سياسياً.. نبحث عن جبل يعصمنا من الماء
|
عبدالرحمن نبيل
يثبت اسلوب التخطيط الحكومي التقليدي في معظم الحالات انه يقود الى نتائج خاطئة، هذا مع الاخذ بالاعتبار أن التخطيط لدينا هو الاستثناء وليس القاعدة في اغلب حالاته !.
ولكن ان نصل الى مرحلة من اللاتخطيط، تكون فيه الحالة العشوائية هي المسيطرة على العقل الحكومي والبرلماني والسياسي عموما، فهذا بذاته وضع حرج يستدعي التوقف واعادة التفكير.
ليس صحيحا ان يُلام رئيس الوزراء لوحده فقط على جميع اخطاء الدولة، ولكن في الوجه المقابل، ليس صحيحا كذلك ان يعفى من مسؤولية التخبط الذي يمارس في السياسات العامة للدولة.
الامثلة عديدة ومزعجة في الوقت نفسه، سياسيا واقتصاديا وأمنيا واداريا.. داخل الحكومة والبرلمان ومجالس المحافظات، وباقي اُطر ومؤسسات الدولة.
الاخطاء العرضية في الدولة قد تجد لها عذرا يبررها، فنحن ما زلنا في دنيا الانسان الذي يخطئ، ولكن عندما يكون الخطأ في المنهج والسياسات العامة وطريقة الادارة فهنا الموضوع لم يعد بحاجة الى تبرير ومماطلة، لان الشرط الاساسي في النقد السياسي هو ان يكون موجها للمنهج، فهو الاطار العام لما ستكون عليه الدولة في المستقبل، وهي احدى المسؤوليات المشتركة للحكومة ومجلس النواب، ونحن بلا ادنى شك نعاني اشكالية منهج ورؤية وتخطيط.
ما زلت اذكر عبارة عميفة لأحد المثقفين والسياسيين العرب والتي اعلنها قبل ان نرى طوفان التغيير في العالم العربي، حيث قال : ان الحقيقة التي تعيشها العولمة والحدود المفتوحة وثورة الاتصالات والمواصلات والتغيرات السريعة في كل مكان، تضع الانظمة العربية امام خيارين: اما ان تتعلم السباحة في طوفان المتغيرات، واما ان تغرق في الخضم، واتمنى للانظمة العربية الراغبة في الاصلاح ان تجد الفرصة الكافية لتحقيق الاصلاح، اما الانظمة التي لا تود تغيير شيء وتعتقد انه ليس بالامكان افضل مما كان، فأرجو ان تعثر على جبل يعصمها من الماء.
|
|