشارع السوري من جانب آخر، وكذلك تدخل التعاون الخليجي في موضوع اليمن وليبيا ، مع وجود مندوبي هذه البلدان في موسم الحج لهذا العام.. فأنه سوف يكشف عن تأزم ومفاجآت في موسم هذا العام.
ـ قلت: نحن ينبغي اولا ان نعرف اهداف ومقاصد الحج، فاذا كانت مناسك الحج فردية فقط فلماذا التأكيد من المولى تعالى والسنة المطهرة على الروح الجماعية لهذه المناسك، كقوله تعالى: (وافيضوا من حيثُ أفاض الناس)، وكذلك التوقيت في بدء مسيرة الحج ونهايته، فهذا يعني انه مشروع تربوي عبادي ـ اجتماعي ـ سياسي .
ـ قال: هذا يؤكد فكرتي بان المفاجآت قادمة في موسم الحج لهذا العام.
ـ قلت: نحن ندعو الى مفاجآت (ايجابية) وليست (هدامة).
ـ قال: ماذا تقصد بالايجابية والهدامة.
ـ قلت: صاحب الفكر التنموي يحاول ان يجعل من موسم الحج فرصة للتعارف والتحاور واقامة المؤتمرات لمدارسة اوضاع المسلمين في ظل الثورات العربية بهدف الوصول الى صياغة مجتمع يجدده الأمل بالله والتوكل عليه وبناء الاوطان وفق قيم الوحي اولاً وومن ثم ايضا بالاستفادة من التجارب والافكار الانسانية الخلاقة والايجابية، وارساء قواعد التقدم والازدهار العلمي والتقني والحضاري، اما صاحب الفكر التكفيري فيحاول استغلال هذا التجمع العبادي ـ الاجتماعي الكبير لنشر افكاره المتطرفة وباسرع فرصة لأنه يعني ردود الافعال، بل انه سيطر دينيا على مكة المكرمة والمدينة المنورة بهدف الهيمنة الدينية والفتوائية.
ـ قال: ما رأيك بتصريحات مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وامام المسجد النبوي علي الحذيفي؟
ـ قلت: هذه تدخل ضمن الفكر التكفيري الهدام، فالاول وعشية موسم الحج اعتبر الشيعة اهل مشاكل وقلاقل نتيجة احداث العوامية في المنطقة الشرقية، وطعن بولائهم !.
قال: ماذا حصل فيها؟
ـ قلت: الأمن السعودي اراد القبض على شابين من العوامية فلم يجدهما فأخذ ابويهما المسنَّين كرهينة للابتزاز، وقد انهارت الحالة الصحية لاحد الأبوين فعرف الاهالي فخرجوا بمسيرة سلمية منددة، فتمت مهاجمتهم بالرصاص وحدثت مواجهات، وعليه طعن مفتو الوهابية بولاء المواطنين الشيعة، ووصفوهم بأبشع الصفات، وقال عنهم المفتي الرسمي انهم اصحاب قلاقل، دون ان يتطرق اصلا لأسباب خروج الاهالي بمسيرات سلمية مطالبة بحقوقهم المشروعة، ورفضا لسياسة القمع والتهميش التي تمارس ضدهم، ونفس المتفي ايضا لم يتطرق او يتهم الأمن السعودي باعتقال البريئين المسنين، اما علي الحذيفي فيقول: ان الشيعة اخذوا حقوقهم في السعودية كاملة و (زيادة)!
ـ قال (ساخرا): الزيادة لا نقبل بها لأنها تخالف (العدالة)!! فأرجو ان نرى هذا العام بناء الاضرحة على قبور ائمة البقيع واستلام حقائب وزارية شيعية و...!!
|
|