المرجع المُدرّسي: العراق يحتاج رؤية إصلاح شاملة
|
واضاف " لا يجوز لنا عندما نريد القيام بمشاريع ضخمة وإحداث تغيير واصلاح حقيقي واسع ان نتحدث مثلا عن لوحات السيارات او ولون الابواب ونترك قوانين مصيرية في البلد، على الخطباء والعلماء والكتاب واهل البصائر ان يفكروا في مصير هذا البلد، نحن لم نحصل على هذه الحرية ولم نحصل على هذا النظام والدستور عبثا انما بانهر من الدماء والدموع وتلال من الاشلاء والاجسام والمقابر الجماعية، حتى توفر للشعب هذا بفضل الله تعالى، وماهي هينة علينا ان نضيعها بين عشية وضحاها. فلابد ان نفكر ونخطط وليس من الصحيح ترامي المسؤولية بين هذا وذاك وتحمليها بعضنا بعضا للهروب منها ، كما لا يمكن عبر تظاهرة او اعتصام أن يصلح كل شيء ، فالجرح اعمق من هذا ونحن بحاجة ان نمالك رؤية واضحة للعلاج وقد يستمر الامر ويحتاج زمن طويل حتى نصلح الامور بشكل جذري، لكن لابد ان نعرف ماذا نصنع وماذا نريد .." مبينا أن الحل هو أن الناس "يجب ان يكون لهم حضورهم الواعي والفاعل في الساحة، ان يكونوا داعمين للنظام السياسي إن صلُح، ومصلحين ومسددين له ان فسُد او أخطأ.. وليس من الصحيح أن يقول كل واحد منا لادخل لي ولايتحمل دوره ومسؤوليته ثم يرمي اللوم على الاخرين فقط ". وخلص سماحته في تشخيصه للاوضاع الى أن "ديمقراطيتنا ناقصة وغير ناضجة بعد، لذا فأننا بحاجة الى بناء وتشكل جماعات وكتل بشرية منظمة ومتراصة في البلد تراقب الوضع والاداء السياسي وغيره، تقوم بدور التأييد وفي مكان اخر تقوم بدور التسديد، وتقوم بعملية الاصلاح بصورة مستمرة ، وهذا للاسف لحد الآن ضعيف او غير موجود في هذا البلد ، ويحتاج الى جهد وتثقيف وعمل متواصل، حتى تكون هذه القنوات والاليات ، من قبيل منظمات المجتمع المدني او الهيئات الحسينية وما شابه الى جانب التيارات والاحزاب والصحافة والاعلام، تتفعل وتتعاون في المساهمة بأيجاد مخرج للواقع وحلول للازمات والطريق المسدود المليىء بالعثرات..ولكي تقوموا بدوركم ، لابد أيضا من الانتباه والوعي والتحذير من وجود مؤمرات خارجية ضد العراق وشعبه ومستقبله ، لابد من اليقظة والحذر من العمليات الاجرامية ومراميها الخبيثة ، اليقظة تجاه المنحرفين الذين يضمرون سوءا وشرا بالبلاد، وكل ذلك يشكل تحديا آخر لعملية الاصلاح ..".
|
|