الهائمون مع الجرح
|
*أمل الفرج
أبصرتُ وجهك فالأشياءُ تنطفئُ ونورُ وجهكَ في عينيَّ يختبئُ
والأفقُ يحمل في جنبيه زنبقةً من مائها سيصلّي حولنا الظمأ
وبارتحالِ وجوه التيهِ في زمنٍ إلى ملامحكَ الأحلى ستلتجئُ
لا يصدق الوعد إلا حين يرحلُ بي يجتازُ مني طقوساً شفها الصدأ
والحلمُ يأخذُ بحري في جزيرتهِ والقطرةُ المنتهى تنمو وتبتدئُ
وعند كل منافي الروح أوردة تصطفُّ جذلى وميلاد الهوى نبأُ
أدمنتُ ذكرك في كل الحروف وذا مرج اليراعةِ في ذكراكَ ينكفئ
فصفحة الروح لو باتت على أرقٍ لسالَ قلبي جمالاً منكَ يهتنئُ
وبتلة الكون ما اعتادت على زمنٍ إلا وأنت على الأكوانِ تتكئُ
بدا الجفافُ على وجه الفصولِ وها أنتَ اخضرارُ الندى والماءُ والكلأُ
خطَّ المدارُ بوجه اليم ملمسهُ ودفء تربكَ مازال الندى يطأُ
وأنتَ تسكنُ فينا ، في ملامحنا نهيمُ فيكَ كما هامتْ بكَ الملأُ
يا سيدَ الدمِ إنَّ الذكرَ فيك نما وكلُّ تاليهِ في حضنِ السما نشئوا
تلتفُّ ظامئة العشاقِ حبَّهمُ وفي جنونِ الهوى الأخاذِ ما فتئوا
وأقرأوك دماً للهِ يشعلهُ وجهُ النبوةِ ، يا نعمَ الذي قُرئوا
وجه النبوة آمالٌ معلّقةٌ وخصلة الوحيِ بالآياتِ تنتشئُ
هي المجرةُ تصبو في تلفتها كفاً حسينيةَ الألطافِ تمتلئُ
وشعلةً تسدلُ الأنوار مشرقةً كلَّ المسافاتِ حتى حين تنطفئ
كأنما الأفق يأتي نحو شاطئهِ موّزعاً بين أستارٍ لها رفأُ
تحفّزُ الرملَ في ميلادِ صانعها أنْ يفترشْهُ جمالٌ منه مختبئ
فالهائمون مع الجرحِ الذي فتحتْ عروقُهُ وطناً والنصرُ مبتدئُ
والهانئون مع الأوطانِ ذاكرةٌ طابتْ وطابَ مداهمْ حينما هنئوا
|
|