معاول التآمر لضرب الامة الاسلامية .. العراق الصخرة الأخيرة
|
*إعداد / بشير عباس
الامة الرشيدة المرحومة التي صاغها النبي الاعظم (ص) حسب البرنامج الذي نزل في كتاب الله المجيد، ماتزال تستطيل على الحوادث، و ماتزال راسخة الجذور قوية ومقتدرة، وتزداد قوة وتزداد تلاحماً رغم التحديات الكبيرة والصعبة.
أمة عصيّة على التمزّق
لقد حاول شياطين الجن والانس ان يزعزعوا أسس هذه الامة، وان يحطموا شخصيتها و يمزقوا وحدتها ويضربوها ببعضها، فما استطاعوا الى ذلك سبيلا. لننظر الى التاريخ... ماذا فعل بنو أمية؟ لقد حاول اتباع بنو أمية الذين مثلوا ردّة جاهلية على الاسلام، وتعاضدت معهم الدولة البيزنطية – الصليبية- من اجل تغيير مسار هذه الامة، وقاموا بكل ما استطاعوا من تصفيات جسدية وتحريف للقيم والمبادئ وتزوير للحقائق الدينية، ومن أعتى و أسوء ما فعلوه قيامهم بتصفية أولياء الله وأئمة الهدى وقيادات الامة، فقد كانوا ضالعين في استشهاد الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، كما كان لهم دور بارز في حادثة اغتيال أمير المؤمنين، وكذلك اغتيال الامام الحسن المجتبى عليهما السلام، و أبرز وأعظم من كل ذلك ما فعلوه في كربلاء مع الامام الحسين عليه السلام وأهل بيته واصحابه، وهي الفاجعة المشهودة والتي مرت علينا ذكرياتها في شهري محرم وصفر. لكن مع كل ذلك، هل افلحوا...؟! كلا.
إن النتيجة جاءت عكسية تماماً للدولة الأموية التي اصبحت لعنة التاريخ، وكذلك كان مصير الدولة العباسية، رغم نفاق بعض بني العباس لاحتواء الخط الرسالي، لكن الفشل كان حليفهم ايضاً. وجاءت من بعدهم الحروب الصليبية التي امتدت عشرات السنين، وقد كانت الجيوش الصليبية تغذيها قياداتها في الغرب بكل ما لدى الغرب من امكانات، لكن ايضاً لم يفلحوا لا في اقتلاع جذور هذه الامة ولا حتى في التأثير السلبي عليها. ثم جاء من بعدهم الاعصار التتري وقام (هولاكو) بجرائم يندى لها جبين الانسانية، فقد تجاوز كل الحدود في حربه ضد الامة الاسلامية، حتى ان نهر دجلة تحول لونه الى الاحمر لايام لكثرة الجثث التي تلقى فيه. ولكن انكسرت موجات التتر على صخرة الصمود الاسلامي، فتم احتواء هذا الاعصار في كل الاحوال وانتهى كل شيء.
وبعد فشل المحاولات الخارجية للنيل من كيان الامة الاسلامية، حاول شياطين الجن والانس في الداخل والخارج ضرب كيان الامة من الداخل، فقد ظهرت قوتان اسلاميتان في القرن السادس عشر الميلادي احداها في غرب العالم الاسلامي، متمثلة بالامبراطورية الاسلامية الايرانية، والاخرى في الشرق متمثلة بالسلطنة العثمانية وما كان يسمى ذلك اليوم بـ(الباب العالي)، وكانت تقع بين فترة واخرى مناوشات بين الجانبين، لكن لايذكر التاريخ حصول حروب طاحنة بين هاتين الدولتين الجارتين، لان البناء الذي بناه الاسلام و أشرف عليه نبينا الاكرم محمد (ص) كان متيناً قائماً على أسس راسخة وقوية، منها القرآن الكريم، وعلى اساس تاريخ حافل بالجهاد ضد الكفر والجاهلية، وقائما على اساس قدوات لا مثيل لها لا في التاريخ فيما مضى ولا يأتي احد يماثلهم في المستقبل، وهم النبي واهل بيته ومن اقتدى بهم. لذا يمكن القول ان الحروب التي كانت تدور رحاها بين الدولتين كانت (حرب حدود لا حرب وجود).
