شعبان المعظم.. شهر النبي (ص) والغفران ومواليد اهل البيت(ع)
|
إعداد/ ضياء باقر
يحل علينا اليوم الثلاثاء او غدا الاربعاء، شهر معظم وباب من ابواب الرحمة والمغفرة ، هو شهر شعبان المعظم . هو شهر شريف، عظيم البركات، وصيامه سُنّة من سُنَن النّبيّ صلّى الله عليه وآله. فهو شهر النبي (ص) الذي قال عنه: شعبان شهري، فصوموا هذا الشّهر حُبّاً لنبيّكم وتقرّباً الى ربّكم. وكان النبي (ص) إذا رأى هلال شعبان أمر مناديا ينادي في المدينة يا أهل يثرب إني رسول رسول الله (ص) إليكم ألا إن شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري. وهذا الشهر الفضيل نافذة ومحطة انطلاق واستعداد لشهر رمضان المبارك، و فيه الغفران وايامه ولياليه مكرّمة بالرحمة، وما يزيده عظمة على عظمته وجمالاً على تألقه هو ان فيه ولادة سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) في الثالث منه وفي اليوم الرابع منه ولادة أبو الفضل العباس (ع)، وفي الخامس منه ولادة الإمام زين العابدين علي بن الحسين (ع)، وفي النصف منه ولادة نور الهداية الإمام المهدي المنتظر (عج).
الأعمال المستحبة في هذا الشهر
أولا/ الصلاة: فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله حثه على صلاة معينة في أول ليلة من شعبان تتكون من مائة ركعة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و(قل هو الله احد) مرة، فإذا فرغ من صلاته قرأ فاتحة الكتاب خمسين مرة، وفيها من الاجر والثواب والرحمة والمغفرة ما لايحصى. وان لم يقدر العبد ان يصلي مئة ركعة, يستطيع ان يصلي اثنتي عشر ركعة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و(قل هو الله احد) خمس عشرة مرة.
ثانياً/ الصيام: عن أم سلمة رضي الله عنها: ان النبي صلى الله عليه وآله لم يكن يصوم من السنة شهرا تاما إلا شعبان يصل به شهر رمضان، وعن الامام الباقر عليه السلام قال: من صام شعبان كان له طهرا من كل زلة ووصمة وبادرة، قال أبو حمزة: فقلت لأبي جعفر عليه السلام: ما الوصمة؟ قال: اليمين في المعصية والنذر في المعصية، قلت: فما البادرة ؟ قال: اليمين عند الغضب والتوبة، بها الندم عليه.
وسأل الامام علي عليه السلام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: بأبي أنت وأمي يا رسول الله صف لنا شيئا من فضائله لنزداد رغبة في صيامه وقيامه ولنجتهد للجليل عز وجل فيه، فقال: من صام أول يوم من شعبان كتب الله له عز وجل سبعين حسنة الحسنة تعدل عبادة سنة، وفي الحديث تتزين السموات في كل خميس من شعبان فتقول الملائكة إلهنا إغفر لصائمه وأجب دعاءه، وفي النبوي من صام يوم الإثنين والخميس من شعبان قضى الله له عشرين حاجة من حوائج الدنيا وعشرين حاجة من حوائج الآخرة، وعن الرضا عليه السلام قال من صام ثلاثة أيام من آخر شعبان ووصلها بشهر رمضان كتب الله تعالى له صيام شهرين متتابعين.
ثالثاً/ الاستغفار: أن يقول في كل يوم سبعين مرة (أستغفر الله وأسأله التوبة)، وفي الروايات أن من استغفر في كل يوم من هذا الشهر سبعين مرة كان كمن استغفر الله سبعين ألف مرة في سائر الشهور، وعن الامام الرضا (ع) انه قال:من استغفر الله تبارك وتعالى في شعبان سبعين مرة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل عدد النجوم.
رابعاً/ الصدقة : عن الامام الصادق عليه السلام: من تصدق بصدقة في شعبان رباها الله تعالى كما يربي أحدكم فصيلة حتى يوافي يوم القيامة وقد صار مثل احد.
خامساً/ الصلاة على محمد وآل محمد: الإكثار في هذا الشهر الشريف من الصلاة على محمد وآله .
سادساً/ الغسل: عن أبي بصير عن الامام الصادق عليه السلام، قال: صوموا شعبان واغتسلوا ليلة النصف منه، ذلك تخفيف من ربكم.
