400 مليون دولار. . والحبل على الجرار !
|
كامل محمد الاحمد
يشير احد أواخر الاخبار المثيرة والملفتة التي تداولتها بعض وسائل الاعلام مؤخرا الى ان الحكومة العراقية وافقت على دفع مبلغ 400 مليون دولار اميركي لمواطنين اميركان استخدمهم نظام صدام كدروع بشرية في حروبه العبثية.
والاربعمائة مليون دولار هي في الواقع غيض من فيض، وهي ليست نهاية المطاف ولا اخر فصول ملف التعويضات العراقية لدول وشركات ومؤسسات واشخاص من جنسيات مختلفة.
فحتى الان دفع العراق مليارات الدولارات الى الكويت، ودفع عشرات الملايين او مئات الملايين لاناس لم يأتوا الى العراق ولم تطأه اقدامهم في يوم من الايام ولكنهم ادعوا انهم تضرروا ماديا او نفسيا ومعنويا جراء حماقاته، ومازال مطلوبا من العراق ان يدفع الملايين والمليارات من دماء ابنائه قبل اموالهم.
400 مليون دولار لاميركيين قيل ان نظام صدام استخدمهم كدروع بشرية، والحبل على الجرار، لاميركان ولغيرهم ومن بينهم اسرائيليون كذلك. ولكن من للعراقيين وهم بالملايين الذين لم يستخدمهم نظام صدام كدروع بشرية فحسب وانما استخدمهم كوقود لنيران حروبه.
العراقيون المحرومون المضطهدون المظلومون المهمشون دفعوا ومازالوا وسيبقون يدفعون الاثمان الباهظة لحماقات صدام، بدل ان يدفع لهم مايعوضهم عن جزء صغير مما فقدوه، فالمعوقون بالالاف، والعاطلون بالملايين وضحايا الحروب بالملايين والارامل والايتام ربما بالملايين والاميون بالملايين، والاميركان الذين ستدفع الحكومة العراقية 400 مليون دولار لم يتضرروا بمقدار صغير جدا جدا من الضرر الذي لحق بالعراقيين.
الى متى يبقى العراقيون يدفعون دون ان يقبضوا شيئا، ولايجدون من يدافع عنهم، بل على العكس يجدون دائما من يستهين بحقوقهم ويستخف بمعاناتهم ولايعير بالا ولا اهتماما لمآسيهم المتواصلة بلا انقطاع؟.
مرحى للاميركان والكويتيين والاسرائيليين والبريطانييين والفرنسيين والروس والايطاليين والهنود، لانهم لابد ان يكونوا قد حصلوا او سيحصلون على اموال من العراق.
|
|