دواء فرنسي جديد للطرشان
يـا(سامعين) الصوت !
|
اُذينة بن عُيينة الصامتي(*)
بدأت شركة (سانوفي) الفرنسية لصناعة الدواء حملة لتطوير عقاقير لعلاج فقدان السمع بعد توقيع اتفاق بحثي لمدة عامين مع شركة أوديون ثيرابيوتيكس الهولندية الخاصة للتكنولوجيا الحيوية. وتأمل شركة أوديون في تطوير عقاقير جزيئية صغيرة يمكن أن تعطى على شكل أقراص لتحسين السمع. ويركز برنامجها الأول لأبحاث العقاقير على تجديد المستقبلات الحسية للأذن الداخلية وهي السبب الرئيسي لفقدان السمع. ولا يوجد حاليا أدوية لعلاج فقدان السمع الذي يؤثر في حوالي ثلث الاشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عاما ونصف من تزيد أعمارهم عن 75 عاما.
هذا البحث بالطبع يفتح باب الأمل لفاقدي السمع (بيولوجيا)، وليس (المتصامين) عمدا ، او جهلا، ممن ينطبق عليهم القول: (لقد اسمعت لو ناديت حيـّاً.. ولكن لاحياة لمن تنادي)، ففي هذا العالم، وبالذات في منطقتنا العربية، حاكم وطواغيت صمّ عميّ ، و(غير بكم) فهم (ربابة في الادعاء والشعارات وطواحين الكلام)، لكن اذانهم واحدة من طين واخرى من عجين، وانظارهم (بلا بصيرة) ولاترى الأ ما تتوهمه مخيلة جنون العظمة، اوما تريده فقط ، أي ذواتهم المنتفحة !. لكن الشعوب بدأت وانطلقت وستستمر ايايديها في فتح بوابات الحرية والكرامة ، وفي القرع على ابواب حصون هولاء المماليك و(آذانهم) الى أن تعيد اليها السمع (ولو متأخرا) أو تتمزق. كما أن عيونهم المتحجرة التي لاتدانيها عيون الذئاب اللامعة، اضطرت اخيرا وستضطر اكثر، لمشاهدة ما لايعجبهم من صور الجماهير وهي تملأ الشوارع والساحات، وتعلي من صوتها وصرخاتها ضد جورهم وجهلهم وتخلفهم وفساد انظمتهم.. صور ومشاهد تطعن في بؤبؤ الحكام الظلمة وتملأها بالذل والعار قبل أن يملأها التراب. انه تطبيق لمقولة (آخر العلاج الكي) .. وهي معالجة وجراحة تقوم بها الشعوب (بالصوت والصورة) لـ(آذان وعيون) حكام فاقدة للسمع والبصيرة.
وفي بلدنا الحبيب (العراق)، ترى هل دولتنا وبرلماننا وحكومتنا ، يرون ويسمعون أم في اذانهم وقر وفي عيونهم صمم ؟!.
اكثرية الناس المتذمرين ( وهم بالطبع الذين اوصلوا هولاء الى مناصبهم) قد تكون الاجابة لديهم جاهزة ومعروفة سلفاً.. لكن البعض يرى أن هذا من غير الانصاف.
أنهم بنو قومنا من الساسة و(قومي رؤوس كلهم ، أرأيت مزرعة البصل). و قد يكون من التجني أن يتم التعميم، فهناك (بعض) ممن يتكلم بشيء من الحق والعدل، ويسمع ويرى ويحاول جهده لأيصال (الصوت) واستلامه وتفهمه، ونقل (الصورة) ومعينتها بحكمة وتروٍّ بلا رتوش وتعديل وتزويق خطابي.. ولكن أيضا وللحقيقة والانصاف وعدم المكابرة ، الى جانبهم هنالك (الكثير) ممن ليسوا بكماً الى درجة أنهم ادمنوا في تحريك (طواحين الكلام بالشعارات والوعود) ويضع نفسه (بممارسته وادائه ومواقفه) موضع التهمة والغيبة والاتهام وسوء الظن، متناسيا الاحاديث التي تقول رحم الله من جب عن نفسه (الغيبة) ومواضع الاتهام وسوء الظن ، فلايدع لك مجالاً للاعتقاد إلاّ أن له أذناً من عجين واخرى من طين !، وعيوناً لاتبصر الا مايريد ويشتهي ويوافق هواه ومصلحته وموقفه، عيون ربما (زغللتها) المناصب والكراسي والمال والنفوذ، وهكذا انواع من العيون ايضا عادة ما تقوم بـ(التلاعب) بالصورة وقلبها لتقنع اصحابها ولو إدعاءً بالرضى عن انفسهم وعن انجازاتهم التي لايعرفها ولايراها غيرهم وكأنها مثل عالم التكنلوجيا (عالم وواقع افتراضي!) ، لاعلاقة له بالواقع في الشارع. بعض هذه الاصناف أيضا ربما تعاني في احسن الاحوال من (قصر النظر او الانحراف فيه)، وهي طامة ايضا لاتقل عن تلك، إن لم تكن أخطر !. وهي بالطبع بحاجة الى عملية (استكماتزم) سياسي واداري تخطيطي. وليس (عدسات لاصقة) او نضارات (مُظلِلة). اما بالنسبة لـفاقد حاسة السمع او ضعفها، ولكي يجدد ( المستقبلات الحسية للأذن الداخلية وهي السبب الرئيسي لفقدان السمع) كما يقول الخبر، فالرجاء الاسراع الى مراجعة عيادة (الناس) الفاتحة لها فروعا في جميع المدن والشوارع ، لاسيما احياء الفقر والبؤس والحرمان ذات الانتاجية العالية في موسم الانتخابات، ومن ثم التفكير بمراجعة شركة (سانوفي) الفرنسية، فلعل وعسى...!
(*) متخصص في الأذن والعين والحنجرة
|
|