قبل هبوب العاصفة على العراق
المطلوب؛ معارضة واعية لتأييد انجازات الحكومة أو تسديد خطواتها
|
*إعداد / بشير عباس
الدين هو البرنامج الاكمل لحياة الانسان. ذلك ان كل كائن حيّ اذا ركبت في دماغه برنامجاً متكاملاً لحركته، فانه لن يتمكن من التخلّي عنه، فلابد ان يلتزم به، شاء أم أبى، مثال ذلك، الانعام كالحصان او الدجاج او الخراف، فان الله سبحانه وتعالى اعطاه برنامجاً متكاملا للحياة ابتداءً من الولادة والى لحظة الموت، ولو افترضنا ان واحداً من هذه الحيوانات ابعدناه عن والديه وعن محيطه وبيئته، فانه يستطيع ان يعيش ويواصل حياته لانه يحمل برنامجاً متكاملاً للغذاء والنوم والتزاوج وغير ذلك.
أما الانسان، فان المسألة تختلف لديه، فقد خيّر ضمن مجموعة كثيرة من البرامج ان يختار الافضل. و ربنا تعالى من اجل امتحانه وابتلائه في هذه الدنيا قد انزل عليه عبر الرسل برنامجاً متكاملاً، ولكن لم يحتم عليه ولم يكرهه على اختيار أحدهما، مع تبيين كل الاحكام والسبل أمامه. – مثلاً- قال بوجوب الصلاة، ولكن لم يكرهه على أداء الصلاة، كما قال بوجوب الصوم، ولكن اعطاه الحرية بأن ربما يفطر في نهار شهر رمضان المبارك، فهو مخير من الناحية التكوينية. وهذه الميزة هي التي جعلت الانسان حاملاً تلك الامانة التي عرضها الله تعالى على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان. إنها امانة الحرية وامانة الارادة ان شاء اتخذ الى ربه سبيلا وان شاء كفر، "اما شاكرا واما كفورا". والدين هو ذلك البرنامج المتكامل، ومن ابعاد هذا البرنامج المتكامل في الحياة ما يتصل بالنظام السياسي.
في سورة المائدة آية كريمة من شأنها ان ترسم لنا خارطة الطريق بالكامل فيما يتصل بكل ابعاد الحياة وفي مقدمتها النظام السياسي. "إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" (المائدة /44). ومعروف أن سورة المائدة هي آخر سورة نزلت على الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، وقد جاء في بعض الاحاديث انها تنسخ سائر آيات القرآن الكريم، ولا تنسخها آية أخرى، فاذا وردت آية في سورة المائدة وآية في سورة اخرى في الظاهر متعارضتان، فنحن كفقهاء نغلب جانب سورة المائدة لانها آخر سورة نزلت على قلب النبي الأكرم.
في هذه السورة جاءت ثلاثة تأكيدات على ان من لم يحكم بما انزل الله "فأولئك هم الكافرون"، فقد أكد ربنا ان هذا الحكم هو الحكم الالهي، لكن ما هو الحكم الالهي في النظام السياسي؟
نحن الان امام تجربة قاسية ليس فقط في العراق وانما في المحيط العربي. هناك حالة من الغليان في العالم العربي، يمكن متابعة تفاصيله عبر القنوات الفضائية والانترنت، ابتداءً مما حدث في تونس عندما قام (بو عزيزي) باضرام النار بجسده ومات منتحراً وسط الشارع وأمام أنظار اهل مدينته، لتنطلق مسيرة التغيير في ذلك البلد في شمال افريقيا، حتى وصلت ألسن اللهب الى اكبر دولة عربية ومن عظميات الدول الافريقية وهي مصر، فتغيرت الحالة السياسية، ومن ثم يأتي دور اليمن وليبيا والبحرين، وربما دول اخرى تتعرض لهذه الموجة الشبيهة بموجة (تسونامي) الطبيعية التي ضربت اليابان مؤخراً، لكنه (تسونامي سياسي)، فيما تقف معظم الانظمة السياسية الحاكمة عاجزة عن مقاومة هذه الموجة العاتية.
