قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

تيّار التوبة والإصلاح وصيحة الضمير ضد التزوير
في محرم الحرام، وفي عاشوراء الحسين عليه السلام، كانت صرخة الحق ولاتزال وستبقى دوما، تدوي في وجه الباطل، وتتعالى صيحة الضمير في وجه عوامل التزييف والتزوير.. وتتموج في النفوس بواعث الخير والصلاح والإصلاح. وتنساب في اذن الدهر كلمة إمام الهدى (هل من ناصر ينصرني؟).. وتتجاوب معه النفوس الأبية والضمائر النقية بالأمل الممزوج بالعمل، فإذا عروش الظلم والضلال والافساد تتهاوى على رؤوس اصحابها، وإذا بأوراق الخريف تتساقط لتبشر الأمة بربيع العدل والحرية والرفاهية والتقدم.
وفي عاشوراء الحسين عليه السلام.. تتدفق تيارات التوبة في كل إتجاه وإذا بالموالين لأهل بيت الرحمة يغتسلون في أنهرها من درن الشك والغفلة ليتوبوا الى الله سبحانه ويركبوا في سفينة الإمام الحسين عليه السلام التي هي سفينة نجاة الامة ويستضيئوا بنوره وهو مصباح هدى ويستجيبوا لندائه وهو الداعي الى الله وليقولوا له: (لبيك داعي الله ان كان لم يجِبك بدني عند استغاثتك فقد أجابك سمعي وبصري..).
وفي عاشوراء .. يجب أن نستعد جميعا، في كل بقعة من بلادنا، بل والعالم كله، لكي نهتدي بهداه ونتحدى الضغوط ونبني حياتنا على أسس الدين الحنيف والشريعة الغراء. لنتحدى الغزو الثقافي الذي يستهدف قيم الامة وخلقها الرفيع وركائز إيمانها. لنتحد تحت راية السبط الشهيد، ونتحدى الذين يريدون إضلال الأمة عن شرائع دينها ويستبدلون بها أنظمة شركية. أوليس الإمام الحسين قام بنهضته المباركة لما قال صراحة: (اني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي وشيعة أبي ولآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر).