الفشل في الخدمات وتلميع صورة البعث المقبور
|
خالد عبد الله الجبوري
الامثال الشعبية نتاج تجربة الشعوب واعتمادها دليلاً على ماتتضمنه من الحكمة وماتقدمه من خلاصة تجربة انسانية سابقة ومن هذه الامثال الكثيرة رسخ في ذهني هذه الايام المثل الشعبي القائل (تحزم للواوي بحزام اسد) اي استعد لمواجهة الثعلب كانك تواجه اسداً. وهي نصيحة بعدم الاستهانة بالعدو الصغير وضرورة الاستعداد والانتباه لمخططات العدو. ومناسبة رسوخ هذا المثل في ذهني هو موجة التحذيرات التي تصاعدت في الآونة الأخيرة من عودة حزب البعث وتلميع صورته بعد فشل المتصدين للعملية السياسية في توفير الخدمات الاساسية وفشلهم في تشكيل الحكومة وبروز حالة الانانية السياسية والتمسك بالمناصب. وبين مزايد على حجم البعث وإعداد البعثيين وبين مقلل لأهمية هذه التحذيرات معللا ذلك بان البعث انتهى على يد صدام منذ سنوات.
وحقيقة الأمر إنني مع الأمرين في أن واحد بمعنى إنني مؤمن حقيقة بان الشعب العراقي يرفض حزب البعث وأفعاله لان لم يترك فئة من العراقيين إلا وظلمها وأجرم بحقها وان اختلفت نسب المظلوميات والإجرام بين فئة وأخرى ولهذا فانا مع من يقول بان البعث أصبح في مزبلة التاريخ العراقي والإنساني والى الأبد . ولكنني اتفق مع من يحذر من عودة منهج البعث وأسلوبه في الحكم والتسلط من خلال مجموعة من بعثيي الانتماء ممن افلتوا من عقاب الشعب العراقي المستحق بحجة المصالحة الوطنية والعفو عند المقدرة والتسامح ، ويساندهم ويعاونهم مجموعة ممن يصح تسميتهم ببعثيي الهوى أو السلوك ،حيث إن كثيراً ممن دخل العملية السياسية أو يريد إن يدخلها وله دوافع وأهداف طائفية أو تسلطية أو اقصانية أو ارتباطات خارجية تخشى من التجربة الديمقراطية في العراق كل هؤلاء أشبه بالخرزات المتعددة والتي يحاول خيط البعث الواهن إن يجمعها ليعيد تسلطه على مقادير الأمور.
إن العمل على قطع اّمال البعثيين بالعودة بتفعيل دولة المؤسسات هو الضمانة الحقيقية لفرط عقد أصحاب النيات المبيتة والحالمين بعودة عقارب الساعة إلى الوراء والتأكيد بأن البعث أصبح ذكرى سوداء لا نريد تذكرها أو سماع اسمها وفي كل الاحوال يبقى المثل الشعبي (تحزم للواوي بحزام اسد) يمثل الحكمة بعينها.
|
|