العراق و شروط القيادة الصالحة
في ظل هذه الاوضاع والاجواء، يجب علينا الآن ان نعود الى تراثنا وديننا وقيمنا لكي نعرف ما هو الحق؟ وأين يكون؟
في العراق لسنا بعيدين عن تأثيرات هذه الموجة العارمة! وانتم تعرفون ذلك... فالسؤال المطروح اليوم: ما هو النظام السياسي الاسلامي السليم؟ الاسلام يهتم بمركز القيادة، لان مركز القيادة في الامة أشبه ما يكون برأس الانسان، فاذا كان الرأس سليما، ويكون المخ نظيفاً وسليماً ويعمل بانتظام، فان الجسم سيكون ايضا سليماً، أما اذا فسد الرأس فان صلاح الجسم يكون مهدداً. فماذا ينفع الانسان هيكله الضخم او عضلاته او حتى صحته الجيدة اذا كان يفتقد للمخ السليم؟
من هنا فان الله تعالى يشترط علينا اربعة شروط اساس لابد ان تتوفر في مركز القيادة، ثم لابد ان يعترف بها الناس وتكون طاعتهم بمحض ارداتهم وبطيب خاطرهم لا بواسطة الضغط او القمع أو التضليل عبر وسائل الاعلام الفاسدة او التغرير والتغريب بالاموال.
الشرط الاول: العلم
لابد ان يكون القائد عالماً لا جاهلاً، وفيما يتصل بالنظام السياسي الاسلامي يجب ان يكون مؤمناً بالدين وعارفاً بالفقه، والسبب في ذلك وهو وجود المجتمع المسلم والمؤمن بالله تعالى وبكتابه، فلابد ان يقود هذا المجتمع رجل أعرف واعلم من الآخرين بكتاب الله. – مثلاً- اذا كان هنالك تجمع للمهندسين، فان الذي يقودهم لابد أن يكون أعلمهم بالهندسة، كذلك الحال في تجمع الاطباء او الضباط العسكريين، فاذا كان المجتمع إلهياً لابد ان يكون القائد لهذا المجتمع رجلا ربانياً وعالماً دينياً.
الشرط الثاني: الحضور في الساحة
بمعنى تحمل السمؤولية وادارة الساحة والتصدى لشؤون الامة عن قرب، فالذي يقودنا يجب ان يكون عالماً دينيا ينزل الى الساحة، ويلتف حوله الجماهير، فيأمر وينهى ويتصدى ويكون قائدا ميدانياً.
الشرط الثالث: الشجاعة
بان يكون انساناً شجاعاً، فاذا كان قائدنا رجلاً جباناً يخضع للضغوط، فالمجتمع كله يصبح خاضعاً للضغوط، فلابد ان يكون شجاعاً يتحدى الضغوط الخارجية ولا يخاف احداً الا الله تعالى.
الشرط الرابع: الزهد بالدنيا
ان القائد الذي يحرص على دنياه سوف يكون تابعاً لأصحاب الدرهم والدينار، سوف يكون واحداً من الذين تغريهم الثروات، والنتيجة ينتشر الفساد في الامة، من الفساد الاداري والمالي، بل سوف يشتريه اصحاب المصالح بالرشوة.
العراق دفع ثمن الحرية غالياً
إن من الجدير بنا دائماً التدبر بآيات الله الكريمة والعظيمة. إنها بلسان عربي مبين ولا اعوجاج فيها، وقد امرنا الله تعالى بالتدبر وبكل صراحة: "افلا يتدبرون القران أم على قلوب اقفالها".
