مقارنات في ظل واقع سياسي قلق
|
بشرى الخزرجي
غموض الحالة العراقية وجمود وضعها المريب، يؤكد خلاف ما ادعى به ساسة العراق من أنهم ليسوا بطلاب كراسي، و مناصب سيادية أو مقاعد نيابية نفعية، وان تحالفهم واندماجهم وبأثر رجعي كان لمصلحة العراق رغم تزاحم المواقف المتصارعة بينهم. تحالف "وطني" يستدعي الوقوف عنده والانتباه، فبالأمس القريب تخاصمت وتشابكت أقطابه بقضايا كانت موضع نزاعات علنية وسرية .. ولو رجعنا قليلا لسابق ما حدث لتمكنا من معرفة سلوكيات بعض الأطراف المبنية على قاعدة (اسرق،أنسف ،عطل، خرب ) كيان الدولة كي تضمن استمرارية البقاء في السلطة!
فداحة مخزية في التفكير والسلوك قاد البلاد نحو حافات الانهيار الخطير وأسهم في هدر موارده البشرية والاقتصادية وسرقة ميزانيات ضخمة حكوا وتحاكوا عنها، خصصت لازالت المعاناة المستعصية عن كاهل المواطن المحروم، قام المسؤول الفاسد عديم الخبرة والشعور الإنساني بصرفها في مشاريع لا تصل لمستوى رفعها، وبعمليات اختلاس مبيتة حول مال الشعب وآماله وبحسب إحصائيات لجنة النزاهة العراقية لحسابات ملياريه في بنوك دول عربية وأوربية.
إن تحالف دولة القانون والائتلاف الوطني جاء بهدف تحقيق معادلة تمنح الكتلة الأكبر فرصة تأليف حكومة طال انتظارها، قادتها اتفقوا على فكرة تقاسم السلطات لكنهم اختلفوا على الغنائم! تحالف سينفض جمعه ليمضي كل طرف إلى غايته بعد أن تتحقق المكاسب والمطالب، ليظل المواطن العراقي المتضرر من تعطيل المشاريع الكبرى يدفع فواتيرا كانت ستوفر فرص عمل يحسن من مستوى الخدمات. وعن تبرير ساقه السيد نوري المالكي للصحفيين المؤتمرين و سؤال تكرر طرحة يبحث في أسباب المماطلة وتأخير عملية تشكيل الحكومة العراقية المرتقبة، قال المالكي لا يوجد من تأخير ،وإن وجد فهو طبيعي شهدته دول ديمقراطية عريقة كهولندا وايطاليا!..
وحقيقة نستغرب هذه المقارنة غير الدقيقة، ولسبب بسيط وواضح وضوح شمس الظهيرة القائضة في سماء البصرة الملتهبة، فالعراق لا يشبه أوربا وأوربا لا تشبه العراق أصلا، ولأن الأخير يحاول النهوض من كبوته بظروف سياسية وأمنية استثنائية معقدة تستوجب الإسراع في تشكيل حكومة مقتدرة متوازنة تأخذ على عاتقها حل مشاكل الإنسان العراقي المنهك... ومؤسف ما حصل في مظاهرات البصرة والناصرية، السلمية، المطالبة بحقوقها الشرعية والخدمة الكهربائية، فكيف تزهق أرواح لاذنب لها سوى التعبير عن حاجتها الملحة لطاقة الكهرباء المفقودة، بظل صيف حرور لا يطاق! بينما وفي دول الديمقراطيات العريقة التي ما انفك ساسة العراق الجديد المقارنة بينها وبينه، يعمل على تنبيه المرضى وكبار السن بعدم الخروج من البيت مع ارتفاع درجات الحرارة، وإخطار المواطنين بأهمية حمل قناني الماء فترة الذروة في الشارع ومحطات الأنفاق.،فهل الناس في أوربا وأمريكا من طينة مغايرة لطينة أهل العراق!. واذا كنا نريد ان نقارن (في السياسية ومعضلة تشكيل الحكومة) بين العراق وتلك الدول، فمن الواجب والاولى أن نقارن بالخدمات مثلا !.
|
|