بالمطالبة والتضحية تنتزع الحقوق
|
علي ال غراش
بما اننا نحن نعيش في مرحلة زمنية تشهد طفرة في الحراك الحقوقي ونشر ثقافة الحريات والديمقراطية والمساواة والتعددية والتعبير عن الرأي، بفضل تقنية الاتصال والمعلومات، مرحلة أجبرت الأنظمة على تأسيس المجالس النيابية، وهيئات وجمعيات حقوق الإنسان... ينبغي على المواطن أن يدعم ذلك الحراك وأن يطالب ويعمل لتطبيق تلك القوانين والقرارات التي تؤكد حقوق المواطن (ومنها العدالة والمساواة والحرية وعدم التمييز)، على أرض الواقع عمليا، للمساهمة في بناء دولة القانون والنظام بشكل صحيح ويحصل كل مواطن على حقوقه..
كما على المواطن عدم السكوت عن التجاوزات والانتهاكات، بل لابد من التحلي بروح المبادرة والمطالبة وتقديم التضحيات لانتزاع حقوقه وحقوق مجتمعه، ونشر ثقافة المطالبة بين أفراد المجتمع والتشجيع على ممارستها عمليا دون الاعتماد على الوسطاء أو الوجهاء وتقديم التنازلات وتوزيع الولاءات للشخصيات.. فذلك حق وطني لينعم كل مواطن بالعدل والمساواة بكامل الحقوق، في ظل الوحدة الوطنية وكفالة الدولة لحقوق المواطن وأسرته، ومنع أي اعتداء على حقوق وحرية المواطن.
ولكي يحصل المواطن على حقوقه لابد من توافر الوعي بالحقوق وبالقوانين، وعدم السكوت والصمت على التجاوزات مهما كان حجمها ومن أي جهة، وضرورة دعم كل من يتعرض للاعتداء من المواطنين والتضامن معهم، والتمتع بروح المطالبة والاستعداد لتقديم التضحيات. وما ضاع حق وراءه مطالب والحقوق لا تعطى وإنما تنتزع.
|
|