قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

من أجل فطامٍ يحفظ سلامة الطفل
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة *إيمان عبد الأمير
تواجه معظم الأمهات من مشاكل وصعوبات في عملية الرضاعة وفي مرحلة لاحقة في الطريقة الفضلى لفطام الطفل، وإنهاء مرحلة الرضاعة.. هنالك طرق واساليب متعددة، وربما تتناقل الأمهات الكثير من الاحاديث والنصائح التي قد تصيب وقد لا تصيب، في كل الأحوال، لكي تتجاوز الأم مع طفلها مرحلة الفطام بسهولة ويسر ومن دون أزمات، يتوجب عليها التحلّى بالصبر والحكمة، وأن تفهم جيداً حاجات طفلها، وأن تكون مستعدة للتفاعل مع هذه الحاجات.
بدايةً .. فان الانقطاع المفاجئ عن إرضاع الطفل عند بلوغه السنة من عمره، قد لا يكون مريحاً للأم المرضعة، كما هو ليس مريحاً للطفل. وبما أن الطفل في عمر السنة يبدأ في تناول الأطعمة أي تأثيرات جانبية عليه. ومع ذلك فالفطام التدريجي هو أفضل بشكل عام، للطرفين، الأم والطفل، لأنه يتيح لهما الوقت للتكيف مع الوضع الجديد، حتى الانتهاء من هذا الحدث الخاص جداً.
وإذا بذلت الأم المزيد من الجهد ومنحت طفلها المزيد من الحب والاهتمام، يصبح تكيف الطفل مع الفطام أكثر سهولة. وللوصول إلى هذه النتيجة، على الأم أن تستبدل الوقت الذي كانت تمضيه في الرضاعة، بتمضيته في القيام بأنشطة أخرى مع طفلها، كما أن عليها ألا تبدي أستياءً إذا استبدل طفلها شعوره بالراحة، الذي كانت توفره له الرضاعة، بعادة أخرى توفر له الشعور نفسه، مثل مص الإصبع مثلاً، أو لعبة على شكل حيوان، أو حتى اللعب بغطاء سريره. فالطفل في حاجة إلى كل الدعم في هذه المرحلة.
لذا يصبح الفطام أسهل نسبياً إذا كنتِ أنتِ وطفلك مستعدين لمثل هذه الخطوة، فيما يكون أصعب إذا كنت أنت وطفلك متمسكين بالرضاعة، في كلا الحالتين يمكن الاستفادة من النصائح التالية:
*خطوات قبل الفطام
1 - كوني متأكدة من أن طفلك يستطيع الشرب بشكل جيد من الكوب قبل البدء بالفطام.
2- اختاري الوقت بدقة. ولا تبدئي الفطام إذا كان طفلك يمر بتغيّرات أساسية أخرى مثل اللقاء بمربية جديدة، أو الذهاب إلى روضة الأطفال، أو ولادة طفل جديد في العائلة وما أشبه ذلك... أو إذا كان طفلك مريضاً أو متوعكاً. انتظري حتى تستتب الأمور نسبياً في حياة طفلك قبل البدء بالفطام.
3- لتكن وجبته الأخيرة من صدرك، ولكن لا ترضعيه على السرير. فعندما يصحو الطفل من النوم في الصباح، أو من القيلولة، أو عندما يشعر بالجوع، قدمي له بداية عصيراً بالكوب، أو وجبة خفيفة، أو وجبة من الطعام الجامد. فإذا لم تكن لديه شهية للأكل، واستمر في الصراخ مطالباً بإرضاعه، أجبريه على الأكل. في هذه الحالة ستتناقص رغبته في الحصول على الحليب، عن طريق الامتصاص تدريجياً، وعندها ستقل كمية حليبك، فتسهل عليك عملية الفطام.
4- يفضل إرضاع الطفل قبل النوم وليس بعده. حاولي ألا ينام طفلك، وهو لايزال يرضع من ثديك. ومن أجل ذلك تحدثي معه أثناء الرضاعة أو غني له، أو اطلبي من شخص آخر أن يوجد معكما في الغرفة أثناء إرضاعه. والأفضل من كل ذلك، شجعيه على الحصول على الراحة النفسية من قناة أخرى غير الصدر.
5- قللي من عدد وجبات الرضاعة في النهار. ابدئي بالوجبات التي لا يوليها طفلك اهتماماً، خاصة وجبة الظهر. بالتأكيد، ستستغرق العملية أسابيع عدة، قبل أن يعتاد الطفل على الأمر. غيري من عاداتك النهارية. خذي طفلك إلى السوق، أو إلى أي مكان، حيث يصعب عليك إرضاعه، وبذلك يسهل عليك إلغاء وجبة الظهر. ثم قللي تدريجياً، من عدد الوجبات إلى وجبة واحدة فقط. ولتكن الوجبة المفضلة لديه، وهي في معظم الحالات، وجبة ما قبل النوم، مع أن بعض الأطفال يفضلون الرضاعة في الصباح. أما إذا خفّ حليبك كثيراً ولم يعد في إمكانك إرضاع طفلك، فاضغطي بيديك على ثديك للحصول على الحليب، حتى ولو كانت كميته صغيرة، لإسكات طفلك والتخلص من صراخه.
6- ألغي الرضاعة نهائياً.. وحتى يكون الأمر سهلاً عليك، اطلبي من الوالد أو الجدة، في حال وجودها معك في البيت، وضع طفلك في السرير بدلاً منك لفترة من الزمن، إلى أن يعتاد طفلك على الوضع الجديد ويتقبله. كذلك فإن إلهاء الطفل بلعبة صغيرة أو كتاب أطفال، يمكن أن يساعد أيضاً في هذه الحالة.