إحياء الليالي البيض: وتتمثل في الليلة الثالثة عشر وليلتين بعدها.. هُن الليالي البِيض، يُستحبّ أن يُصلّى في الأولى ركعتان يُقرأ في كلّ ركعة: فاتحة الكتاب وسورة يس والمُلك والتوحيد، ويُصلّى مثلها في الليلة الثانية (ليلة الرابع عشر) أربع ركعات بتسليمَين وفي الثالثة ستّ ركعات يُسلَّم بين كلّ ركعتين، ولهذه الصلاة فضل كبير، كما يستحبّ صيام أيامها: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وهي من أعمال الأشهر الثلاثة رجب وشعبان وشهر رمضان.
ليلة النصف من شعبان زيارة الامام الحسين عليه السلام:
ويستحبّ في هذه الليلة الغُسل، وإحياؤها بالصلاة والدعاء. وهي ليلة بالغة الشرف ومن أفضل الليالي بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله العبادَ فضلَه ويغفر لهم بمَنّه، فجاء الحثُّ على الاجتهاد في القُربة إلى الله تعالى وفي دعاء الله والثناء عليه جلّ وعلا، وقد اجتمع في هذه الليلة ويومها من عناصر الشرف والخير أُمورٌ عظيمة، كلّ واحد منها يكفي في الحثّ على الجدّ والسعي. ومن مهمّات شهر شعبان زيارة الامام الحسين عليه السّلام؛ وخاصة في ليلة النصف منه، وفي هذه الليلة الميمونة كان مولد الإمام المهديّ صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين. وقد ورد في فضلها قول الإمام الصادق عليه السّلام: إذ كان النصف من شعبان نادى منادٍ من الأُفق الأعلى: زائري الحسين، ارجعوا مغفوراً لكم، ثوابُكم على الله ربِّكم ومحمّدٍ نبيِّكم.
وقد روي أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام كان لا ينام في السنة ثلاث ليال: ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، ويقول: إنّها الليلة الّتي تُرْجى أن تكون ليلة القدر، وليلة الفِطر ويقول: في هذه الليلة يُعطى الأجير أجره، وليلة النصف من شعبان ويقول: في هذه الليلة يُفْرَق كلُّ أمرٍ حكيم. و روي عن الامام الصادق عليه السّلام أنه قال: إذا كان ليلة النصف من شعبان أذِن الله تعالى للملائكة بالنزول من السماء إلى الأرض، وفتح فيها أبواب الجنان، وأُجيب فيها الدعاء، فليُصَلِّ العبد فيها أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرّة وسورة الإخلاص مئة مرّة، فإذا فرغ منها بسط يديه للدعاء وقال في دعائه: اللهمّ إنّي اليك فقير، وبك عائذ، ومنك خائف، وبك مستجير، ربِّ لا تُبدّل اسمي ولا تغيّر جسمي، وأعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ برحمتك من عذابك إنك كما أثنيتَ على نفسك، وفوق ما يقول القائلون، صلِّ على محمّد وآل محمّد وافعل بي كذا وكذا، ويسأل حوائجه فإن الله تعالى جواد كريم. وروي أنّ مَن صلّى هذه الصلاة ليلة النصف من شعبان غفر الله سبحانه ذنوبه، وقضى حوائجه، وأعطاه سُؤله.
نهاية شهر شعبان: عن أبي الصلت قال: دخلت على الإمام الرضا عليه السلام في آخر جمعة من شعبان فقال لي: يا أبا الصلت إن شعبان قد مضى أكثره هذا آخر جمعة فيه فتدارك فيما بقي تقصيرك فيما مضى منه وعليك بالإقبال على ما يعينك وأكثر من الدعاء والإستغفار وتلاوة القرآن وتب إلى الله من ذنوبك ليقبل شهر رمضان إليك وأنت مخلص لله عز وجل ولا تدعن أمانة في عنقك إلا أديتها ولا في قلبك حقدا على مؤمن إلا نزعته ولا ذنبا أنت مرتكبه إلا قلعت عنه واتق الله وتوكل عليه في سرائرك وعلانيتك ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا وأكثر من أن تقول في ما بقي من هذا الشهر (اللهم إن لم تكن غفرت لنا فيما مضى من شعبان فاغفر لنا فيما بقي منه) فإن الله تبارك وتعالى يعتق في هذا الشهر رقابا من النار لحرمة هذا الشهر.
|
|