استراتيجية الكواتم !
|
محمد التميمي
اخر من كان ضحية استراتيجية كواتم الصوت الارهابية هو الاعلامي في قناة العراقية الفضائية رياض السراي، واغلب الظن انه لن يكون اخر ضحايا هذه الاستراتيجية التي اتت ثمارها بالنسبة للجماعات الارهابية التي تبنتها في الشهور الاخيرة. ومنذ فترة ماقبل الانتخابات العامة في شهر اذار الماضي وحتى الان وقعت عشرات او مئات العمليات الارهابية بواسطة الاسلحة المزودة بكواتم الصوت في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد بالدرجة الاساس ومحافظات اخرى بدرجة اقل.وقد طالت العمليات الارهابية بهذا الاسلوب موظفين حكوميين كباراً وصغاراً، مدنيين وعسكريين، شيعة وسنة، عرباً واكراداً وتركماناً، مسلمين ومسيحيين.بعبارة اخرى طالت العمليات اناسا من مختلف شرائح ومكونات المجتمع العراقي، اي انها استهدفت العراقيين بالكامل.
في السنوات الماضية لم يكن هذا الاسلوب معروفا او شائعا بشكل كبير، في الوقت الذي كان اسلوب السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والانتحاريون يحصد ارواح عشرات ومئات الناس الابرياء يوميا. وبعد ان انحسرت قدرة الجماعات الارهابية على التحرك والفاعلية عبر اساليبها التقليدية راحت تفكر بأساليب جديدة، واسلوب الاغتيالات بكواتم الصوت كان منهذه الاساليب التي حققت نجاحا ارهابيا، في نفس الوقت الذي كشفت عن حقيقة غير سارة وهي ان الاجهزة الحكومية الامنية والعسكرية لم تتخذ الاجراءات الاحترازية ولم تضع الخطط الكفيلة بمواجهة الاساليب الارهابية الجديدة، وهو ماعكس ضعفا في الاداء المهني، رافقه اختراقات الجماعات الارهابية لكثير من المؤسسات، وتواطؤ بعض منتسبيها مع الارهابيين بسبب الترهيب او الترغيب او كليهما.فضلا عن ذلك فأن انشغال كثير من المسؤولين الحكوميين الكبار بالصراع على السلطة ومحاولة تحقيق اكبر مقدار من المكاسب والامتيازات، او طمطمة ملفات الفساد الاداري والمالي تحسبا لأسوأ الاحتمالات، كل ذلك وفر للارهابيين مساحة واسعة من حرية الحركة بحيث بات يسيرا عليهم استهداف اي شخص وفي اي مكان تقريبا.دون ان تحرك اجهزة الدولة ساكنا واذا حركت ساكنا فأنها لاتحقق اي نتيجة ايجابية تذكر.
يمكننا القول ان الاوضاع السياسية السيئة والمضطربة أسهمت في تردي الاوضاع الامنية بشكل كبير، وهذا مااعترف به واقره رجال الدولة الامنيين والسياسيين قبل غيرهم.
|
|