ولا أدلّ على ذلك هذا الشاهد المضيء في تاريخنا، ففي خضم هذا المعترك وقبل حوالي قرنين من الزمان قامت قوات عثمانية باقتحام بعض المدن الايرانية الحدودية مع العراق في منطقة (ايلام)، لكن القوات الايرانية آنذاك احتوت هذه القوات وأسرت الكثير منهم، وكادت ان تتأزم العلاقة بين الدولتين وتتفاقم المشكلة، فتدخلت الحوزة العلمية متمثلة آنذاك بالمرجع الكبير الشيخ جعفر كاشف الغطاء الذي قام بزيارة الى ايران وتوسط لدى أهل الحكم فيها وأنقذ الاسرى العثمانيين ثم قام بدور الوساطة لانهاء النزاع بين الدولتين الجارتين وتم توقيع معاهدة السلام بينهما. ولننظر اليوم الى حال الامم المتحدة، هذه المنظمة الدولية ذات الصدى الواسع والكيان الكبير الذي تشرف عليه دول كبرى وامكانات هائلة، هل تمكنت في تاريخها من حقن دماء أناس سقطوا ضحية الحروب والنزاعات بين الحكومات؟ ومن ابرز مؤسسات الامم المتحدة (مجلس الامن) لكن نراه اليوم ودائماً يفشل في تحقيق الامن في العالم. فما تزال كوريا مقسمة الى شعبين ودولتين متخاصمتين، وكذلك الحال في كشمير وقبرص، ناهيك عن الحروب والنزاعات المتفرقة في العالم. ولكن عالم دين بظاهر بسيط يعتمر عمامته ويلبس عبائته و صايته، والأهم يحمل روحانيته العالية واعتماده على اسس الدين استطاع ان يجمع بين دولتين كبريين في ذلك اليوم كانت تمثل بالحقيقة كل العالم الاسلامي اليوم على الخارطة السياسية اليوم، ولذا سُمي – طاب ثراه- بـ (المصلح)، هذا النجاح الباهر والعظيم لم يكن لولا القبلة الواحدة والكتاب المجيد الواحد والنبي العظيم الواحد.
من هنا يذكرنا ربنا سبحانه وتعالى في كتابه المجيد بانه هو الذي اعطى هذه الامة العصمة من الضياع والتمزق، من خلال جعله إياها (الأمة الوسط)، وهل يمكن تهديم ما بناه الله تعالى...؟!! جاء في سورة البقرة الآية (143) "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا". إذن فهذا جعل وبناء إلهي، والقضية ليست بهذه البساطة. اما الهدف: "لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا"، فهذا البناء له هدف وهو ان تكون الامة (وسطا)، وللوسط معنيان: أحدهما (العدل)، أي ان تكون أمة عادلة، والاخر: أن تكون امة وسطى بين الأمم، وحتى اذا كان المعنى الثاني هو المراد فان المعنى الاول هو الهدف، بمعنى ان الوسطية بذاتها ليست هدفا أنما العدالة، ثم ليست العادلة في نفس الامة، وانما في تقييمها للاخرين. ثم يذكرنا ربنا تعالى في سياق الآية نفسها بالقبلة التي كانت ولا تزال احدى الركائز الاساسية لبناء هذه الامة و رمز وحدتها، "وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيم".
أيادي من داخل الامة لضرب الأمة!!
