في الاسواق: قاموس للغة العراق قبل ألفي عام بسعر ألفي دولار
العلماء يؤكدون: النقلة النوعية للانسان المتحضر حدثت في العراق
|
اعلن فريق متخصص انتهاء العمل مؤخرا في إعداد قاموس بلغة سكان بلاد ما بين النهرين القديمة، بعد 90 سنة من بدء العمل في تجميع مفرداته وسبر أغوارها. ويحتوي مشروع "قاموس شيكاغو الآشوري" التابع للمعهد الشرقي في جامعة شيكاغو.على اللغات الآشورية والبابلية، التي تعرف مجتمعة باللغة الأكدية، المندثرة منذ نحو ألفي سنة. وقد وضع القاموس بعد دراسة نصوص من بلاد ما بين نهري دجلة والفرات، أي العراق الحالي، واجزاء من سورية وتركيا.وشارك في المشروع نحو 90 متخصصا وخبيرا في هذا الحقل، وأسفر العمل على تدقيق المفردات وتدوينها، عن نحو مليوني بطاقة معلومات.ويقع القاموس في 21 جزءا، ويعتبر موسوعيا في تغطيته للأحرف والمفردات والعبارات.وقال البروفسور ماثيو ستولبر إن الشعور "اشبه بمن يطل عبر نافذة على لحظة من تاريخ عمره الآف السنين".وتمخضت الدراسة عن نصوص عمرها اكثر من 2500 سنة تحتوي على وثائق ذات طبيعة علمية أو طبية أوقانونية، وأدب ملحمي وتضرعات الى الآلهة، وغيرها من النصوص. ويبلغ سعر القاموس نحو ألفي دولار، وتتوفر نسخة مجانية منه في موقع على الانترنيت. ويضيف البروفسور ستولبر: "أصبح بمقدورنا قراءة كلمات الشعراء والفلاسفة والسحرة وعلماء الفلك، كما لو كانوا يتحدثون الينا أو يكتبون باللغة الإنجليزية". ويواصل قائلا: "عندما بدأ التنقيب عن الآثار في العراق في العام 1850، عثر المنقبون على نقوش كثيرة، ولكنهم لم يقدروا على فك رموزها لأنها كانت أندثرت منذ زمن بعيد". و استنادا الى محررة القاموس البروفيسور، مارثا روث، فإن المثير هو ليس الفروقات بين مفردات الحياة قديما وحديثا، بل التشابه بينهما.وتقول عن ذلك: "بدلا من أن نواجه عالما غريبا عنا، ترانا نأنس بعالم مألوف جدا، حيث اهتمام الناس بأمور يومية، فنرى الناس قديما، كما هم حديثا، يهتمون بقضايا العلاقات الشخصية والحب والعواطف والسلطة، وامور اخرى كالري وطرق استغلال الأراضي"، وتضيف:"إن كثيرا من التفاصيل التاريخية، التي اصبحت في متناولنا، تخبرنا أن النقلة النوعية للانسان حينئذ من كونه بشرا فقط الى كونه كائنا متحضرا حدثت في بلاد مابين النهرين".إذ يعتقد بأن بذور التقدم الهائل في مختلف مجالات الحياة زرعت أول مرة في هذه الأصقاع، كما يعتقد بأن بلاد ما بين النهرين ( العراق حاليا )هي واحدة من ثلاثة أو أربعة بلدان في العالم حيث وجدت أول كتابة.
|
|