قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

آية الله المُدرّسي:آل خليفة من مصاديق الشجرة الملعونة في القرآن
اكد سماحة اية الله السيد هادي المدرّسي أن آل خليفة في البحرين "لا يريد الحوار إلا مع أنفسهم، فهم يقرّرون كلّ شيء" و أن " السلطات السعوديّة تملي عليهم حتى شكل طاولة الحوار" وعدّ هذا الحوار " خدعة وكذب بإمتياز " و "حشيش يتشبث به آل خليفة اليوم، لأنّهم غرقى ظلمهم و طغيانهم". وقال سماحته في كلمة له في الثاني عشر من شهر شعبان، و قام شباب الثورة البحرينية بطباعتها وتوزعيها بشكل واسع أنه "ليس هذا الحوار أيّة نتيجة سوى إضفاء الشرعية على نظام الجور و الطغيان، و تلميع صور آل خليفة أمام الرأي العام"، ودعا " كلّ المؤمنين الشرفاء الذين قبلوا الدخول في الحوار الإنسحاب منه فوراً ". ومما جاء في الكلمة مايلي:
أولا : إن آل خليفة هم من مصاديق الشجرة الملعونة في القرآن. لأن آل خليفة من الظالمين، و ربنا يقول عن الظالمين : " و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"... و آل خليفة من أبرز مصاديق المکذبين، ملکهم و حکومتهم، و قضاتهم. فکلهم من الکذابين المکذبين. و هم ممن لا أمل في هدايتهم، حيث يقول ربنا : إن الله لا يهدي من هو کاذب کفار". و يذکرنا الله بمصير اسلافهم : إذ يقول: " فسيروا في الأرض فانظروا کيف کان عاقبة المکذبين". و حيث أنهم أسرفوا في قتل المؤمنين و المؤمنات، فقد شملهم قوله تعالي: " و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزائه جهنم خالدا فيها".و يقول: " إن الذين يکفرون بآيات الله و يقتلون النبيين بغير الحق و يقتلون الذين يأمرون الناس بالسقط فبشرهم بعذاب أليم".و آل خليفة اتسموا بالنفاق، فهم من المبشرين بقوله: "بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما". و يبين تعالي عاقبة أمرهم بقوله: "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار". و آل خليفة من المسرفين، و ربنا تعالي يقول: " إن الله لا يهدي من هو مسرف کذاب". و هکذا فإن آل خليفة هم من أظهر مصاديق الشجرة الملعونة في القرآن، کما کان آل أمية و العباسيّون. و لهذا فإنهم علة في علل مشاکل البحرين، و الداء الذي لا دواء له في هذا البلد. فمنذ دخولهم البحرين لم تهدآ الأوضاع فيه، إنهم مثل الميکروبات التي لا تدخل جسما حتي تسلب من الصحة و الأمان، ولذلك فإنك تجد شعب البحرين في حالة انتفاظة في کل تاريخه، و بمقدار ما يزداد ظلم الحکام يزداد رفض الشعب لهم.غير أنه في البحرين اليوم واقع جديد، و هو ظهور رجال أبطال و هم مصممون علي صنع ربيع حقيقي لهذا البلد، و هذا الربيع سوف يستمر حتي تعطي الثورة ثمارها بإذن الله.إن هؤلاء الشباب الذين يتحدّون في الليل و النهار آلة الحرب السعودية الخليفية المشترکة، من دون أن ترهبهم عمليات القمع، و التعذيب و القتل. هؤلاء هم ضمير البحرين، و هم صنّاع مجد البحرين، و هم قادة مستقبله.إنهم هم الرجال الحقيقيون، و ليس اولئک الذين يجلسون في غرف مکيفة الهواء ليرسموا مستقبل هذا البلد.
ثانيا: من واجب الجميع أن يشدوا أزر الشباب في ثورة 14 فبراير و غيرهم من الذين يحملون اليوم مشعل الثورة في هذا الوطن الجريح، و يقدموا لهم أقصي ما يستطيعون من الدعم المادي و المعنوي، حتي يقودوا سفينة الثورة الي ميناء الحرية، و يخلّصوا هذا البلد من طغاته المستکبرين، و حکامه المتجبّرين. ثالثا : إن ثورة البحرين أصبحت مستعصية على محاولات المساومة عليها، لأن جذورها قد امتدت إلى قلوب جميع الناس رجالاً و نساءً و أطفالاً.فليس من حق أحد، و لا باستطاعة أحد، أن يبيع ثورة متکاملة کثورة البحرين بثمن بخس ليعيد هذا البلد، بعد کل هذه التضحيات إلي داخل الزجاجة.إنني واثق أن ثورة غذتها دماء الشهداء الأبرار، و أجساد الجرحي، و المعذّبين. لا يمکن أن تخمد جذوتها حتي يحقق الله لأصحابها نصره المؤزر الذي وعد به عباده الصالحين، فقال:"و کان حقا علينا نصر المؤمنين".