يقول تعالى: "انا انزلنا التوراة"، فالتوراة نزلت على أولئك القوم، كما نزل الانجيل على غيرهم، والقران نزل علينا، فنفس الكتاب ونفس الرب "انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور"، فما هو معنى (هدى ونور)؟ وماهو الفرق بين الهدى والنور. فمرةً تذهب الى طريق لا تعرفه سلفاً، فتسأل شرطي المرور عن الطريق، فيرشدك الى الطريق، وفي المرة التالية يعطيك خارطة كاملة حتى لا تنسى الطريق، فالهدى هي الاشارة، بينما النور هو بمنزلة الخارطة للطريق.
والسؤال هنا؛ هل ان القران الكريم يحكم نفسه بنفسه، أم هنالك رجال يحكمون به ويقودن الامة على اساسه؟ يقول تعالى: كلا... بل يحكم به النبيون، فالذي يحكم بهذه التوراة هم الانبياء الذين اسلموا لرب العالمين، لان كل الانبياء لم يحكموا من انفسهم ولا من كلامهم، إنما يحكمون بامر الله تعالى، "اسلمت لله رب العالمين". فالمحكومون بهذه التوراة "للذين هادوا"، بمعنى أولئك الذين اتبعوا هذا الكتاب بطوع ارادتهم ومن دون ضغط. "والربانيون"، فهم يأتون بعد الانبياء وهم العلماء الربانيون والصديقون، ثم يأتي "الاحبار" وهم العلماء، إذن؛ هنالك ثلاث درجات؛ النبي، والصديق، و العلماء، ولكن هؤلاء العلماء الذين سيحكمون، لابد ان تتوفر فيهم الشروط التالية: أولا: "بما استحفظوا من كتاب الله" بمعنى انهم يحكمون بما استحفظهم الله كتابه واعطاهم الكتاب أمانة في عنقهم. ثانيا: "وكانوا عليه شهداء"، بمعنى كانوا شهداء وقياديين ومتصدين، ثالثا: "فلا تخشوا الناس"، بمعنى ان لا تكون لديه خشية من الناس. إنما الخشية من الله تعالى وحسب، "واخشوني"، رابعاً: "ولا تشتروا بأياتي ثمناً قليلا". فهذه اربعة شروط واضحة، ثم يقول ربنا "ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون"، فهل من المعقول بعد ذلك أن يقول انسان: انا مسلم ثم يضع القرآن الكريم على جنب أو يقول ان الربا حلال فيما يقول القرآن الكريم بحرمته؟! أو يقول القران الكريم بحرمة الخمر، ثم نشهد انتشار (البارات) في بلادنا الاسلامية!! هذا مصداق قوله تعالى: "ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون".
لابد أن أكون صريحاً جداً لأن أمامنا غداً يوم القيامة، حيث نقف جميعاً للحساب، ونُسأل؛ لماذا لم نتكلم؟ ولماذا لم نأخذ بالكلام؟ "ولنسئلن الذين ارسلوا اليهم ولنسألن المرسلين"، فحتى المرسل يُسأل؟ فمن يكون المخطأ يأخذ جزءاه، ونرجو ان لا نكون ممن يكتم علمه، والفقهاء يروون هذه الرواية عن المعصوم: (اذا ظهرت الفتن في الامة فعلى العلماء ان ينطقوا والا فعليهم لعنة الله. ..).
ان الحرية السائدة في العراق حالياً، وإقامة هذا المجلس الشريف و زيارة الامام الحسين عليه السلام وغيرها، لم تأت بالمجان. ربما اعرف جزء من مليون جزء من جهاد الشعب العراقي فقط لا غير، ولو كتبت هذا الجزء من مليون جزء من المعاناة والمحن لكان عشرة اجزاء كتب!! ففي كوامن كل انسان عراقي هنالك قصة مأساوية مريرية. هنالك أنهر من الدماء جرت من ابناء هذا الشعب، و أنهر من الدموع جرت من عيون الايتام والارامل والنساء الثكلى، وآهات بلغت عنان السماء وهي ما تزال الى الان. ربما تسمعون اليوم ان عدد الشهداء في مصر بلغ حوالي 350 شهيداً، فيما يسقط 300 شهيد عندنا في العراق بانفجار واحد على يدالجماعات الارهابية. وقد بدأت المسيرة من السجون والمعتقلات التي سقط فيها المئات من المؤمنين والمؤمنات من ابناء الشعب شهداء، وما حصل في حلبجة عام 1987 من قصف كيماوي أشهر من ان يوصف، وفي الانتفاضة الشعبانية المجيدة عام 1991 تعرضت مدينة كربلاء المقدسة وعلى مدى اربعة عشر يوماً لقصف صاروخي ومدفعي على يد قوات نظام صدام. وتتواصل مسيرة التضحية الى اليوم. يُنقل انه وبعد سقوط صدام وجدوا في احدى مراكز التعذيب في بغداد غرف تنتشر فيها اظافر مقلوعة من أيدي المعتقلين!
