قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

المرأة و ثقافة المجالس الحسينية
*حسين الشمري
بسم الله الرحمن الرحيم
(ياأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)
كلنا يعرف ان الرجل قبل الاسلام كان يبغض المولود الانثى ويعدها عاراً عليه، بالمقابل يعظم المولود الذكر، ويكرمه ويعده رمزا للعزة والكرامة، لذا كانت المرأه تلتزم ببعض الواجبات دون الاخذ بنظر الاعتبار ان لها حقوقاً اخرى الى ان بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله ونشر رسالته السمحاء فحظيت المرأة في ظل الاسلام برعاية واهتمام كبيرين حيث اولاها بعناية خاصة فاكرمها وجعل لشخصيتها قدسية ومكانة خاصة، وجعلها مكملة للرجل في جميع نواحي الحياة.
ما لاحظناه في الثورة الحسينية ودور مولاتنا زينب عليها السلام التي أعطتنا أروع مثالاً لدور المرأة الرسالية بما قامت به في واقعة الطف الاليمة وما تحملته من مصائب لربما لو كان شخص عادي لما تمكن من تحمل ما تحملته لانها جمعت بين عنصر الحياء والعفة وبين العمل الرسالي، وهذه النقطة المهمة التي وصلت اليها السيدة عليها السلام من التكامل التي كانت تدرس نفسها بنفسها بعد استشهاد والدتها عليهما السلام. ولو اردنا ان نقرأ شخصية المرأة في المسيرة الحسينية لتوصلنا الى نموذج المرأة الواعية والقادرة على صون مسيرة الامة من الانحراف، وليس الى المرأة ذات الاهتمام بالامور الظاهرية والقشرية.
مجالس النساء.. فوائد ومدارس
في كل سنة يقدم المؤمنون الرساليون مفاهيم جديده من مدرسة عاشوراء الى المجتمع، لتجديد الذكرى وإبقاء قضية المطالبة بالاصلاح ومحاربة الانحراف، حيّة نابضة في النفوس، ومن جملة الاجواء المناسبة لذلك المجالس الحسينية التي تقيمها النسوة في البيوت.
هذه المجالس تشكل تربية للروح و زيادة للثقافة الدينية لدى النسوة وحتى الفتيات، لانها تطرق ابواب القلوب والعقول على مشاهد من مواقف عقيلة بني هاشم زينب عليها السلام، وهنا ليس البكاء هو المطلوب، انما جعل المجلس بمنزلة المنبر والمدرسة تستلهم منها النساء ما يحصنها من الغزو الثقافي الذي يداهم البيوت وحتى الغرف، حيث نشهد انتشار القنوات الفضائية والانترنت وايضاً جهاز الموبايل وغيره، لذا تقوم هذه المجالس بنقل الصورة الصحيحة التي يجب ان تكون عليها المرأة، وذلك من خلال توضيح وسرد قضية الامام الحسين عليه السلام وسيرة حياته وحياة أهل بيته عليهم السلام، ويتحقق النجاح مع ذكر الله تعالى وذكر نبيه لان اغلب نساء المجتمع اليوم لاتعرف سوى البيت والاطفال وكذلك تكون قليلة القراءة والكتابة وذلك لاسباب عدة لايمكن ان نتطرق اليها في هذا الحيّز، وهذا يتطلب منّا في نفس الوقت التشجيع والحثّ مواصلة التعليم بالنسبة للفتيات حتى يتمكنّ من التوصل الى الحقائق التاريخية ويشاركن بكل وعي وثقافة في نشر القضية الحسينية الى الاجيال والعالم.
فالمجالس الحسينية اليوم قد تتعرض للابتعاد عن الحقائق والمفاهيم الصحيحة المتعلقة بقضية عاشوراء، وما يتعلق بالعقيلة زينب ونساء الحسين قبل وبعد الواقعة، الامر الذي يتطلب من أخواتنا المزيد من الثقافة والوعي واتخاذ هذه المجالس بمنزلة الوسيلة المعرفية الغنية للارتباط بأهل البيت عليهم السلام والاقتداء بنهجهم وطريقهم، وبغير ذلك فانه من المستبعد ان يقتنع انسان بشيء لا يجد مصاديقه على الارض او يجد انه بعيد عن المنطق والعقل، بينما نجد كل مواقف العقيلة زينب تحفّز النفس الانسانية مشاعر التحدي والصبر والمضي الى الامام رغم اضطهاد الطغاة والمنحرفين