التطريز.. فن الزخرفة الجميل يحكي قصة عاشوراء و مظلومية اهل البيت (ع)
|
الهدى/فراس احمد/ كربلاء المقدسة:
العمل والمهن تختلف بأختلاف الاستعدادات الفطرية والاستعدادات المكتسبة فهناك أشخاص لديهم المقدرة على القيام بعمل معين والابداع فيه دون غيره، ويرجع ذلك إلى ما وهبه الله لهم من قدرات ، والإعمال جميعها تخضع في بداياتها لصعوبات ولكن تذوب هذه الصعوبات أمام العزائم القوية لدى الشباب. والتطريز يعد احد فنون الزخرفة الجميلة التي استعان بها الإنسان لتزيين أدواته ومفروشاته منذ آلاف السنين حيث استمد وحداته الزخرفية من البيئة المحيطة به مستخدماً الخيوط بأنواعها المختلفة وغيرها من الخامات التي أستطاع أن يشكلها وينتج بها قطعا فنية متقنة. وانتشر فن التطريز في شتى أصقاع الأرض منذ قديم الزمان ولاقى اهتماماً كبيراً من قبل الحرفيين والفنانين بحيث انعكس على أعمالهم اليومية. وازدادت مهارات العاملين في هذه الحرفة واستخدمت الآلات العصرية والألوان المميزة على نطاق واسع، هذه الألوان أصبحت تحدد الشكل النهائي للقطع المطرزة بشكل يعكس الإبداع والحيوية في التصميم والإعداد. والتطريزعموما يعدّ امّا هواية او مهنة يكتسب العامل فيها مصدر رزقه، والبعض قد يجمع بينهما ايضا. و هو من المهن التراثية القديمة التي تفتخر بها مدينة كربلاء المقدسة، كما انها تعتبر في الوقت الحالي إحدى وسائل التعبير عن افراح واحزان اهل البيت(ع) في محتلف المناسبات، والزيارات، من خلال رسم وخط بعض الجداريات واللافتات والرايات الحسينية التي تُطرز بشكل فني ورائع على قطع القماش، لترفع وتنصب في الشوارع والتكايا والهيئات والمجالس الحيسينة، وكذلك ليشتريها الزائرون من كربلاء المقدسةالى باقي المدن ، ودول العالم الاسلامي.
يقول مصطفى محمد حسين، صاحب مشغل للمطرزات في كربلاء المقدسة، أنه تعلم مهنة التطريز "في السنة العاشرة من عمري على يد جدي المرحوم الحاج محمد رضا باقر الشيباني الذي يعتبر شيخ الطرازين في العراق من سنة 1914م" ويضيف " وقد مارست هذه المهنة وكان يساعدني حينها خالي حسن الشيباني والمهندس عمار الفتوني وأخي حيدر الخفاجي وبحمد الله تطورت بهذه المهنة شيئا فشيئا وأتقنتها بالمعنى الحرفي".ويضيف في حديثه لـ"الهدى"، بالقول: "قام مشغل مطرزاتنا في محرم لهذا العام بتجهيز ما يقارب ثلاثة مائة موكب حيث تم تجهيزها بالرايات والقطع الحسينية ابتداء من محافظة كركوك وحتى محافظة البصرة، وقد أصبحت مطرزاتنا -في تقديرنا- هي الأولى في كربلاء المقدسة من حيث النوع والكم الذي يغطي حاجة المواكب والأسواق". وتبع بالقول :" فضلاً عن ذلك فإننا نفتخر ونتشرف بعمل الأعلام التي ترفع فوق قبة الإمام الحسين عليه السلام وأخيه أبي الفضل العباس عليه السلام،ولا يسعنا إلا أن نقول ان هذه الخدمة هي شيء قليل من المواساة لأبي عبد الله الحسين عليه السلام ونشر مظلوميته". وعن أنواع التطريز التي يجيدها، قال مصطفى " إن التطريز يكون على نوعين (الاغباني) و(البراتو) وأنا قد تعلمت في بادئ الأمر النوع الأول وبعدها تعلمت النوع الثاني، حيث إن (الاغباني) يعتبر فريد من نوعه وهو أساس التطريز من حيث النقوش والزخارف، وأما (ماكنة البراتو) فتستخدم لتطريز الأسماء وبعض الزخارف الأخرى".
|
|