رابعا : إن مشکلة آل خليفة هي في الحقيقة ليست مع الناس، بل مع أنفسهم، فهم عين اللؤم، و أصله المشؤوم إلي درجة لا يصدقها العقل..فرغم أنهم يملکون مائة مليار دولار، لکنهم ينافسون الفقراء في لقمة العيش، و حتي لبقاء عروشهم يستجدون الأموال من دول الجوار. يقول البعض: البحرين تختلف عن تونس و مصر، و هذا صحيح فعلا، ففي تونس قام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بزيارة محمد بو عزيزي في المستشفي، رغم أنه هو الذي أحرق نفسه و لم يک جريحا برصاص الشرطة، ولکن هل قام حمد بزيارة جرحي قواته، و جرحي القوات الغازية التي استقدمها؟ أم اعتقل الجرحي، و عذبهم؟.و هل شکر الأطباء علي إسعافهم للجرحي، أم اعتقلهم و عذبهم؟.و في مصر أعلن حسني مبارک قبوله بالتنحي، و قام بالفعل بذلک، فهل قام أحد من مسؤولي آل خليفة بمثل تلك الخطوة؟.إن آل خليفة قوم متوحشون، و من يراهن علي ضمائرهم لإصلاح الأمور، فهو کمن يراهن علي ضمير إبليس لهداية الناس الي الإيمان. خامساً : أقول لمن يراهن على حمد دون خليفة، أو على سلمان دون حمد :لا تخادعوا أنفسكم، فإن حمد لا يختلف عن عمّه، و لا سلمان يختلف عن أبيه، فكلّهم ضفادع في مستنقع واحد، و إن إختلفت أصوات نعيقهم، و تباينت في الظاهر آرائهم، فلقد ملئت بطونهم من الحرام فأنساهم الشيطان ذكر الله. كلهم أعضاء في عصابة واحدة، و إذا إختلفوا في شيء فإنّما هو على تقسيم الغنائم، و طريقة تعذيب الناس، و سرقة أموالهم، و إستباحة أعراضهم.
سادساً : تأكدوا أنه سيأتي يوم يحاكم فيه كلّ هؤلاء المجرمون : ملكهم، و وزراؤه، و جلّادوه، و قضاة محاكمه.و ستمضي الأيام، و سيتغيّر وجه التاريخ، و يصبح الإرتباط بآل خليفة وصمة عار عند الناس يتبرأون منها، مثلما كان الأمر كذلك بالنسبة إلى آل أميّة بعد سقوط دولتهم. و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. إنّ البحرين لن تبقى خليفيّة بعد اليوم، فهذا البلد هو ملك أبنائه، لا ملك جلّاديه، و هو للجباه المؤمنة، و ليس للعصاة المتمرّدين على الله و رسوله. إنّ سنّة التغيير قانون في الحياة، مثل قانون الجاذبية لن يتغيّر و لن يتبدّل، بدليل بسيط هو أن البحرين لم تبق ملكاً لحكامها السابقين، و لو دامت لغيرك ما وصلت إليك، و دوام الحال محال، و الحكم مع الكفر يدوم و مع الظلم لا يدوم. إنّ التغيير سنّة الله في الحياة. . و لن تجد لسنّة الله تبديلاً. و لو أنّ آل خليفة كانوا مثالاً للعدل لما بقوا حاكمين إلى الأبد، كيف و هم مثال للظلم و العدوان و الطغيان ؟. سابعاً : لابدّ من الوقوف بالخصوص عند إعتقال العلماء، و رجال الدين، ذلك أنّ العلماء هم أمناء الرسل، و إمتداد لهم في أممهم. و هم إذا كانوا يقومون بما يقومون به، فإنّما يفعلون ذلك عملاً بواجبهم الشرعي حيث أخذ الله منهم أن لا يقارّوا على كظّة ظالم و لا سغب مظلوم. و إعتقالهم و تعذيبه، و إهانتهم، و محاكمتهم هو إعتداء على الدين، و على حريّة المعتقد، و إهانة للدين و العلم. و لذلك فإنّ كثيراً من الطغاة كانوا يتورّعون عن إعتقال العلماء، غير أنّ آل خليفة تجاوزوا حتى أمثالهم من الطغاة و الظلمة، و في سجونهم اليوم أكثر من أربعين عالماً تقيّاً يقارعون الأهوال، و يتحمّلون التعذيب. فهل يجوز لمؤمن السكوت على كل ذلك ؟