وإذا لم تكوني في عجلة من أمرك لفطام طفلك، يمكنك تأجيل الخطوة الأخيرة فترة من الزمن، فمعظم الأمهات وأطفالهن يستمرون في الاستمتاع بمرحلة الرضعة الواحدة، لأسابيع عدة، أو ربما لفترة أطول. في جميع الأحوال، مع الوقت يصبح من غير الممكن إرضاع الطفل حتى مرة واحدة فقط، لأن الحليب يجف بسرعة، بسبب التوقف عن إرضاعه مرات عدة في اليوم.
* استعمال الكوب
الفطام لا يعني الانقطاع عن إعطاء الطفل الحليب نهائياً، لأن الحليب من المواد الغذائية الضرورية للطفل في بداية نموه البدني، وتتبع بعض الأمهات أسلوب القنينة لإرواء الطفل بالحليب، وذلك لسهولة العملية وعدم ارهاقها وازعاجها، لكن كل الدلائل تشير الى الجوانب السلبية التي تتركها القنينة على صحة الطفل، وعلى نفسيته أيضاً، لذا يفضل تعليمه على الكوب لشرب الحليب وهو في النصف الثاني من عمر السنة. لأن هذا العمر هو الأنسب لتعليمه استعمال الكوب، حيث يكون الطفل لايزال، مرناً، ويكون الشرب من الكوب بالنسبة إليه بدعة أكثر من حاجة مرتبطة بالفطام.
والمعروف أن جميع الأطفال يتعلمون استخدام الكوب، سواء أكان ذلك عاجلاً أم آجلاً. لكن البراعة تكمن في جعل الطفل يستخدمه عاجلاً وليس آجلاً. لذا، حتى لو مر الزمن المثالي، الشهر السابع أو الثامن من عمر الطفل، ولم يتعلم الطفل استخدامه، فهذا لا يعني أن الوقت أصبح متأخراً.
ومن المحتمل أن يرفض طفلك الكوب أو يقاوم الشرب منه. لذا، يمكن لهذه الخطوات أن تساعدك في التغلب على هذه الصعوبة:
1- خذي طفلك معك إلى السوق لشراء الكوب. ناوليه الكوب الذي فكرت في شرائه، ثم دعيه كي يختار هو اللون والشكل والتصميم الذي يعجبه. بعض الأطفال يفضلون الكوب بيد واحدة، والبعض الآخر بيدين اثنتين. بعضهم يفضله مع أنبوب حتى يشرب الماء بطريقة الامتصاص، والبعض الآخر من دون أنبوب. ثم هناك أطفال يريدون أن يكونوا كباراً مثل أمهم وأبيهم ويشربوا السوائل من كوب حقيقي. وقد تضطرين إلى تجربة أكواب عدة، بأشكال مختلفة، قبل أن تهتدي إلى واحد يقبل به طفلك. في جميع الأحوال، يجب أن يكون الكوب الذي اختاره طفلك غير قابل للكسر.
2- دعي طفلك يتعرف إلى كوبه. دعيه يستعمله مثلاً، في سقي لعبته الصغيرة وهو فارغ، أو دعيه يقدم في الماء لصديقه أو صديقته، أو دعيه يملؤه بالماء، ثم يفرغه في الحوض، ولكن تحت إشرافك.
3- ليكن الكوب هو الخيار الأول في الوجبات. أعطي طفلك دائماً كوباً قبل البدء في إرضاعه من صدرك، ولكن لا تضغطي عليه كما يفعل معظم الأهل. قبل كل وجبة، قدمي لطفلك قليلاً من العصير المفضل لديه، بالكوب، ثم اسقيه العصير بعد كل لقمة. وإذا دفع الكوب بعيداً عنه، لا تجبريه على الشرب. استمري في استخدام هذه الطريقة يومياً، ولكن من دون الضغط على طفلك، مع تغيير الكوب والعصير. فمن المحتمل أن يفاجئك يوماً ما، خاصة إذا شعر بالعطش، فيأخذ الكوب ويشرب منه.
4- بدلي السوائل. إن تبديل السائل الذي كان الطفل معتاداً على شربه بسائل آخر مختلف، قد يخفف من مقاومته ورفضه الكوب. فما إن يصبح معتاداً على الكوب، يمكنك ملؤه بالسائل المفضل لديه.
5- لا تربطي بين اعتياد طفلك على الكوب والفطام، لأنك لو فعلت ذلك، سيستمر في رفض ما يعدّه البديل غير المقبول لحليبك. بدلاً من ذلك، باشري في التقليل من وجبات الرضاعة، حتى لو استمر في رفض الكوب. وبما أن جسم الإنسان في حاجة ماسة إلى السوائل، ففي النهاية سيحصل طفلك عليها بالوسيلة الممكنة. إذا كان طفلك يحصل على كمية أقل من الحليب أثناء الفطام، فلا تخافي. لأنه سيحصل على كمية إضافية من الكالسيوم من مصادر أخرى، مثل الأجبان واللبن كامل الدسم.
طبعاً، الحديث لا ينتهي بهذه السهولة عن الفطام ومرحلة ما بعد الرضاعة، لأن مسألة تغذية الطفل، من المسائل الواسعة الابعاد والمهمة التي يوليها أخصائيو أمراض الطفل وأخصائيو التغذية أهمية بالغة، كونها تشكل نقطة البداية لبناء جسم الطفل، فاذا كانت اللبنة الأولى صحيحة وقوية، أمكن الاطمئنان على اللبنات في المراحل العليا. ويكون الطفل أبعد ما يكون عن الأمراض وحالات سوء التغذية.. وما مرّ كان مجرد همسات وإشارات، نرجو أن تكون مفيدة.