بطلة كربلاء
|
*صباح الحفّار
لاتقل زينبُ تشكو ذلها
قد أبى الله تعالى أن تُذلْ
فهي من قد صانها خالقها
مثل ما صان ذويها من زللْ
رغم ما مر بها ما وهنت
هل رأيتَ الريحَ قد هزّت جبلْ
لبوةٌ انجبها ليثٌ الوغى
أرعبت اعداءها بنتُ البطلْ
فتراها حفظت من معها
رغمَ ماقد حل من امر جللْ
حمدت ربّ العلى عما جرى
صبرت والصبرُ من خير العملْ
حين حلّ الليلُ ما اوحشهُ
بعدما الكافلُ عنها قد رحلْ
قامت الليل تصلي كلهُ
وتُناجي ربّها دون مللْ
ثم جاءت لقتيلٍ طالما
قبّلَ المبعوثُ فاهُ ونفلْ
ياحبيباً عشتُ عمري معهُ
ليتني قبلكَ وافاني الاجلْ
توأم الروح اتى من ربنا
نازلاً إن جاءَ لاتجدي حيلْ
ومشى الركبُ وفي العين قذى
اذ ترى الرأسَ على رأس الاسلْ
يوم للكوفةِ سبياً وصلت
اركبوها فوقَ عجفاء الإبلْ
وقفت شامخةً في مجلسٍ
هتكت استارَ زيغٍ ودجلْ
ومضت تفضحُهُ في قصرهِ
انما ابنُ زيادٍ ما عقلْ
فأرادَ الرجسُ ان يضربها
لكن الله أبى هذا العملْ
ما رأى الشامتُ منها دمعةً
حبست دمعاً عزيزاً في المُقلْ
وتراها يوم للشامِ أتت
خاطبت طاغيةً دون وجلْ
سوفَ يبقى ذكرنُا طولَ المدى
خالداً في الناسِ ما دامت دولْ
ردت الحوراءُ لماّ سمعت
قولهُ الفاضحِ في شرّ محلْ
طُلقاءٌ طالما الكفرُ بدا
مفسداً في نهج عُبّادِ هُبلْ
ابقت الحوراءُ في وقفتها
ثورة السبط لنا منذُ استهلْ
فهي في رحلتها من كربلا
ضربت في نهجها خيرَ مثلْ
إن آل البيت في تأريخنا
أوضحوا الدين لنا دون خللْ
|
|