سأرتضي بـ"الصخونة".. عوضا عن انتخاب الموت !؟
|
المهندسة بغداد
بينما كنت اتصفح الاخبار على شبكة الانترنيت شدتني عبارة قرأتها مفاداها "ان لم تنتخب فان الموت سينتصر" في اشارة الى البعث الكافر، وقد رسمت هذه العبارة ابتسامة حزينة كنت هاربة منها الى حيث اللاّمبالاة بكل خبر سياسي او حدث او خطبة جمعة تتحدث عن الانتخابات، فكما تقول جدتي فان (قلبي خلص ) لقد امتلأ قلبي بالآلام والحسرات وكُبلت معصماي بنفاق المنافقين وطمع الطامعين عن تغير الواقع بالعمل او بالكلمة، فلم تعد لي ثقة حتى بقلمي كي يُغيّر سلبيا قد يراه او يرسم خطوط تفائل في قلبي .
ها هي الايام تنطوي وتقترب معها حقيقة تكبر في خاطري، حقيقة اخفيتها عن اقرب المقربين، ولا اعلم ان كان اخفاؤها حياء او تداركاً لأي نقاش، وتلك الحقيقة هي انني عزمت على ان لا انتخب هذه المرة ! وفي ايام الجمع السابقة دأب الخطباء فيها على حثنا على الانتخاب والى اختيار الصحيح واذا لم ننتخب فاننا مقصرون واننا من سنكتم اخر نفس للعراق! . وواقعا ان كل ما يقال حقيقة، وان هؤلاء الاخيار ليس لهم غاية سوى تنبيهنا الى الدرب الصحيح، الاّ انني اريد ان اصرخ، اريد ان اتكلم، لقد سئمت كل شيء ،سئمت من انني المسؤولة دائما عن بلدي وعن الحكومة وليس العكس !؟، سئمت من انني مطالبة بتأدية واجبي وأرى تقصير من يعلمني الواجب !؟ ، سئمت من التغاضي عن اخطاء الكبار، فقط لانهم كبار!، وفقط لانهم من (عدنة وبينة ) !؟. سئمت من اجرام المجرمين وصمت الاخيار بذريعة ان لابد من السفينة ان تسير!، سئمت من جيراني وزملائي لإن افكارهم لا تتغير وهم يكررونها علي في كل مرة يرونني فيها !، سئمت من تأففي ومن مجادلاتي العقيمة مع الصم البكم، سئمت حتى من مبادئي ! وكم مرّت عليّ لحظات تمنيت فيها ان اكون انا المخطئة في اعتناق مباديء ربما لو كانت خطأً لغرِقت في الصدمة وكفى ! لا ان اتحمل عبىء مسؤولية الدفاع عنها .
والأن انا امام كلمة " يجب" و"واجب" التي صرت اختنق منهما، وصار الزاما عليّ ان انتخب وليس لي همة في البحث كما السابق عن شخصيات اتوقع انها ستغير شيئا، فحتى الجيد منهم هو مكبل ، لقد كان البعث بمنزلة فايروس دخل في جسم العراق غير ان كريات الدم البيضاء من سياسينا لم يستطيعوا ان يحرروا الاجسام المضادة لقمع الفايروس، ولم ننل منهم الاّ ارتفاع حرارة هذا البلد، ومن دون جدوى كنت اظن ان هذه الحرارة هي طبيعية حتى تتنصر الاجسام المضادة على المرض، غير ان اغلب الكريات كانت نائمة وبعضها بينت لنا السنين الماضية انها تحوي سما زعافا يوازي ضر الفايروس !. ولن افتح نافذة الخونة والمجرمين (في جسد الدولة) لانها نافذة الداء الذي ليس له دواء الاّ الاستئصال الذي يرفضه الاغلبية، لانهم جاءوا بالديمقراطية!؟، التي أخشى أن نكرهها حيث نرى مجرمين ومستفيدين يستفيدون منها ، فيما نصبح نحن ضحاياها !؟.
سأنتخب، كي أُتمم الحجة، غير انني سأنتخب الصخونة بدل الموت !، وعذرا للتعبير ان اساء للاخيار. يشهد الله ان من لم يكن ملوثا او لم يتلوث خلال الفترة السابقة هو على الرأس، غير انهم كما يبدو ثلة قليلة !، ولا تقوى على سيل المنافقين، فخلال السنوات المنصرمة استطعنا ان نحدد عدد لا يستهان به اعتبرناهم ملائكة وحقيقتهم وافعالهم تؤكد كونهم حيتان تبتلع كل ما تحصل عليه !. لا استطيع ان انتخب سياسي وان كان لا غبار عليه وابناء عائلته خارج البلد، كيف اثق به وهو لا يرتضي لإبنه ما يرتضيه لي، وكيف ارتضي بمن يعمل بما لا يقول، او بالمرتشي او بمن يعتمد مبدا ابن العم والخال !. ليس تشأئما ،غير ان العراق أراه يسير على منهج خاطىء، وحتى لو اسعفنا الحظ بايجاد الاتقياء الاوفياء فالشبكة التي سيتعامل معها هي اول من تسقطه !، نحن بحاجة الى معجزة كمعجزة المسيح عليه السلام عندما نزلت على قومه مائدة من السماء، لكننا نريد مائدة من التقوى والرحمة فيما بيننا ، نريد ان نعيش بكرامة، حياة طيبة.. ولولا خوفي من غضب الله تعالى عليّ، وكي لا اكون معاذ الله من اليائسين، لانتخبت البعثيين بكلتا يدي !!!، حتى اضمن منهم الموت الذي سينجيني من هموم بلدي!.
افاضلنا، اعلموا اني سأتم ما عليّ، لكن ان فشلتم هذه المرة فستقتلوني باليوم آلآف المرات، وحينها ساترحم على البعث الذي يقتل مرة واحدة !، فلا توصلوني لهذه المرحلة ارجوكم . وفقنا الله واياكم الى مرضاته واتم نعمته علينا ان شاء الله بدولة كريمة يعز بها الاسلام واهله ...
|
|