ثامناً : إنّ الوجه الحقيقي لآل خليفة هو ما يظهر في السجون، من ظلم، و طغيان، و تعذييب، و تنكيل، بحق رموز هذا الوطن. .أمّا المحاكمات فهي مهزلة المهازل، و إستخفاف بالعقول، و ضحك على العدالة، و هي تذكرنا بمحاكمات أقامها ستالين و هتلر و موسوليني، و المهداوي و صدام و حسني مبارك. الإعتقلات عشوائية، للنساء و الرجال و الشباب و الشيوخ، و التهم دائماً جاهزة سلفاً، و الهدف زرع الخوف في قلوب الناس، و تقويض إرادة الثوّار. إنّني أعلن للعالم كلّه :إنّ كلّ سجناء البحرين هم سجناء الضمير، و هم أبطال البحرين، و رجال مستقبله. أمّا الذين يحاكمونهم فهم المجرمون حقّاً. لقد إعتقلوا الألوف بتهمة رفضهم للنظام مما يعني أنّ كلّ أبناء البحرين متهمون لأنّهم جميعاً رفعوا شعار : " الشعب يريد إسقاط النظام ".أمّا المحاكمات فهي وصمة عار على آل خليفة، إنها جريمة أخرى تضاف إلى جرائمهم، و لو لم تكن لهذه العائلة الظالمة جريمة أخرى لكانت هذه المحاكمات كافية ليصمم الشعب على إسقاط نظامهم و جرّ المسؤولين إلى محكمة العدالة الدوليّة. تاسعاً : بإستطاعة آل خليفة أن يستخدموا كلّ أشكال القمع و التنكيل، كما ههم دأبهم، و أن يزجّوا بالألوف في السجون، و أن يبيحوا أرض البحرين للقوات الغازيّة، و أن يستبيحوا أعراض الناس و أموالهم، و يعذبوا المساجين، و يعتقلوا الجرحى، و الكادر الطبي، و الفريق الرياضي، و أن يكذبوا على أهل العالم. فكلّ ذلك ديدن الطغاة. ولكن ليس بإستطاعة هؤلاء القتلة أن يطفئوا جذوة الثورة التي تشتعل الآن في قلوب مئات الألوف من أبناء البحرين. " فدع المعاول تزبئر قساوة و ضراوة إن البناء متين ". فلقد فشلت هذه السلطة الظالمة المتخلّفة في أقناع أحد من الناس، و أو حتى إجبارهم على التوقف عن الإحتجاجات المناهضة لوجودهم، و عجزت حتى عن تنزيل سقف المطالب، كما عجزت عن تسيير عجلة الإقتصاد، بعد أن قال الناس كلمتهم الأخيرة : الشعب يريد إسقاط النظام.
عاشراً : فيما يرتبط بالحوار لابدّ من القول إنّ الحوار حواران : حوار بين إثنين لتحقيق مصالحهما، و حوار بين من يمثّل غيره، فهو مجرّد وكيل عن آخرين. في النوع الأوّل من حق الشخص أن يحاور، أو لا يحاور، و أن يتنازل عن أشياء من مصالحه. . أو لا يتنازل. و في النوع الثاني ليس من حقّه أن يتنازل عن حقوق غيره، بل لا يجوز له القبول بمبدأ الحوار إلا إذا أعطاه الناس تفويضاً بذلك، أو حاور عن نفسه و ليس عن غيره. ثمّ إنّ الحوار للحوار مفروض. و الحوار للخداع مفروض. و الحوار لكسب الوقت مرفوض. و الحوار تحت تهديد الدبابات مرفوض. و الحوار بين الذئاب و الحملان مرفوض. والقبول بالحوار نيابة عن الشعب الذي يرفض المساومات غصب و حرام. و من الواضح أن آل خليفة لا يريدون الحوار إلا مع أنفسهم، فهم يقرّرون كلّ شيء، و السلطات السعوديّة تملي عليهم حتى شكل طاولة الحوار. إنّ الحوار خدعة بإمتياز، و كذب بإمتياز، و حشيش يتشبث به آل خليفة اليوم، لأنّهم غرقى ظلمهم و طغيانهم. إنّهم لا يخطون خطوة إلا لتثبيت ملكهم و سوق الناس عبيداً بين أيديهم. فهل يبقى أي مبرّر للدخول في سوم مع أقوام لا خلاق لهم ؟. إنّ المصالحة مع هادمي المساجد، و حارقي القرآن و آسري العلماء لا يسهم إلا في هدم الدين و ردم القيم و المثل الربانية. و قد يقول البعض ما هو البديل عن الحوار ؟.و أقول : إنّ البديل عن الحوار : هو الثورة، هو العزّة، هو الكرامة، هو الثبات، هو الدفاع عن المظلومين، هو تجنّب الركون إلى الظلمة. لا أرى لهذا الحوار أيّة نتيجة سوى إضفاء الشرعية على نظام الجور و الطغيان، و تلميع صور آل خليفة أمام الرأي العام. و لذلك فإنّني أطلب من كلّ المؤمنين الشرفاء الذين قبلوا الدخول في الحوار الإنسحاب منه فوراً. " فمن جرّب المجرّب حلت به الندامة ".فاخرجوا من هذا النفق المظلم الذي بدايته تدلّ على تحقير المشاركين من الشرفاء، و نهايته أن يطلب منهم أن يتحوّلوا إلى متطوّعين للدفاع عن ظلمهم و طغيانهم، و جوقة من وعاظ السلاطين، كل ذلك بغير عدل أفشوه فيكم، و لا أمل بقي لكم فيهم. " فما كان هذا أوّله فحقيق أن يخشى من آخره " و هل دفع الناس أرواحهم ثمناً لهذا الحوار الهزيل ؟