سماحة المرجع المُدرّسي خلال استقباله عددا من الشخصيات والوفود:
رغم المصاعب والتحديات نأمل بحكومة ناجحة تخدم شعبها بإنجازات على ارض الواقع
|
علينا أن نتفاءل ونأخذ الدروس من الاخفاقات بدلا من هدر الفرص والبكاء على الاطلال
الهدى/ كربلاء المقدسة:
استقبل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي"دام ظله" بمكتبه في مدينة كربلاء المقدسة، خلال الايام القليلة الماضية، وفي لقاءات منفصلة ، عددا من النواب، والشخصيات والوفود ، والفعاليات الدينية والثقافية والاجتماعية . كان من بينها النائب عن ائتلاف دولة القانون السيد علي كردي الحسيني، والنائب عبدالمهدي جاسم الخفاجي، والقاضي محمد حسين نصر الله رئيس محكمة الاستئناف في المثنى، ووفد من اساتذة جامعة كربلاء والمعهد التقني في كربلاء و اعضاء مجلس ادارة معهد القرآن الكريم في المحافظة، يتقدمه السيد اكرم الياسري.
وتم في جانب من هذه اللقاءات التطرق الى الاوضاع في البلاد، ومستجدات الاحداث والتطورات في الساحة . واعرب سماحته عن التفاؤل والأمل بأن يؤدي الاعلان عن تشكيل الحكومة الى أن تشهد البلاد مزيدا من الانفراج على الصعيد السياسي، والتعاون بين الكتل السياسية، وبين البرلمان والحكومة من اجل تحمل مهام ومسؤوليات بناء البلاد واعمارها وتقديم افضل الخدمات للناس بإنجازات ملموسة على ارض الواقع.
و في جانب من احاديثه مع الوفود اشار سماحته الى ضرورة العمل على توحيد الصف والكلمة وجمع الجهود والطاقات لتصب في إطار معالجة الاوضاع في البلاد، والنهوض بعمليات بناء العراق وتقدمه وخدمة الشعب والتفاعل معه وتلمس همومه وتطلعاته. والابتعاد عن كل ما من شأنه ايجاد الفرقة والنزاع وهدر الطاقات والفرص.
كما اشار سماحته الى ان حكومة المشاركة الوطنية " رغم ماقد يعترضها من مصاعب الا انه يجب على السياسيين ان يتوحدوا، وعلى رأس الحكومة ان يوحدهم " ، واضاف "يجب علينا ان نرفع كل الحواجز فيما بيننا فبما اننا شكلنا حكومة مشاركة فيجب ان نعمل بكل قوة وتفهم لأن تكون الكلمة والخطاب موحد وجامع"، واوضح في هذا السياق أن " الاختلاف في الرأي مع انه قد يعد أمرا جيدا، ولكن يجب ان يوجه لتصويب الامور ويكون في طريقة خدمة الناس وبناء البلد لا في عرقلتها وتعقيدها..فالعراق يحتاج الى نفس الوحدة ،وهذا هو نفس العلماء والمفكرين وكل الشرفاء في هذا البلد..".
وقال سماحته أن "علينا أن نتحلى بالتفاؤل ونتطلع نحو الامام ونحو الافضل فلا يمكن لنا البكاء على الاطلال فقط، ولكن يجب علينا ان نعتبر من تلك الاطلال، ونأخذ الدروس من الاخفاقات والمأسي التي مرت بها البلاد لا أن تتحول فينا الى روح محبطة ونظرة سلبية الى كل الامور، فهذه النظرة الخاطئة لا تنفعنا.. و نحن يجب ان ننتقد ولكن انتقادنا يجب ان يكون ايجابي في سبيل خدمة البلد والمواطن، فيجب علينا ان ندفع بالمجتمع ان يتحمل مسؤوليته في ايجاد الاصلاح والتغيير الايجابي المنشود، فصحيح أن الحكومة لها دورها ولكن الشعب ايضا يجب ان يأخذ دوره..". واضاف أن " خطابات ومواقف الاخوة في البرلمان يجب ان تكون فيها اشارات الى الوحدة وعدم الفرقة فيجب ان يكون مجلس النواب هو بيت الوحدة. فشعبنا شعب واحد، و كل هذه التقسيمات القائمة على دوافع سياسية او دينية او غيرها هي طارئة علينا..".
واعرب سماحته عن الأمل بأن تكون الحكومة الجديدة حكومة ناجحة ، واشار في هذا السياق بالقول " ولكن قد تكون هنالك بعض المشاكل التي ربما تواجها هذه الحكومة بسبب كثرة وتعارض الآراء، والفئويات والتحزبات" واضاف أن " الشعب لا يريد حكومة ضعيفة بل حكومة مشاركة قوية موحدة، فيجب ان نتخلص من الفئويات والتحزبات لخدمة الناس والبلد، فالعراقيين اليوم بحاجة الى أب للجميع ويحتوي الجميع لكي نعزز و نحافظ على روح التفاهم واللُّحمة الوطنية بعيدا عن النفس الفئوي او الطائفي ، وفي المقابل يجب ان تكون حكومة قوية ولا تقدم التنازلات لأي كان ".
وفي جانب أخر قال سماحته "امامنا اليوم عمل كبير ومسؤولية لاحداث نهوض وتحول، مادياً ومعنوياً في المجتمع سواء في كربلاء المقدسة او البلاد عموما.. فيجب علينا تطوير وتوسعة الحوزات العلمية جنبا الى جنب الجامعات والمعاهد، وايجاد تعاون وتواصل بين الجانبين، لفتح آفاق اكثر في سبل نشر العلم والمعرفة لأن الامام الحسين (ع) مصباح هدىً وسفينة نجاة، و كربلاء هي ارض الامام الحسين عليه السلام".
|
|