قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

إننا .. شعب غير مُنتج
حمزة اللامي
لا ضير من إن ندرك حقيقة امرنا من إننا شعب استهلاكي غير منتج، نستهلك أكثر مما ننتج، وصراخنا أكثر من تفكرنا .. ولو دققنا النظر في نتاجنا لوجدناه شيئاً لا يستحق الذكر بل من الأفضل أن نخفيه وراء ظهورنا ولا نذكره البتة .. وقد يصرخ احدهم بي ليقول انك مبالغ تخفي جهدي وجهد الآخرين، وأقول له على رسلك و إلا ستصاب بذبحة أو نوبة وقد يعجز عن علاجك فريق من الأطباء "غير المنتجين"، وارني ماهو نتاجك وماذا استفدت من نفسك وماذا استفادت منك الإنسانية جمعاء، فتقول لي هنالك صناعات الكترونية وصناعات نسيجية وإسمنتية و و و.. وأقول لك يا سيدي الفاضل بل أنت ملك المسرفين وسلطان المستهلكين، هل لك نتاج كنتاج الدول المتقدمة؟. ها .. اجبني؟
جيد .. دعك من الدول المتقدمة ،، هل لك نتاج ونضال كما لدى العديد من بلدان العالم الثالث؟ كالهند واندونيسيا والصين وكورية ..الخ، ها .. جيد لا جواب .. إذن أنت الآن مُنعم بصناعاتها الفريدة من وسائل راحة واتصال ونقل وما شاكل ذلك، فأين أنت منهم؟؟ وما هو منجزك الفريد؟ انظر إلى أثاثك وأدواتك في بيتك أو مكتبك فكل شيء مستورد فيه.
نحن وبسبب الحكام والجبابرة المتعاقبون وما رسموه من خطط لبلدانهم ولشعوبهم، متخلفون استهلاكيون غير منتجون وعلى جميع الأصعدة، ليبقى الإنسان العربي مربك الذهن لا هم له إلا جمع المال لقوت يومه وسد حاجياته، ليبقى الحاكم في منصبه اللعين بين أحضان الغانيات .. بينما تجد هنالك دولاً انتفضت لنفسها وثارت على كسلها وبلادتها وبدأت تنتج وتعمل واستنفرت كل طاقاتها العلمية والبشرية والمادية وبدأت ترفد بلادها والبلدان الأخرى ببعض منتجاتها وعلومها وبدأت تنشر ثقافاتها أيضا .. أما عراقك يا حبيبي فهو يستورد حتى البصل والثوم، ومواطنه ينتظر الحصة التموينية بفارغ الصبر على باب الوكيل ليتلفها على نار موقده البائس، ليعود من جديد إلى انتظارها بفارغ الصبر وهكذا. وحتى النفط يا سادة يا كرام، فالعراق يستورد منتجاته ولا يقوى على تكرير نفطه كما ينبغي، فهو يستورد البنزين السعودي والنفط الكويتي والزيت الإماراتي .. وحقك لو عزفت الدول المستوردة للنفط عن شراء النفط .. فان العرب والعراقيين سيحيرون بنفطهم! ماذا سيصنعون به؟ !.
فعلى الحكومات العربية والعراقية بالذات من أن تعد خططاً ومشاريع مستقبلية تجعل من بلدانها بلدان منتجة مسهمة في عجلة التقدم والتطور لا أن تكون اتكالية مسرفة .. وحال الإنسان يحب دوما أن يكون إنساناً منتجا مثمرا مفكرا مبدعا .. فأنتم يا سادة يا كرام انتم من جعل الشعوب تبقى تراوح في محلها من دون أن تتقدم تلك الخطوات التي سبقهم الآخرين لها .. تحياتي.