قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
من يفتقدها يخرج من (حفرة الدكتاتورية) ليقع في بئر (الديمقراطية) ويُضيّع (كالغراب) المشيتين
المرجع المُدرّسي: العراق يحتاج (رؤية إصلاح شاملة) لعلاج مشاكله وآلامه وليس (مهدئات) وقتية
كربلاء المقدسة/ الهدى:
حذر سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي (دام ظله) من ان الاعتماد على طرح الحلول الوقتية لمعالجة الازمات والمشاكل في البلاد لا يجدي نفعا وانها قد تهدئ الوضع جزئيا من دون التوصل الى معالجات لأصل وجذور المشكلة الاساسية، داعيا الشعب العراقي الى عدم الانزواء اوالتخلي عن تحمل مسؤوليته والاخذ بزمام المبادرة ودوره في الاصلاح من اجل تصحيح مسار الاوضاع. منوها الى إن مسؤولية إكمال وانضاج التجربة السياسية والديمقراطية في العراق تقع على عاتق الشعب العراقي ذاته وعليه أن يصحح مسارها عبر المراقبة والحضور الدائم في الساحة، وليس بالاعتماد على السياسيين وإكيال الامرعليهم فقط، كما حذر سماحته من المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد البلاد ودعا المؤمنين الى ضرورة " اليقظة" تجاهها . واوضح سماحته في المحاضرة الاسبوعية التي القاها بمكتبه في كربلاء المقدسة بحضور جمع غفير بينهم وفود، وفعاليات اهلية وزوار من محافظات عدة ، أن "على الخطباء والعلماء والكتاب واهل البصائر ان يفكروا في مصير هذا البلد، فنحن لم نحصل على هذه الحرية و هذا التغيير عبثا انما بانهر من الدماء والدموع وتلال من الاشلاء والاجسام والمقابر الجماعية، حتى توفر للشعب هذا بفضل الله تعالى وماهي هينة علينا ان نضيعها بين عشية وضحاها. فلابد ان نفكر ونخطط وليس من الصحيح ترامي المسؤولية بين هذا وذاك وتحمليها بعضنا بعضا للهروب منها ، كما لا يمكن عبر تظاهرة او اعتصام أن يصلح كل شيء ، فالجرح اعمق من هذا ونحن بحاجة ان نملك رؤية واضحة للعلاج وقد يستمر الامر ويحتاج زمناً طويلاً حتى نصلح الامور بشكل جذري، لكن لابد ان نعرف ماذا نصنع وماذا نريد .." واوضح بالقول " نحن حينما ننشغل بمشكلة صغيرة محدودة وثانوية فأن ذلك يحجب الرؤية والاهتمام المطلوب والاساسي بالمشكلة الكبيرة ونترك دراسة الحالة العامة التي تحيط بنا،ولعل هذا هو السبب الرئيس في ان الناس في العراق وكذلك المسؤولين و اصحاب الرأي والقلم والبصيرة والعلم والمعرفة تحيروا فيما يحيط بهم، ولم يحددوا الرؤية المناسبة لاوضاعهم، فلا يخرجون من حفرة الا ويقعون في اختها، يحاربون الارهاب فيعود عليهم بطريقة اخرى، يحاربون الفقر فاذا بالتضخم يبتلع كل مكاسبهم.." واضاف " هنا ينبغي ان ندرس القضية بنظرة شمولية واسعة، نفكر ليس في علاجات جزئية جانبية، ليس باعطاء مسكنات لتهدئة الالم ولكن لا تعالج المرض..". واوضح سماحته في هذا السياق أن "المشكلة الحادة والاساسية في رؤيتي للاحداث المحيطة بنا في هذا البلد وربما بلاد اخرى اننا نخرج من حفرة الدكتاتورية والحكم الشمولي فنقع في بئر عميقة تسمى الديمقراطية ومشاكلها، فلا نستطيع ان نرجع الى مشيتنا ولا تعلمنا من مشية الاخرين، فيكون حالنا حال الغراب الذي اراد ان يتعلم مشية الطاووس فنسي مشيته ولم يتعلم مشية الطاووس ..". وتابع بالقول أن " الغرب استفاد من الديقراطية ونضجها ووصل الى ماهو عليه اليوم ضمن سياق تاريخي خلال ثلاثة قرون من المشاكل والمآسي والاخطاء الفادحة، ونحن لا نستطيع بين عشية وضحاها ان نقلد الغرب في كل ما جربوه" منوها الى أن للقضاء المستقل والاعلام والصحافة الحرة والمهنية والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني الدور الابرز في تكريس تجربة الديمقراطية والمحاسبة وهو الامر الذي لانزال نفتقر اليه او انها في بداية الطريق في بلداننا ومن بينها العراق.