سماحة المرجع المُدرّسي يستقبل وفودا من من البحرين والمنطقة الشرقية والكويت واليمن
واصلوا السير على طريق الحسين وزينب عليهما السلام بحمل راية الاصلاح في الامة
|
كربلاء المقدسة/ الهدى:
استقبل سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة، خلال الايام القليلة الماضية عددا من الوفود والزائرين من البحرين والمنطقة الشرقية بالسعودية، والكويت، واليمن.
فقد استقبل سماحته شخصيات ووفودا من البحرين و المنطقة الشرقية بالسعودية، وفي جانب من حديثه مع الزائرين الكرام اشار سماحته الى أن من ثمار وفلسفة زيارة الامام الحسين عليه السلام ، انها : تعطينا الثبات وقوة الارادة في مواجهة الصعاب والتحديات التي تواجهنا.. فعندما نأتي الى كربلاء لزيارة الامام عليه السلام ونستذكر ونستحضر نهضة الامام الحسين عليه السلام ودروسها وعبرها واهدافها الى جانب آلامها العظيمة التي تحمّلها عليه السلام مع اهل بيته واصحابه، علينا ان نعود و قد استمد كل منا الروح والقدرة والعزيمة والحيوية.. روح الصبر وقوة الارادة والعزم، لأننا بهذه الروح الحسينية يمكن ان ننهض بمجتمعاتنا وامتنا... مشيرا الى أن : الظالمين على مدى القرون حاولوا طمس معالم النهضة الحسينية وهذه الراية الالهية، وهذا الرمز المقدس وهو الامام الحسين عليه السلام.. ولكنهم خابوا وفشلوا لان الله تعالى شاء ان تُرفع هذه الراية وتنتشر وتزداد نموا وعطاءا وترسخا يوما بعد آخر... وهكذا نرى ان شعبنا العراقي ورغم كل الظروف المحيطة به وكل المشاكل والتحديات التي واجهته ولاتزال، بقي وسيبقى بإذن الله يواصل زحفه وولائه ووقوفه خلف راية ابي عبدالله الحسين عليه السلام.. وكذلك اخواننا في شتى البلدان والبقاع ، لاسيما في المنطقة الشرقية، واخواننا في البحرين، فهم رغم كل الويلات التي عانوا ويعانون منها ويواجهونا الا انهم يعززون ثباتهم وعزمهم وولائهم للامام الحسين وأهل البيت عليهم السلام ... فالعراقيون وشيعة اهل البيت عموما اخذوا قوة الارادة والعزيمة من الامام الحسين عليه السلام ليواجهوا ويتحدوا كل المحن والصعوبات.. و اوضح سماحته أن : زيارة الاربعين العظيمة التي شهدتموها، وباقي الزيارات المليونية التي يقوم بها ابناء الشعب العراقي لابي عبدالله الحسين عليه السلام، ويشارك بها اخوانهم الموالون من باقي الشعوب، تبني علاقات محبة وتعاون وطيدة بين ابناء العراق، وبينهم وبين اخوانهم القادمين من باقي البلدان، وفيما بين هولاء الاخوة انفسهم ايضا، وهذه من احدى حكم و فوائد وثمار هذه الزيارات.. فمن حكم الزيارة وفوائدها التعارف والتعاون والاخوة فيما بينكم.. ومن هنا نقول ايها الاخوة لاسيما في البحرين وحيث يواجه الشعب مايواجه من ظلم وتحديات في حراكه السلمي ومطالبه العادلة ، ان هذا الحراك يتطلب منكم أن تزيدوا من التعارف والتفاهم والتواصل والتعاون فيما بينكم.