بعد سقوط الدولة العثمانية مباشرة اختلق لنا بعض الشياطين في الارض مذهباً سموه بـ (المذهب السلفي)، والرجل الذي قام بهذا الدور لا أصل ونسب واضح له، اسمه المعلن (محمد بن عبد الوهاب)، لكن ما هي نشأته؟ ومن اين أتى؟ فذاك أمر مبهم وغامض، فتارة يقال انه جاء من (اصفهان) وتارة اخرى من (البصرة)!، وفي كل الاحوال كان رجلاً غير واضح المعالم والنسب، بل ومشبوه بارتباطاته وعلاقاته، لكن لا ريب ان المذهب الذي ابتدعه كان اعتماداً على افكار (ابن تيمية)، مع ذلك فقد كانت لهذا الرجل فلسفته و مبتدعاته في الدين، مثل تكفير الاخرين وهدم الاضرحة ومحاربة الشعائر الدينية ومحاربة الاسلام الحق.
والسؤال هنا: من الذي ساعد على ظهور هذا الرجل وتوسيع قاعدته وتوسعه ، وذلك في أرض الوحي؟
هنالك بعض المحللين الاستراتيجيين يعتقدون ان الهدف من اختراع هذا المذهب وتقويته هو محاولة تمزيق الامة الاسلامية وابقائها مشغولة دائماً وابدا بصراعات داخلية، ويمكننا ملاحظة مصاديق هذا خلال العقود الماضية، وكيف ان هذه المؤامرة تشتد وتتصاعد مع تصاعد المدّ الاسلامي في العالم، ففي سنة 1920 قامت ثورة العشرين في العراق بقيادة المرجع الكبير الميرزا محمد تقي الشيرازي، لمحاربة الاحتلال البريطاني، وقد اشترك فيها السنة والشيعة، ولم نلاحظ وجود تحرك لهذا المذهب، وجود افكار وتوجهات تكفيرية وحثّ على القتل بالجملة والنسف والتفجير وغيرها من الاعمال الارهابية التي نلاحظها اليوم. لكن ما ان برزت معالم الصحوة سواء من خلال انتصار الثورة الاسلامية في ايران او من خلال حركات اسلامية هنا وهناك، حتى لاحظنا ظهور هذه النغمة الشاذة وانتشارها في العالم الاسلامي، بمعنى ان القضية مرتبطة باولئك الذين لايريدون الخير لهذه الامة ويحاولون تمزيقها ويحاولون في الحقيقة امتصاص قوتها وتفتيت دفاعاتها.
لكن نتسائل مرة اخرى: هل تنجح هذه المؤامرة أم لا...؟ وما دور المسلمين تجاه هذه المؤامرة؟
لقد مرّت على الامة نسخة اخرى من المؤامرة التي واجهتها في تاريخها الاول، فقد تعرضت البلاد الاسلامية الموزعة على الخارطة السياسية الى شتى صنوف الفتن والمحن والحروب، فقد مرت المؤامرة على افغانستان عام 1979 باحتلالها من قبل الاتحاد السوفيتي السابق، ثم انتقلت الى لبنان وتصاعد الحرب الاهلية وما اعقبها من الاجتياح والاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان، ثم انتقلت الى باكستان حيث ظهور حركة طالبان، و أرى ان تضع هذه المؤامرة أوزارها في العراق، واليوم العراق مرشح ليكون مركز ثقل هذه المؤامرة لتمزيق الامة الاسلامية.
وليس أدلّ على ذلك وقوف القوى الخارجية وراء نشوب حرب الثمان سنوات بين العراق وايران والتي اندلعت في شهر ايلول عام 1980، وقبلها بفترة وجيزة كانت السعودية تستضيف مجموعة من أئمة الكفر والضلالة من الشرق والغرب في مؤتمر قمة الطائف المشؤوم للدول العربية، وكان بين الحاضرين (صدام)، ومنها تم الاتفاق على شن حرب ضد ايران، و الحقيقة ان هذه الحرب كانت امتدادا للهدف القديم، وهو مواجهة الحالة الدينية وتمزيق الامة، وفعلا نجحت نوعا ما، لكن ليس بشكل كامل، ثم فشلت الحرب بالاساس و (انقلب السحر على الساحر)، وتحول ذلك الطاغية الى العدو رقم واحد للغرب بعد ان انزلق في مأزق آخر واحتل الكويت وحصل بعدها ما حصل.
