تنوع في الاسباب مابين "اليورانيوم المنضب" و" مبيدات الحشرات" !
دراسة أمريكية: ارتفاع خطير في أصابات السرطان لدى أطفال البصرة
|
احمد سالم/ الهدى/ متابعات:
ذكر بحث طبي أمريكي متخصص، أن نسبة اصابة الاطفال بالسرطان في البصرة، ولاسيما سرطان الدم " اللوكيميا " ارتفعت على مدى السنوات 15 الماضية، الأمر الذي يؤدي الى كارثة صحية، و ان السبب الدقيق "غير واضح" حسب ما جاء في تقرير نشرته مجلة الصحة العامة الامريكية ( American Journal of Public Health ). و تعزو دراسات علمية سابقة، ومصادر عسكرية غربية، هذا الارتفاع في معدل الاصابة بمختلف انواع السرطانات في جنوب العراق، الى عامل مهم يتمثل بألاثار الخطيرة لمادة اليورانيوم المنضب التي استخدمت في جنوب العراق من قبل القوات الامريكية والمتحالفة معها خلال حرب تحرير الكويت مطلع التسعينات، والحرب التي تلتها عام 2003 ، اللتين جرت مع النظام الصدأمي المقبور، فضلا عن استخدام ذلك النظام لاسلحة محرمة دوليا، كيمايوية وبيلوجية، خلال حروبه العبثية، وكذلك قصف مواقع هذه الاسلحة من قبل قوات التحالف.
غير أن البحث الامريكي الجديد الذي أعده باحثون من جامعة واشنطن في ولاية سياتل، و الذي نقلت صحيفة "التايمز" البريطانية خلاصة عنه، مطلع الاسبوع الجاري، رأى ان "الأسباب المحتملة" من وراء إلاصابات تتضمن "التعرض للكيماويات التي تفرزها نيران النفط، والغازولين الذي يبيعه أطفال على أرصفة الطرقات، والأسلحة الكيماوية ومبيدات الحشرات". وقال خبراء شاركوا في اعداد الدراسة على مرضى في مستشفى البصرة بالتعاون مع الجامة المستنصرية في بغداد وجامعة البصرة ان هناك 698 حالة سرطان دم بين الاطفال تحت 15 عاما في الفترة حتى عام 2007، وان عام 2006 سجل منها 211 حالة كلها في البصرة. وقالت معدة الدراسة الدكتورة" آمي هاكوبيان، الباحثة في جامعة واشنطن ومنظمة الصحة العالمية ، ان " من خلال استخدام سجل احد المستشفيات للإصابات بالسرطان، تمكنا من قياس الزيادة في نسبة الإصابات اللوكيميا من 3 لكل مئة الف طفل في القسم الأول من مدة دراستنا، الى نسبة تصل الى تقريبا 8 ونصف بالمئة في السنوات الثلاث الأخيرة". ، وهي تزيد عن ضعف نسبة الإصابات بسرطان الدم في الاتحاد الأوروبي. وذكرت ان الخشية من المعدلات المتصاعدة بالاصابة بسرطان الدم في محافظة البصرة ، لا تقارن مع الدول الاوربية واميركا، بل حتى مع دول في الشرق الاوسط واشارت الى ان معدل الاصابة بالمرض نفسه في مدينة الكويت المجاورة للبصرة يقترب من اثنين لكل مائة الف شخص، بينما تتراوح النسبة بين 2 الى 3 اشخاص في العاصمة الاردنية عمان اعتماداً على نوع جنس الطفل وطبيعة معيشته الاقتصادية. واعتمدت هاغوبيان المتخصصة بمرض السرطان على سجل الاصابات بسرطان الدم "اللوكيميا" في مستشفى البصرة،وعبرت عن قلقها من النتائج المريعة وصعوبة السيطرة على الحالات المرضية .واشارت الى ماوصفته بـ" المخاطرالسياسية" حسب قولها، التي تعارض الاطباء والباحثين العراقيين في جمع المعلومات ومن ثم نشرها.فيما قال سكوت ديفيز رئيس قسم الوبائيات في جامعة واشنطن "ان صعوبة التحري ناجمة عن ضعف الحصول على البيانات الطبية في العراق، وان اغلب الدراسات الجديدة اعتمدت على ارقام تقريبية خشية من اثارت الهلع".
يشار الى ان جهات دولية ومحلية اشارت خلال السنوات الاخيرة الى ان البصرة التي كانت مع المناطق المحيطة بها محورا في ثلاثة حروب،، قد تعرضت للتلوث باليورانيوم المنضب وهو ما تسبب بالكثير من الأمراض، فضلا عن التلوث البيئي. وتشير مصادر شبه رسمية إلى أن ما استعمل على العراق من قذائف وإطلاق اليورانيوم المنضب خلال حرب الخليج الثانية اثر غزو العراق للكويت عام 1991 وخلال ستة أسابيع قارب 940,000 إطلاقه عيار 30 ملم و14,000 قذيفة مدفع ودبابة من مختلفة العيارات، وهو ما يقارب 300 طن.فيما تشير مصادر عسكرية إلى أن ما استعمل على محافظة البصرة من أسلحة اليورانيوم خلال عام 2003 من القوات البريطانية فقط هو 1.9 طن ولكن تقديرات أخرى تشير إلى أنه يقارب الـ 100 طن.
|
|