قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

تبرّج الجاهلية السياسية.. وضياع البوصلة !
المتابع للحراك السياسي ، يجد أنه منقسم على نفسه في مختلف القضايا، فيما البلاد تواجه تحديات كبيرة على اكثر من صعيد وملف. حراك بلا ملامح واضحة، وحتى الذين يشاركون فيه نجدهم في مواقفهم وتصريحاتهم يتناقضون مع أنفسهم في أغلب القضايا التي يطرحونها.اجواءه امتلأت طولا وعرضا بالغموض و بالإشاعات والأقاويل والتهارش في الاتهامات والملامة بعضهم لبعضهم ـ الى درجة باتت محل تذمر الناس بل و سخريتهم.
فهل هي (لعبة خلط الأوراق) لمن يجيدها؟ أم هي (الفوضى الخلاقة) لمن يعرفها؟ أم هي ضياع البوصلة السياسية للجميع؟!.. لا جدال ولا غرابة في أن الحال السياسية عندنا بكل ديكوراتها وشطحاتها ومشاكلها وشخوصها ومشاريعها، تصطدم بما يمكن وصفه بـ(الجاهلية) السياسية، وربما تبدأ في البحث عن الخلاص وفق المنطق الرياضي لدينا، فمنذ زمن غير بعيد، دأبنا على استقدام واستقبال المدربين والفنيين لتدريب الفرق المحلية والمنتخبات الوطنية في غالبية أنواع الرياضة التي تعرف رواجا جماهيريا، حيث تأتي كرة القدم في الوجاهة، وكان اخرها استقدام الاخ زيكو لمنتخبنا الوطني الذي خسر امام الاردن في اربيل بهدفين. طبعا غاية القائمين على الرياضة إرضاء الجماهير بأداء مشرف ومنعش للنفوس العليلة بأزمات السياسة والاقتصاد والاجتماع.. بصراحة: في واقعنا بين كرة القدم والسياسة، تقارب كبير لدرجة أنك تشمئز من انتكاسات الفرق والمنتخبات، كما تفضل عدم تضييع الوقت في متابعة أخبار الساسة ، ولعل محنة الرياضة عندنا من مآزق السياسة، مما جعل الجماهير تعشق برشلونة أكثر من منتخباتها الوطنية!، أمام هذا الاغتراب ووفق هذا الأساس ،هناك سؤال ملح في حياتنا المسجونة في عنق زجاجة السياسة: هل التغيير والإصلاح والبناء والتنمية أيضا بحاجة لاستعارة زعماء ومسؤولين ووزراء ونواب بالإضافة للخبراء والمستشارين لحلحة عقد المشهد السياسي وايجاد المخارج والحلول وتفعيل العملية السياسية العرجاء التي باتت برمتها لاسيما في طبيعة عمل واداء السلطتين (البرلمان والحكومة) وكأنها تؤدي دور (تصريف الاعمال) وادارة (ازمات) لا ادارة دولة !. وحتى في هذا تبدو فاشلة ومربكة ومشحونة تبعا للنفوس والعقليات التي تمارسها وتديرها، في ظل وضع حساس ومعقد واستحقاقات مصيرية يواجهها البلد والشعب. بكلمة: لقد بلغ الانسداد السياسي والخلافات ومهاترات الاتهامات المتبادلة في التصريحات والمواقف بين الساسة والنواب مستوى غير مقبول وله تداعيات غاية في السوء ، مما جعل إنساننا العراقي متبرما من كل ما يوسم بالسياسة،حيث لا بأس أن نعطل آمال ومطالب وربما مستقبل شعب وبلد لتصور أو حاجة في نفس هذا السياسي وذاك، وهذه الكتلة او تلك ، وفق سياسة(حافة الهاوية) السيئة، التي بات اكثرهم يتفنن وربما يتعمد ممارستها واتقانها لتمرير اجنداته وتصوراته ومصالحه الضيقة على حساب المصالح العامة والعليا للشعب والبلد..