وفود من المدينة المنورة و المنطقة الشرقية
واستقبل سماحته وفودا زوار من السعودية بينها حملة نور الرضا (ع) من مدينة سيهات، وحملة الموعود من الاحساء والقطيف والمدينة المنورة وحملة وموكب (هيئة البقيع الموحد) . وفي كلمات له امام الوفود اشار سماحته أن من الحكمة أن الانسان اذا حظي بتطهير النفس والقلب، وزوى عنه الذنوب وغفرت له من الله تعالى، وخلصت نيته وقويت ارادته وعزمه أن يبقى محافظا على ذلك ويبادر الى رسم خارطة حياة جديدة له ولمجتمعه.. وهذا يجب أن يكون من فوائد ودروس زيارة الامام الحسين عليه السلام ، فالذي يزوره يتطهر، وينال رحمة الله تعالى وغفرانه، فكيف نحافظ عل هذا الطهر وهذه الروح المفعمة؟. واضاف سماحته أن ذلك يتم عبر طرق وخطوات عديدة من بينها ، اولاً: ان يحرص ويواضب الانسان على أن يعتصم بحبل الله، و الاعتصام هذا ليس فقط لكي لايصاب الانسان ومن ثم مجتمعه بالتشتت والتفرق ولكن حتى لا يقع في الخطأ، والقران واهل البيت(ع) هو حبل الله ،حبل واحد، فمن يتمسك بالقران ولم يتمسك بأهل البيت (ع) فكأنما لم يتمسك بأحد منهما والعكس كذلك لانهما مرتبطان ببعضهما البعض ، فيجب علينا التمسك بهما لكي لا نقع في المحظور ، والتمسك بالقران يتم عبر التدبر في اياته ، فافتحوا قلوبكم للقران وهو يوجهكم في حياتكم. اما النبي (ص) واهل بيته (ع) فيجب ان نعرفهم بما عرّفهم الله تعالى وان لا نبقى مقصرين او جاهلين لحقهم وفضلهم ، فنحن نعتقد ان معرفتنا بهم معرفة جيدة ولكن يجب ان تزداد هذه المعرفة وتتعمق اكثر.. فيجب ان نستمع الى ارشاداتهم وخطبهم ووصاياهم، وننهل من معارفهم ونتبع خطاهم ونهجهم. وثانيا: الانضمام الى الفئة المؤمنة وتعزيزها، فكل فرد عليه أن لا يبقى وحده، عليه ان يصير مع الجماعة لانه يد الله مع الجماعة ، وهي تحفظنا من الانهيار.وثالثا: الالتزام بالامر بالمعرووف والنهي عن المنكر بكل مراتبه، لأن في ذلك تحصين النفس والعائلة والمجتمع.. واليوم تواجه بلداننا ومجمعاتنا امواج التمويه والتضليل والافساد العقائدي والاخلاقي عبر وسائل شتى، من بينها الفضائيات والانترنت وغير ذلك، فكيف نحارب ونواجه تلك الامواج؟ ، بالاصلاح وببث الوعي ، فعلى كل من يحمل علما ومعرفة و كلمة ان يوجه غيره بها ويعمل على نشر وتنمية روح المسؤولية ، وبهذا نقوى على ضعفنا و التحديات التي تواجهنا ..
وفد من البحرين
واستقبل سماحته وفداً آخر من البحرين من الذين شاركوا في احياء زيارة الاربعين ، وفي جانب من حديثه مع الوفد قال سماحته " نحن نهتم بهذه الزيارة في كل عام وكل الموالين لأهل البيت (ع) يأتون مشياً على الاقدام من مدن وبلدان بعيدة؛ مواساةً وتأسيا منهم بمسيرة سيدتنا زينب (ع) لان مسيرتها لم تكن اقل شئناً من مسيرة اخيها الحسين (ع) فقد كان لها الدور الكبير في حمل راية النهضة الحسينية وتعريف الناس بهول الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق اهل البيت (ع) وبحجم المصيبة التي جرت على الامام الحسين (ع) واهل البيت (ع) ، وذلك من خلال مواقفها الخالدة امام يزيد لعنة الله عليه, و خُطبها, ونصبها للعزاء في المدينة .."واشار سماحته في هذا الاطار الى أن " لهذه المواساة جانباً خفياً يكمن في مشاركتها الدور الذي تبنته في حمل راية الامام الحسين (ع) . ونحن ينبغي ان يكون دورنا في مستوى دور زينب (ع) وهو حمل راية الاصلاح في الامة, ورسلتنا التي يجب ان نعود بها من كربلاء هي الاصلاح بالكلمة الطيبة ، والدعوة الى الله ".وفي سياق الحديث عن المخاطر والعمليات الاجرامية التي واجهت الزائرين قال سماحته " ان الدماء الزكية التي اريقت بسبب هذه الانفجارات لن تضيع ولن تذهب سدىً بل كانت سبباً في كل عام للألتحاق بركب الحسين (ع) فنجد اعدادا كبيرة من مذاهب مختلفة يلتحقون بزيارة الامام الحسين (ع) مشياً على الاقدام, بل ونجد المسيحيين وغيرهم من غير المسلمين يقيمون مجالس العزاء ويساهمون في خدمة الزائرين.."
