الى النواب الجدد .. مع التقدير
|
ياسر الخزاعي
إنها رسالة مواطن الى النواب الجدد والذين سوف يمثلونه لأربع سنوات مفصلية قادمة في العراق على ضوء أول تجربة انتخابية للقائمة المفتوحة في الانتخابات العراقية منذ 2003 حتى اليوم. تجربة سمحت للمواطن أن يختار من يريد أن يمثله بحرية باختيار الأسماء لا القوائم التي كانت تفرض عليه وجوهاً ليست بحجم طموحه وتجربته .. إنها مطالب مواطن يوجهها الى ممثليه الذين كلفهم بالدفاع عن مصالحه وقلدهم مسؤولية تاريخية في المرحلة المهمة التي يمر بها العراق أوجزها بالنقاط التالية:
ـ بعيداً عن الضوضاء قفوا وقفة مع أنفسكم و اسألوها السؤال التالي: ما هو الهدف؟ اين العراق اليوم و اين يجب أن يكون بعد أربعة أعوام من الآن؟
ـ حددوا الأولويات لكي تعطوا كل مشكلة اهتماماً بقدر حجمها و لكي لا تضيعوا وقت البرلمان بجدالات عقيمة يتعطل بها تشريع القوانين و كفى بالبرلمان السابق غير الموفق نموذجاً سيئاً في هذا المجال. ما هي القوانين التي بحاجة الى معالجة سريعة و ما هي التي من الممكن ان تؤجل لفترة أطول؟ حددوا المهم و الأهم و لا تنسوا بانكم تتحملون عبء فشل البرلمان السابق و هناك قوانين معطلة ورثتموها من البرلمان السابق فاعملوا بطاقة مضاعفة لأن هناك الكثير من العمل بانتظاركم.
ـ استفيدوا من تجارب البرلمانات الأخرى في دول ذات ديمقراطيات عريقة، كيف تعمل البرلمانات و ما هو دور البرلمانيين فيها وما هي الخطوات التي يخطونها للوصول الى تلك الأهداف و ما هي التجارب السلبية و الايجابية التي خاضوها؟ اقرأوا تاريخ البرلمانات و ادرسوا اعمالهم بدقة فهناك الكثير من المشتركات في كل التجارب البرلمانية و من الممكن الاستفادة من اخطاء الآخرين من دون تكرار نفس الأخطاء.
ـ المواطن الذي اعطاكم صوته و أتى بكم الى البرلمان متحدياً الارهاب و عاضاً على الجراحات و متغاظياً عن كل الاشكاليات التي رافقت المرحلة السابقة انما أتى بكم كبرلمانيين لتجلسوا على المقاعد و تتحملوا المسؤولية و امانة الحضور في الجلسات و المشاركة الفعالة في صياغة القوانين لا لكي تعدّوا انفسكم أنكم أرفع شأناً و أعلى مستوى من البرلمان و تذكروا الوعود التي وعدتم الشعب بها ابان الحملات الانتخابية.
ـ فعلوا الدور الرقابي على عمل الحكومة بروح مهنية أخلاقية و بعيداً عن الأهداف السياسية التي كانت السمة في البرلمان السابق و لا تنسوا بأنكم لسان المواطن في الدفاع عن حقوقه بوجه القصور و التقصير و عينه في متابعة و كشف الفساد المالي و الإداري الذي يحدث.
ـ ثقوا بوعي المواطن و قدرته على التمييز بين من يحقق طموحه و يخدم مصالحه و يدافع عن حقوقه و بين الآخر و الذي لا يثبت نجاحه في البرلمان الحالي سوف يحكم عليه الشعب بالفشل في الانتخابات القادمة.
ـ انزلوا الى الشارع و عيشوا هموم المواطنين و كونوا حلقة وصل فاعلة بين القاعدة الشعبية و الطبقة الحاكمة و انقلوا الهموم و الآمال و الآلام بضمير حي و حرص دائم الى مراكز صنع القرار.
ـ لتكن لكم عين على السلطة الرابعة فهي و مع تحفظاتنا على اتجاهاتها السياسية و الموجهة في كثير من الاحيان مرءآة تعكس مشكلة الشارع و هموم المواطن الى حد كبير خاصة اذا كانت المشكلة المطروحة تتجاوز المصدر الواحد. لا تكذبوا كل الأخبار و لا تصدقوا جميعها و لكن ليكن أي خبر مدعاة للتحري و البحث و تقصي الحقيقة.
ـ فكروا بحجم العراق ككل و لا تتقوقعوا في دوائر طائفية أو قومية ضيقة. ليست هنالك برلمانات متعددة شيعية و سنية و كردية ومسيحية و تركمانية و .... انما هناك برلمان واحد يمثل كل الشعب العراقي بكل أطيافه و تلوناته.
ـ ليكن لكل واحد منكم موقف من كل المسائل و القرارات و لاتصوتوا لشيء لأن الاتجاه العام للكتلة التي تنتمون اليها يسير في ذلك الاتجاه. و تذكروا قول أمير المؤمنين: (لا يعرف الحق بالرجال. اعرف الحق تعرف أهله) فموقفكم الرافض لموقف المجموعة من الممكن أن يغير موقف المجموعة ككل اذا كان مطلباً حقاً و ليس العكس هو الصحيح دائماً.
ـ اذا كنتم اسلاميين فلتكن الآية القرانية: (وقفوهم انهم مسؤولون) نصب أعينكم و لا تنسوا بان المسؤولية في الادبيات الإسلامية تكليف و ليست تشريف و عليكم أن تستنزفوا كل طاقاتكم و توظفوا كل امكانياتكم بحرص و أمانة للقيام بالمسؤولية الملقاة على عاتقكم و ليكن رضا الله نصب أعينكم و أن كنتم علمانيين فلتكونوا أحراراً و وطنيين في أداء المهام الموكله اليكم.
ـ كونوا للعراق و ارفضوا أي تدخل بالشأن العراقي فالعراق للعراقيين و ليس على وجه الأرض من هو أحرص على العراق من أهله. ارفضوا كل الأجندات الأجنبية اذا كانت تتناقض و تتصادم مع المصلحة العراقية العليا و استمدوا قوتكم و رصيدكم من الشعب فهو الذي سوف يقرر في نهاية المطاف فالشعب العراقي أثبت اليوم بأنه أسمى بكثير من المال السياسي و لا يبيع صوته و ضميره لأنه أغلى من الدنيا و ما فيها كما قالت المرجعية المباركة.
|
|