و ربما يأتي اليوم الذي تنكشف فيه كل الحقائق ويظهر كل أولئك الذين وقفوا خلف تلك الحرب الدامية والمدمرة، ويحاكمهم التاريخ على مشاركتهم في اراقة دماء اكثر من مليون انسان راح ضحية هذه الحرب واكثر من الف مليار دولار خسائر لبلدين ناميين هما: ايران والعراق.
هاجس حكم الاغلبية في العراق
لمزيد من تسليط الضوء على المخطط التآمري الجديد لتمزيق العراق و ضرب بعض ابناء الشعب ببعضهم الاخر، هنالك بعض الملاحظات:
الملاحظة الأولى: يتوهم الذين يظنون انهم عبر دعم ما يسمى (تنظيم القاعدة)، يتمكنون من لي ذراع العراقيين وتمزيق وحدتهم وتفتيت قوتهم. وانا أشك بالاساس بان وراء كل ما جرى في العراق هو (القاعدة)، نعم؛ ربما هنالك بعض افراد التنظيم، لكن القضية اكبر من هذا بكثير، فالادلة الاستخبارتية والاعترافات تشير الى وجود اصابع اخرى خلف هذه المؤامرة الدنيئة، فقد دعموا بالاموال والامكانات والتخطيط وغير ذلك، فقد كانوا يسربون الانتحاريين عبر الحدود، وكنت اسميها يومها (المعلبات البشرية)، يبعثونهم بعد غسل ادمغتهم بالكامل، ويقنعوهم بانهم بتفجير انفسهم وسط الناس، يلتحقون بالنبي الاكرم في الجنة...!! ومقابل ذلك يطمأنونهم باعطاء مبلغ من المال لاهلهم، وبهذه الطريقة الدنيئة تزهق ارواح الابرياء ويتزعزع استقرار البلد، فيما صاحب الفتنة والمؤامرة يضحك من بعيد. انها حقاً استهانة بارواح البشر واستهانة بالقيم واستهانة بكتاب الله واستهانة برسول الله صلى الله عليه وآله. لكن مع كل ذلك لم يتحقق ما أرادوه.
الملاحظة الثانية: ان مردود تلك المؤامرة وذلك الارهاب الطائفي الدموي، كان سلبياً على اصحابه، بمعنى ان الذي يحاول اللعب بورقة الطائفية يصبح ضحية هذه الورقة، و رحم الله الشيخ عبد المنعم الفرطوسي، ذلك العالم الكبير واحد ابرز شعراء العراق - توفي سنة 1404هـ- أتذكره قبل حوالي 45 سنة، له بيت من الشعر يقول فيه:
والطائفية نارٌ من يأججها
لا بد ان يغتدي يوم لها حطبا
بمعنى ان النزعة الطائفية والعنف ضد الاخر، لم يجلب سوى الدمار لاصحابه، ولم يلحق ضرراً بالطرف المقابل، بل ان الشيعة وهم الاغلبية في العراق فتحوا ذراعيهم للاخرين، وتناسوا كل ما جرى عليهم خلال النظام المقبور ومن كان يقف وراءه، ونحن نعرف هويته، لكن ما ان تصل القضية الى الحكم وادارة البلد نراهم يتنكرون، (فما عدا مما بدا...)؟! كما قال أمير المؤمنين عليه السلام لكل من طلحة والزبير. وهكذا رأينا البعض في النهار يصافح ويجتمع ويبتسم وفي المساء يتلثم ويفجر ويقتل...!! ان هذا امر لا يقبله عاقل. وهنالك بعض الفضائيات التي تحثّ على هذا النهج التكفيري الضال، تكشف بنفسها الجهات التي تقف خلف الستار، وتدير المؤامرة الخبيثة وطريقة التفكير المريضة التي تدفع بالبعض من المصابين بمرض القلب والبصيرة، ان يوغلوا في دماء الابرياء من محبي اهل البيت في باكستان وفي العراق، ولاحظنا شواهد في الامس القريب خلال زيارة الاربعين، من تفجير في طريق (مسجد الخطوة) في الزبير وفي الناصرية، حيث استشهد الصغار والشيوخ على يد من خلا قلبه من الورع والتقوى وخوف الله تعالى.
