مؤكدا على أن الشعب لن يقبل بنشر ثقافة (الخمور والفساد) تحت مزاعم (الحرية)
المرجع المُدرّسي: لاتتخلوا عن (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) فهي رسالة الحسين(ع)
|
الهدى/ كربلاء المقدسة:
أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي" دام ظله" على أن القيام بدور الاصلاح ومواجهة الفساد بكل انواعه، السياسي والاداري والمالي والاخلاقي، هو مسؤولية يجب أن يتحملها جميع ابناء المجتمع كل من موقعه وقدرته على ذلك وليست هي مسؤولية على عاتق جهة اوفئة محددة دون غيرها.
وفي جانب من كلمة له خلال استقباله بمكتبه في مدينة كربلاء المقدسة الاسبوع الماضي جمعا من الوفود والزائرين اشار سماحته الى أن (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) من بين ابرز اهداف الامام الحسين عليه السلام في نهضته المباركة للاصلاح. موضحا بهذا الخصوص أن التخلي عن هذه المسؤولية في قبال المفاسد وثقافات الانحلال والافساد يجر على المجتمع عواقب وخيمة، فتشيع الذنوب وارتكاب المعاصي بإسم الحرية التي يجري استغلالها وافراغها من مضمونها العظيم لتكون بالتالي الحرية المنفلتة غير المقبولة لاشرعا ولا عقلا ومنطقا. مشيرا بهذا الخصوص الى الضجة التي اثيرت مؤخرا تحت شعار الدفاع عن الحرية والديمقراطية للسماح بانتشار اماكن السكر والفاحشة من ملاهٍ ونوادي خمور في بغداد وغيرها، الامر الذي اثار موجة اعتراضات شعبية من الاهالي ، مادفع مجلس محافظة بغداد الى اتخاذ قرار بأغلاق تلك الاماكن والتي قال المجلس انها (غير مرخصة قانونيا)، وكأن القانون والقيم والاعراف ، فضلا عن الشرع، تجيز فتح نوادٍ ومحال عامة تكون مدعاة لنشر الفواحش في المجتمع الاسلامي تحت مبرر الحرية او "الثقافة والادب!.
واضاف سماحته أن " الامام الحسين (ع) قال وهو يبين اهدافه : وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي ولآمر بالمعروف وانهى عن المنكر..، فشعبنا ، وأي منّا، مثلما لايقبل بالفساد السياسي والاداري، لا يتحمل ايضا في البلاد أن يرى مثلا ان في العاصمة وربما غيرها، تنتشر الملاهي والبارات..، و قلت سابقا واقول الان ان هذه الذنوب الظاهرة لها مشاكلها واثارها اولا على من يرتكبها، و ثانيا على المجتمع الذي لا ينهى عنها..". وتباع بالقول : " علينا جميعا، اداء هذه المسؤولية ، و ننتظر من المؤمنين ان يقوموا بدورهم بالامر بالمعروف فلا يبقى المعروف مهجوراً، فكل عمل خير له فائدة وكل عمل شر له ضرر، وقد يقال أن الضرر الاكبر في الاخرة، ولكن نقول بل حتى في الدنيا، اذا رأيت ان المطر لا ينزل او ان الارهاب و نزيف الدم في البلاد لا يتوقف، اذا رأيت ان الحكومة تتأخر، وغير ذلك، فاعلم ان هناك في جانب ما ذنوبا ومعاصي يجب ان نسعى من اجل ان لا ترتكب، و من يسعى؟، انت وانا وكل انسان، ليس هناك جهة او شخص اولى من آخر في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فـ (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، فاذا رأيت منكرا حاول و بموضوعية، بالكلمة الطيبة والحكمة الحسنة ، ان توقف هذا المنكر وبمقدار ما يتوقف هذا المنكر النعم تتنزل والنقم ترتفع، والعكس صحيح.. لابد من العمل والحث لأن نطهر انفسنا و البلاد والمجتمع من المعاصي والخطايا، حتى تتنزل علينا الرحمة الالهية ، وهذا في الحقيقة هو الحرية بذاتها، الحرية هي تلك التي تكون في طريق الله وفي طريق نظافة ونزاهة المجتمع، من أي نوع من انوا ع الفساد ، فيجب ان ننهى عنه، سواءا اكان الفساد الاداري والمالي والسياسي ، او الفساد الاخلاقي والثقافي و والعقيدي .. ولابد ان نكون يد واحدة في مواجهة الفساد، وفي الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وكما هو واجب علينا تجاه الفساد الاداري وامثاله، هو واجب في في الاتجاه الاخر، ضد الفساد الاخلاقي..". واوضح في هذا السياق: " تقفون امام ضريح الامام الحسين(ع) في بعض الزيارات وتقولون" اشهد انك طهر طاهر مطهر من طهر طاهر مطهر طهُرتَ وطهُرَت بك البلاد، طهرت ارض انت فيها..، نحن نريد مجتمع طاهر وهذا كله ان شاء الله يكون ببركة الحسين (ع)، وببركة السير على هدي قيم نهضته المباركة وحملها ونشرها وتكريسها في المجتمع..
|
|