فهل بعد كل هذه التضحيات والآلام والآهات من العدل والانصاف أن نفرط بهذه النعمة الإلهية؟
أكدت منذ البداية على أن الدستور يجب ان يتضمن أمرين أساس، ونحن مستعدون أن ننزل الى الميدان ونحارب من أجلهما: الأمر الاول: وحدة العراق، وان لا يتمزق البلد ويتحول الى مقاطعات متناحرة ومتحاربة. والأمر الثاني: الدين... نحن لم نجاهد طيلة العقود الماضية من اجل النفط ولا من اجل الخدمات ولا من اجل الكهرباء، نعم؛ انها ضرورية ومطلوبة، لكن الغاية الأساس من الجهاد هي نصرة الدين وتحقيق الكرامة، وأن يسود الامام علي والامام الحسين عليهما السلام في الحياة، ومن اجل توفير الحرية الكاملة لزيارة كربلاء المقدسة. واليوم نجد كيف ان ابناء شعبنا ينعم بحرية الزيارة، فيتوافدون بالملايين في مواسم الزيارة صوب مرقد أبي عبد الله الحسين عليه السلام. ولله الحمد، تحققت وحدة العراق، كما تم تثبيت كون الاسلام دين الدولة الرسمي، ونصّت المادة الثانية من الدستور الذي صوّت عليه معظم الشعب العراقي، على ان أي قانون يخالف ثوابت الشريعة الاسلامية فهو ملغى. ولك أن تسأل أي انسان، سواء في الشرق او الغرب، وسواءً كان مسيحي او يهودي او علماني؛ هل ان الاسلام يحرم الخمر ؟ سيجيبك بالايجاب قطعاً. هذه هي ثوابت الشريعة الاسلامية. اذن؛ يجب ان يكون العراق، عراق الدين والايمان.
علاقة الشعب بالحكومة
ان العراق يجب ان يكون (عراق الشعب)، فاذا – لاسمح الله- عادت الدكتاتورية الى العراق نكون قد عدنا الى نفس النقطة التي خرجنا منها قبل ثمان سنوات. ان الدكتاتورية أشبه بكرة الثلج تبدأ صغيرة في البداية، لكن كلما تدحرجت على الارض، كلما تضخمت. والدكتاتورية اذا حصلت في بلد ستكون مثل السرطان أو الخلية الفاسدة في الجسم، تتوسع وتخرب كل الخلايا في جسم الانسان. إذن؛ من هنا، يجب أن يقود الشعب هذا البلد، ويكونوا هم المقياس في الحكم، كما يجب ان يكونوا على درجة كبيرة من الوعي، فهم يتولون اليوم انتخاب اعضاء البرلمان واعضاء البرلمان سينتخبون رئيس الوزراء وسائر الوزراء، كما ينتخبون مجالس المحافظات، وهذا يستدعي الاستعداد للدفاع عن هؤلاء المنتخبين، فهذا الصوت الذي يوضع في صندوق الاقتراع، بمعنى عقد الصلة مع النائب او المسؤول، فيجب الوقوف معه دائماً، وهو يشكل مسؤولية على صاحب الصوت يوم القيامة.