وفد من الطلبة اليمنيين
كما استقبل سماحته وفدا من الاخوة اليمنيين من طلبة حوزة الامام القائم (عجل الله فرجه) . وفي جانب من حديثه مع الوفد اكد سماحته على ضرورة الاستفادة القصوى من بركات زيارات الامام الحسين وسائر اهل البيت عليهم السلام وجعلها منطلقا ومحطة لتهذيب وتزكية النفس واصلاحها واستلهام معاني ودروس الثبات والصبر والاخلاص والحيوية والعزيمة وبالتالي مواصلة السير على طريق النهوض بالامة و الاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وحفظ قيم ومبادىء الدين الحنيف. وقال سماحته : علينا وعليكم وانتم اليوم في كربلاء المقدسة وفي رحاب السبط الشهيد عليه السلام ،ان ندعوالله سبحانه، ان يجنب اليمن المآسي وان يحقق آمل وتطعات الشعب هناك، وان يتم تحويل السلطة دون اراقة مزيد من الدماء. واضاف: لكن ماهو مطلوب ليس الدعاء فقط ، بل العمل ايضا، والعمل لن يكون مفيدا وذا اثر وقيمة الا إذا تلسح الانسان بالحكمة .. فالشباب مثلا والمتواجدون اليوم في مختلف مناطق وساحات اليمن ، لابد لهم من التسلح بالمعرفة والحكمة والوعي وبعد النظر وان لايقع بعهم فريسة اطراف غير أمينة تتسلل الى صفوفهم وتقودهم، فكل مجتمع يتسلح بالتفكير الموضوعي والمعرفة والحكمة يكون مجتمعا حيويا واعيا مصونا وقادرا على مواجهة المخاطر والتحديات.. وانتم بالذات عليكم اليوم التسلح بمزيد من الحكمة والتفكير للمستقبل لأنه وعلى الدوام هنالك فتن واختبارات وتحديات ومشاكل في كل مكان وزمان..وكل واحد منكم يكون بأذن الله قائدا ورساليا طليعيا في بلده ومنطقته ومجتمعه وشمعة مضيئة في الحاضر والمستقبل.. وتابع بالقول: ندعوكم الى الحيوية والجد في دراستكم وتحصيلكم العلمي والثقافي وفي كل المجالات وصقل مؤهلاتكم ومواهبكم، وايضا ان لاتحصروا تحصيلكم وتعليمكم بالدراسة الحوزوية فقط بل ترفدوها ايضا بتعلم باقي العلوم والاختصاصات، وان تتعلموا فنون الحوار والكتابة والتأليف والخطابة ومنهيجةالتفكير.. فالفرص امامكم وعليكم استغلالها لتطوير انفسكم وملكاتكم المختلفة.. واوضح سماحته ايضا في حديثه مع الوفد : علينا وعليكم ان نتسلح ايضا بالصبر وقوة الارادة والعزيمة، ومن اوجه الصبر أن يوطن الانسان نفسه على الثبات والاستمرار على خطه مهما كانت الظروف، والناجح في الدنيا والمفلح في الاخرة هو من لديه هذا النوع من الصبر ، كصبر وثبات مولاتنا زينب عليها السلام.. فرحمة الله تعالى تتنزل على الصابرين الثابتين.. وانتم اليوم اتيتم الى كربلاء لزيارة الامام الحسين عليه السلام، لكي تتزودوا بالهمة والعزم وروح الاستقامة.. وفي نفس الوقت أن تدعو الانفسكم بأن يثبتكم الله تعالى ، فأدعوا لشعبكم ايضا بأن ينصره الله سبحانه ، وادعوا لجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الارض ومغاربها.. لانكم في موضع ومشهد عظيم عند الله تعالى الذي يستجيب الدعاء تحت قبة الامام الحسين عليه السلام...
وفد من الكويت
واستقبل سماحته وفدا من دولة الكويت. واكد في جانب من حديثه مع الوفد على ضرورة واهمية التفقه في الدين وتعلم واتباع احكامه، وان ذلك يعد من اهم الشروط والجوانب الاساسية في عملية اصلاح وبناء النفس والمجتمع، وان الاصلاح مسؤولية وواجب يقع على جميع ابناء المجتمع كل حسب قدراته وموقعه. واوضح في هذا السياق أن " المجتمع عادة اقوى من الحكومات، لانها تزول والمجتمعات تبقى .. و النبي الاكرم (ص) الذي نعيش ذكرة رحيله هذه الايام ، لم يأت في الاساس لتأسيس حكومة وترؤسها انما بُعث لبناء امة ومجتمع الهداية والتوحيد والصلاح، وهكذا ابنه السبط الشهيد الامام الحسين (ع) الذي اتيتم الى زيارته اكمل هذه الرسالة لتأسيس وبناء الامة الصالحة ، وحمل ورفع راية الاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواجهة الباطل والظلم.. وهو عليه السلام قدم دمه واستشهد في هذا السبيل.. وهذه الدعوة وهذه الرسالة وهذ الخط مستمر الى يومنا هذا .. ونحن ايضا علينا السير على خطاه عليه السلام في الاصلاح، فانتم اتيتم الى كربلاء لزيارة ابي عبد الله (ع)، لنصرة الدين ولطلب الاصلاح، فعليكم ان تعودوا بهدف اسمى وروحية وعزيمة اقوى في البحث عن طرق اصلاح انفسكم واهليكم واصدقائكم وكل من حولكم ، فبناء الامة يحتاج الى المزيد من الاصلاح والصبر والاستقامة على الخط .." واضاف أن " افضل وسيلة للاصلاح هي الكلمة ، فالكلمة لها دور كبير .. و لكي تنجح مساعيكم في الاصلاح ولكي تكون الجهود والكلمة مؤثرة في المجتمع يجب ان نخاطب ونقنع الناس بالكلمة الحسنة و الحكمة ، وهذا يقتضي شيئا اخر وهو مسؤولية التفقه في الدين وتعلم احكامه بشكل صحيح واتباعها والتسلح بتحصيل العلم والمعرفة..فاذا اردنا ان نسير على خطى الامام الحسين (ع) فعلينا ان نكمل مسيرته في الاصلاح وبناء المجتمع وبناء انفسنا ووسيلة ذلك هو العلم والفقه .."
|
|