هل انتهى دور الشعب..؟!
|
سعد الدراجي
هُناك مقولة شائعة عند السياسيين الجُدد وعند الإعلاميين، وهذه المقولة ولله الحمد لم نكن نعرفها من قبل وذلك لأننا لم نمر بالتجربة الديموقراطية سابقاً بسبب سياسة التهميش ومصادرة الآراء التي كان ينتهجها النظام السابق، والذي سقط بفضل هذه السياسة الرعناء التي لم تجلب سوى الدمار والخراب للعراق وشعبه طيلة السنوات التي قضاها جاثماً على صدور أبناء الشعب الذي لم ينفك يجد سبيلا لإسقاطه بواسطة محاولات الاغتيال تارة وبالانتفاضات الشعبية تارة اخرى.. الامر الذي تحقق في نيسان 2003 ولكن بإحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ! ..
ارجع الى المقولة التي تقول: (ان المرشح للانتخابات البرلمانية يحتاج الناخب العراقي لمدة يوم واحد فقط ..! بينما الناخب العراقي يحتاج المرشح لمدة أربع سنوات ). وكلاهما يستجدي الاخر، فالمرشح يستجدي صوت الناخب بكل الطرق، بالتملق تارة وبإعطاء الوعود تارة اخرى. والغاية من ذلك زيادة عدد الأصوات التي تؤهل المرشح للحصول على مقعد في البرلمان الجديد، وعند امتلاكه على ما يريد تبدأ هنا معانات الناخب، فالمرشح ينسى او يتنصل مما وعد به. والناخب العراقي المسكين يبقى على أمل ان يفي فخامة المرشح بوعوده التي قطعها والتي من المفروض اننا امة إسلامية نُطبق ما تمليه علينا شريعتنا السمحاء حيث يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز (وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولاً) وغيرها من الآيات التي تؤكد على ضرورة الوفاء بالعهد والوعد.
والخلاصة ..هل انتهى دوراً الشعب بعد انتهاء الانتخابات؟ وهل ان الذين سوف يكونون تحت قبة البرلمان الجديد هم وحدهم من سيقرر هل ان هناك دور للشعب في المرحلة القادمة ام ان الموضوع مناط بهم ايضا..؟. وكأن الأربع سنوات لن تنتهي !، وحينها يعودون مرة اخرى لاستجداء صوت الناخب، ولات حين مندمِ. إذن لابد ان يكون هناك دور لهذا الشعب في رسم الخارطة الجديدة في العراق للمرحلة القادمة من خلال ما سمعنا به من البرامج التي طرحتها الكتل المشاركة في الانتخابات بضرورة إشراك الشعب العراقي في اختيار نوع الحياة التي يًريدها وتقديم كل ما من شأنه تطوير الإنسان العراقي قبل تطوير البُنى التحتية، لأن الإنسان هو أساس التطور في العالم بل ان تطور أي بلد في العالم مناط بمدى تطور الناس الذين يعيشون فيه، ولابد في نهاية المطاف ان يكون رأي الشعب هو الذي يجب ان يُؤخذ به على اعتبار ان الكل ـ وكما يقولون ـ جاؤوا لخدمة هذا الشعب وتعويضه عن مدى الحرمان الذي مر به خلال الحكم البعثي المقبور وما تلاه من حكومات .
|
|