لماذا هذا العنف والشحن بين جمهور كربلاء والنجف ؟
أنها "كرة" القدم.. فهل تجعلونها " كُربة" عليكم !؟
|
رجاء عبدالرحمن/ الهدى/ متابعات:
تستخدم جملة " روح رياضية" للتعبير عادة عن تفهم وتقبل المواقف والآراء و الامور بأريحية وتسامح وانفتاح واخلاق عالية .. وهي مقاربة نوعا ما الى مقولة اخرى تختص بالسائقين " السياقة فن وذوق واخلاق". وهناك ايضا مقولة "العقل السليم في الجسم السليم". وكلها تبدو مقولات جميلة، ولكنها في الواقع قد لاتعبر عن الحقيقة و الواقع، وليس هنا مجال شرح ذلك وتفصيله، فكثيرا ما تفرغ بعض الالسن والممارسات، والمواقف غير الواعية والناضجة، هذه المقولات من محتواها، فيقدمونها كدليل وبرهان للدفاع عن تصرفاتهم الغرائزية السطحية، ومن ذلك في مجال الرياضة التعصبات التي تأسر البعض لفرق أو لاعبين أو نتائج مباريات ليغدوا في زنزانة السذاجة والتفاهة ؟!.
لقد شهدت مباراة كرة القدم بين فريقي النجف وكربلاء، نهاية الاسبوع الماضي، والتي اقيمت على ملعب كربلاء، أعمال عنف وشغب استخدمت فيها الايدي و الحجارة وقناني المشروبات الفارغة، وخلفت 34 جريحا بينهم عدد من افراد الشرطة احدهم ضابط، بحسب مصادر أمنية اكدت أن سيارات الإسعاف نقلت المصابين الى مستشفى الحسين(ع) التعليمي. و كان هناك سبعة مصابين أجريت لهم عمليات جراحية متوسطة وصغرى فيما كانت إصابات الآخرين عبارة عن تعرض بالضرب في منطقة الرأس أو الأطراف.كما تمت معالجة 25 مصابا في مكان الملعب بعد ان رفضوا التوجه الى المستشفى. وفي تطورات الحدث، قام مسؤولو الناديين بإلقاء المسؤولية كل على صاحبه، متهما مشجعيه بالتسبب في الشغب، فقام نادي كربلاء برفع دعوى الى الاتحاد العراقي المركزي يطالب فيها بتعويض مادي وقال أمين سر النادي محمد عباس، السبت، ان فريقه طالب الاتحاد المركزي تغريم نادي النجف مبالغ مالية كبيرة لتعويض الاضرار التي لحقت بمقصورة المعلب، نتيجة الشغب الذي قام جمهور الفريق النجفي، بعد خسارة فريقهم بهدفين مقابل هدف واحد. من جهته، قال مدرب فريق النجف عبد الغني شهد، والذي كان مدربا سابقا لنادي كربلاء "هذه الأمور كنا نتوقعها من كربلاء" !؟، حسب تعبيره. وحمّل الهيئة الادارية لنادي كربلاء وعناصر حماية الملعب وجمهور الفريق المضيف، مسؤولية ماحدث. وفي وقت لاحق اصدر الاتحاد العراقي لكرة القدم، الاحد، عقوبات مختلفة، منها ـ بحسب تصريح لمصدر في الاتحاد ـ حرمان مدرب فريق النجف إلى نهاية المرحلة الثانية، كما قرر حرمان جمهور النجف من حضور مباراة فريقه داخل وخارج المحافظة، وتستمر العقوبة إلى دوري النخبة إلا إذا قدم نادي النجف تعهدا بعدم اعادة ما حدث في مباراة كربلاء والنجف. و أن عقوبة الايقاف شملت ايضا لاعباً وإدارياً في الفريق إلى نهاية المرحلة الثانية فضلا عن تغريم الفريقين مليون دينار لكل منهما.
إن كرة القدم والرياضة عموما ،من اسمها، من المفروض أنها تروض النفس كما العضلات وتزرع فينا بذور الروح الرياضية، والتقارب وتعزيز اواصر التعارف والالفة والتناقس الشريف، لا أن تتحول الى مضمار للصراع والعنف والتعصب..وربما الى تسمية "بحرب" اطلقها الكثيرون على "كأس العالم"؟!. إن مشكلة التعصب الرياضي وبالذات في كرة القدم أصبحت كالأشواك التي تسيطر جذروها على كافة المجتمعات في العالم، افعال عنيفة، تسديد كرة الألفاظ الدنيئة والسوقية واللااخلاقية، نزاع وصراع .. تستحق بطاقة ليست بصفراء ولا حمراء بل سوداء مثل سواد بعض التصرفات.. مع ان الجمهور عادة يدفع من جيبه ليحضر هذه المباراة او تلك، ليكسب المتعة والراحة، ولكنه في الواقع ربما يحطم اعصابه ويخسر صحته حتى .. فيما تتجه رياضة جميلة ولطيفة ومحبوبة من قبل الكثير، هي "كرة" القدم، ليجعلوها "كربة" تتعادى بها الجماهير، بل الأمم والشعوب مثلما كاد ان يحصل مع الجزائر ومصر قبل اشهر !؟.
|
|