ويجب على من يقف خلف الستار ان يعرف، وهي رسالة مفتوحة الى من يهمه الأمر... ان من يعيب الناس، فان هؤلاء الناس لديهم لسان ايضاً، وبامكانهم الرد وبقوة وإفحام، و من له بيت من زجاج لا يجب ان يرمي الآخرين بالحجر! لكن مع ذلك نبقى متمسكين بمبدأ الوحدة، لأننا حريصين على ان تبقى الامة موحدة ان شاء الله، واقول: ان الذين يحاولون تمزيق هذه الامة من خلال اثارة بعض الناس في الطائفة الاخرى، فان ابناء هذه الطائفة هم الذين سيحاكمونهم، ويطردوهم من الساحة. وعلى الجميع ان يعرف ان في العالم مبدأين في الحكم: مبدأ الحكم بالاغلبية ومبدأ الشراكة، والخيار الثاني، نادراً ما يحصل في أي مكان في العالم، فاذا كان مبدأ الاغلبية هو السائد في العالم ومعترف به، فلماذا ترتفع الاصوات والاعتراضات اذا حكمت الاغلبية في العراق؟! ثم تعالوا نتحاور على الفضاء المكشوف ومن خلال المنابر الحرة في العالم، وقدموا ما عندكم، ونحن نقدم ما عندنا. وينتهي كل شيء.
الملاحظة الثالثة: اقولها لمن يقف خلف الستار، ولكل من (يلقى السمع وهو شهيد): هذه الامة التي بناها الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله، لن تتمزق وستلفظ مثل هؤلاء الدخلاء على هذه الامة واطرافها، ثم تعود الامة الى وحدتها، لأن هذا جعْل الله تعالى، وهذه ارادته حيث يقول: "وكذلك جعلناكم" فهذا الجعل لاينتهي ولا يتغير، صحيح هنالك مذاهب وآراء مختلفة لكن الامة ستحافظ على وحدتها الظاهرية. يقول القرآن الكريم: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالٌَ" (الرعد /17)،
ومسؤوليتنا بعد التوكل على الله والثقة بكلماته والايمان بها ان نتحرك في اتجاه رصّ الصفوف وتقوية دعائم الامة ، فقد تميز هذا العام عن الاعوام الماضية بمشاركة مئات الالاف من اخواننا السنة في العراق في عزاء الامام الحسين عليه السلام، إما باقامة المجالس أو بتأسيس مواكب خدمية على طريق الزائرين، وإما بالتفاعل مع اجواء الزيارة، وستذهب محالاوت الاثارة الطائفية من هذا وذاك ادراج الرياح، فقد حاولوا خلال التسع سنوات الماضية ومن خلال مئة وعشرة فضائية ، زرع الفتنة الطائفية وشحن طرف ضد آخر في العراق، لكن ظلت هذه القنوات الفضائية مجرد ابواق شياطين لا تقدم ولا تؤخر. والشعب العراقي سنة وشيعة موالون لاهل البيت عليهم السلام ومحبون لهم، ولا تستطيع مجموعة شراذم صغيرة من النيل من وحدة هذا البلد وهذه الامة.
|
|