ان العراق ربما يتعرض لهبوب رياح الأزمات، فالمطلوب من الشعب ان يقف مع حكومته اذا كانت صالحة، لكن هذا لا يعني ان يسكت الناس عن فساد الحكومة، بمعنى ان الشعب لا يجب عليه ان يوكل أمره كليةً للمسؤول يقوده كيفما يشاء، كما على المسؤول ان يعرف ان الشعب هو الذي جعله يقوده من خلال صناديق الاقتراع، فاذا حصل ان غيّر الطريق، ينبهه على ذلك. وهذا هو (التسديد والتأييد)، فاذا خرجت تظاهرات يوماً في العراق احتجاجاً على أمرٍ ما، فهذا من حقهم، وقد أفتيت بحرمة ضرب المتظاهرين بالاسلحة، فلا يجوز قمع المتظاهرين المطالبين بحقوقهم، لكن اذا حصل ان كان بعض المتظاهرين أناساً منحرفين أو كانوا مدسوسين، فان الذي يؤيد الحكومة له أن يتظاهر ايضاً، فالساحة مفتوحة لهؤلاء وهؤلاء، فالحكومة يجب ان تكون أمامها صورتان: التأييد اذا اصابت والتسديد اذا أخطأت، وهذه هي نمط العلاقة بين العلماء والمجتمع عبر التاريخ، فالاستماع الى النقد من واجب العلماء، وهم في نفس الوقت يرغبون ان يستمع المسؤولون في الدولة الى حديث الناس.
شباب الجامعات والمساجد لا (فس بوك)
هنالك شريحة في المجتمع تريد الاصلاح من خلال تسيير التظاهرات، لكن يجب الحذر من الوقوع في الفوضى، وهذا ما لانريده للعراق، ربما هنالك ارادة لتغيير مجلس المحافظة، فليتغير، او لتجرى انتخابات مبكرة، او ليتيغير المحافظ، لكن كل ذلك يجب ان يتم بالنظام والهدوء لا بالفوضى، ومن يريد الحق يجب عليه ان يتكلم بالحقيقة.
أما ما يتعلق بآلية التغيير والاصلاح، فان الاعلام ينقل لنا ان الثورات التي حصلت في البلاد العربية انطلقت ممن يسمون بـ (شباب الفيس بوك)، بينما نحن في ا لعراق لدينا الشباب الطيب والنفوس الطيبة وهم يعرفون بعضهم البعض و يتحدون ويفكرون بمصير بلدهم، بل بامكانهم ان يكونوا افضل من غيرهم، وهؤلاء الشباب لا يحتاجون (فيس بوك)، فهناك الجامعة والمسجد والهيئة والحسينية، ومن خلالها يتبادلوا الافكار والآراء ويتشاوروا في ما بينهم، "وامرهم شورى بينهم". ومن خلال هذه القنوات بامكانهم مقاومة الباطل.
أوجه الدعوة الى شباب العراق المؤمنين والمخلصين الصالحين، أن اتحدوا مع العلماء ومع المنهدسين والاطباء. اتركوا التحزبات الضيّقة وقوموا بتسديد النظام وتأييده، بمعنى ان يبحث الانسان عن الحق فيسير معه، فاذا المحافظ – مثلاً- قام بعمل خير اذهبوا و باركوا له هذه الخطوة، واذا رأيتم ثمة عملاً في رأيكم خطأ، اذهبوا اليه وتحدثوا عن ذلك. وبالنتيجة يسود الوعي واليقظة والحيوية في اوساط هذا الشعب، ان نظامنا ليس دكتاتورياً انما هو نظام شوروي يسموه (ديمقراطي)، وانا اسميه (شوروي) لان القران الكريم يقول: "وامرهم شورى بينهم".
يجب ان نصلح الامور ولكن بوحدتنا، وبالتزامنا الواجبان الرئيسان؛ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى نشكل التيار الايماني الكبير في العراق، وفي هذه الحالة لن يستطيع اصحاب النوايا السيئة النيل من العراق وشعبه.
|
|