لودامت لغيرك لما اصبحت لك
|
احمد عبد مراد
هذه المقولة كنت بالامس ترددها كثيرا ايها المواطن المبجل فلماذا نسيتها اليوم ؟!.
عفوا ربما هي زحمة العمل وكثرة المشاغل وتدافع المواطنين على شباك مراجعتك فالباب مقفل ولايمكنني الوصول اليك ، عفوا ايها المواطن( بالامس)، وعذرا لقد نسيت وفاتني انك ليس مواطنا عاديا فاليوم لا بد لي ان اقول لك (عفوا سيدي المسؤول). سبحان مغير الاحوال من حال الى حال ، هذه هي حال الدنيا فلماذا الاستغراب فالجميع مواطنون ولابد ان يعتلي احدهم سدة الحكم والا ماذا نظن، هل يأتينا حاكم من كوكب آخر؟!.
عندما نكون خارج الحكم وفي موقع المعارضة السياسية ترانا نضع النقاط على الحروف ونجد وباقصى سرعة الحلول لاصعب المشاكل واعقدها ونلوم الاخرين على تاخير اتخاذ الاجراءات والقرارات وعدم نكران الذات والوقوع في البيرقراطية والروتين الممل والانصراف الى الملذات والعيش في حياة مرفهة ونسيان مشاكل الناس وهمومهم ، ونكثر الحديث عن اي شيء .. هكذا هي حال المعارضة بالامس والتي اليوم هي في موقع المسؤولية واتخاذ القرار السياسي. لقد وعدوا الشعب العراقي بالجنة والنعيم والفردوس ولكن ما ان اصبحت قيادة الدولة وزمام الامور بايديهم حتى نسوا كل شيء وبات خلف ظهورهم وفاتهم شيء غاية في الاهمية والخطورة، انها ذاكرة المواطن الخارقة التي اختزنت واستخلصت الدروس والعبر من وعود الامس التي طال ما دغدغت النفس والعواطف بها .
ايها المواطن ها انت اليوم قد شاهدت بأم عينك كل شيء ، الايجابي والسلبي ، ويمكنك مقارنة ما سمعته بالامس مع ما تعيشه اليوم وخير دليل للاقناع هي التجربة بالواقع المحسوس والملموس فهل هذا يكفي لتغيير القناعات ام نحن بحاجة لمصائب اكبر ومآس امر، ام بات لا يهمنا تجرع العلقم.بقي شيء مهم نريد ان نذكر به الذين اطبقوا على جميع مفاصل الدولة، نريد ان نقول لكم ايها السادة لا تنسوا ما كنتم ترددونه بالامس ولاتنسوا انكم كنتم توعدون الظالم من المضي بظلمه وجبروته وان ساعة الحساب آتية لا محالة وان الشعوب لابد وان تقتص من جلاديها وكثيرا ما كنتم ترددون المقولة المشهورة (لو دامت لغيرك لما اصبحت لك ) وذكّر ان نفعت الذكرى.
|
|