موقف الشمس
|
*محمد الصفّار
جثتِ الملائك والنجوم أوافلٌ
من هيبة الحوراءِ باستحياء
في موقفٍ صغر الزمانُ أمامها
حتى بدت بالبأسِ كالزهراءِ
يا من تجمعّت الهمومَ بقلبها
لم يُثنها الاعداء بالارزاءِ
فبصبرها أعيت طغاةَ أُميةٍ
بمواقفٍ فاقت على الحُلماءِ
وبنطقها قد زعزعت تيجانهم
ببلاغةٍ فاقت ذرى البلغاءِ
ما راعها ان الزمان اصابها
بمصائبٍ جلّت عن الاحصاءِ
مسحت دماءَ السبطِ في كفٍ
وكفٌ قابلت وجه السما بدعاءِ
هذا فداؤك ياإلهي فليكن
فيه رضاؤك وهو خير رضاءِ
وقفت فطاف بها الصفا مستلهماً
والمروة ارتويت من الحوراءِ
ان قد سعت بالامسِِ هاجرُ فيهما
سبعاً لتروي طفلها بالماءِ
فلقد سعت لله زينبُ في الوغى
و روت قرابيناً لها بدماءِ
ومقامها للدهرِ صرحٌ شامخق
يعلو فتغضي مقلةُ العلياءِ
|
|