قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
المرجع المُدرّسي يؤكد أن ليس امام الشعوب من طريق سوى الاستقامة والثبات لنيل حقوقها:
لانشك أن الشعوب استلهمت رفض الظلم وطلب الاصلاح من النهضة الحسينية والعراق مثلها في ذلك
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة كربلاء المقدسة/ الهدى:
أكد سماحة المرجع الديني ايةالله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي(دام ظله) أن البصائر القرآنية توضح أن الله تعالى جعل من "عامل الاحتكاك والتدافع" في الحياة سببا وحافزا يعيد من خلاله الانسان كفرد "صقل و صياغة نفسه من جديد " ومن ثم " بلورة وصياغة الامة لنفسها، وسببا للتغيير والتطوير "، حيث يقول الله تعالى للناس (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة)، ومن ذلك " أن الحاكم فتنة للمحكوم والمحكوم فتنة للحاكم". وتابع بالقول أن "الحاكم حينما يحكم بين الناس بالظلم ،حينما لايستمع الى نداءات الناس بالتغيير والتطوير، حينما يجلس في الكرسي الى اخر قطرة دم من شعبه، حينما يهدم البلد بالكامل حتى يستمر في كرسي الحكم يومين او اكثر ويقول في مثلهم المعروف انا و من بعدي الطوفان .. مثل هولاء هم فتنة للناس والناس فتنة لهم ، هل يثورون عليه، ان يصمدون امامه، هل يقبلون به ام يرفضونه؟ هذه فتنة.. وقد كان عندنا حاكم هنا مثّل اسوء مثل للحكام الظلمة في قتل وظلم العباد وتدمير البلاد والسعي لابادة الشعب.. والان نرى ذلك في البحرين، ومجنون اخر في ليبيا على نفس الطريق، يهدد بإبادة شعبه وقد قالها في خطابه زنكة زنكة بيت بيت ..هذا الخطاب الذي لا يصدر من انسان عاقل، فهو يهدد بالقتل و بهدم البلاد وتسليمها خراب ومثلما فعل الطاغية في العراق سنة 1991 .. ومثلما الصالحون احدهم مثل للاخر، الطالحون ايضا هكذا.." واوضح سماحته في محاضرته الاسبوعية التي القاها سماحته بمكتبه في كربلاء المقدسة بحضور حشد من الوفود وطلبة العلم والزائرين، أن البصيرة القرأنية التي يبينها الله تعالى للناس في كيفية التعامل مع هذه الفتنة وعامل الاحتكاك والتدافع، تأتينا وفي ختام سورة هود ، وهي "الاستقامة والصبر (فاستقم كما امرت) فهي المفتاح الحقيقي وكلمة السر لهذه المعادلة، معادلة الاحتكاك بين الحق والباطل بين الانسان والانسان..". واضاف " والان لدينا شعوب بدأت تنهض في وجه الحكام والانظمة الطاغية الفاسدة، في ليبيا و اليمن والبحرين وغيرها من البلاد، وفي هذه الحالة ليس امام الشعوب من طريق لهم سوى الاستقامة و الصبر والثبات، فإن تركوا ذلك فشلوا في الامتحان الصعب .. هذه الاستقامة والثبات والصبر هي المدرسة التي تتربى فيها الشعوب وهي ما يبلور حركتها ويصوغها من جديد لتكون على قدر المسؤولية والوعي والتطلع والارادة الصلبة .. وقد ضرب شعبنا في العراق المثل في ذلك لبقية الشعوب، فأعطى ما اعطى من شهداء وانهر الدماء والدموع وواجه المأسي المتلاحقة طوال عقود من حكم الدكتاتورية،، وحتى اليوم، ولكنه لم ينكسر ويستكين بل جعلته يصوغ نفسه ويبلورها من جديد ، شعبا بطلا صابرا مستقيما ثابتا في وجه التنكيل والاضطهاد في العهد البائد.. وهذا الشعب ايضا خلال السنوات الاخيرة اعطى ما اعطى من الشهداء في التفجيرات الارهابية في عمليات الهدم والتخريب ..، والى الان ترون انه في كام عام يقدم قرابين خلال زيارة الاربعين للامام الحسين(ع)، لكنه استقام وما انهار ولا غير و بدل ، وبقي ثابتا قويا.. و في كل سنة ترى الناس اشد اصراراً واقوى شكيمة ، ويعطي لباقي الشعوب دروسا في الاستاقمة والثبات .. اذن الاستقامة كانت مدرسة رسالية بالنسبة الى شعبنا وهي مدرسة بالنسبة الى الشعب الليبي واليمني والبحريني وباقي الشعوب.. وترون الأن و يوم بعد يوم كلما زاد الشهداء وارتفعت التضحيات كلما زاد التصلب وكلما زادت الاستقامة والصبر عند شعوبنا العربية .. ودماء الشهداء التي تسقط على الارض في الظاهر ، انما كل قطرة منها دم تدخل في عروق بقية ابناء الشعب فيصبح كل واحد منهم اكثر عزما واستعدادا للتضحية والثبات ..". واضاف سماحته: اقول وانا مؤمن بهذا وكلي اعتزاز، بأن ابناء شعبنا في العراق الهم الله بسببهم وبسبب اقامتهم للشعائر الحسينية وبالذات هذا العام، شعوب المنطقة في البحرين واليمن وتونس وفي مصر وربما في غيرها من هذه البلدان الاربعة .. الهمهم الثورة ضد الباطل والظلم، التمرد على الطغيان، وقد وصلتني عبر البريد الالكتروني مراسلات و كتابات من اخواننا في تونس ومصر قبل سقوط النظامين الحاكمين هناك، يؤكدون فيها من ساحة التحرير التي كان يجتمع فيها الشباب وغيرهم بالقول أن : (كلمتنا التي نحملها ونكرر قولها اننا كما قال ابو عبد الله الحسين رضي الله عنه نقول :هل من ناصر ينصرنا، و هيهات منا الذلة)، اذن هم تفاعلوا مع قضية الامام الحسين (ع) مع زيارة ونهضة الاربعين، وهذا شيء نفتخر به ان شعبا كالشعب العراقي جرب التحدي للطغاة وجرب التضحيات واليوم بدأ ربنا تعالى يجعله مثل ونموذجا ايجابيا للاخرين نحو التطلع للتضحية والتغير والاصلاح .. وقد سمعتم كيف أن مجموعة من الشذاذ في مصر خرجوا لهدم مراقد اهل البيت الشريفة، فأنظروا كيف ان الشعب المصري قام عن بكرة ابيه ضد هذه الفكرة الشيطانية ، لان الشعب المصري استلهم من هذه المراقد، استلهم من مرقد ابي عبد الله الحسين(ع) في القاهرة و مرقد السيدة زينب (ع) والصالحين والاولياء، استلهم منهم عزمه وهمته و عطائه .. فنسأل الله تعالى ان يرزقنا وباقي الشعوب الثبات على الاستقامة و الصبر وان يزيدنا عزما وعطاءاً وذكرا له وصلاة ودعاءاً حتى نرى بعونه تعالى البلاد الاسلامية بلاد حرة كريمة متقدمة موحدة مرفهة بعيدة عن هؤلاء مصاصي الدماء ومصاصي الثروات الفاسدين المفسدين في الارض ". وختم سماحته موضحا : "اقول للشعوب المظلومة والمضطهدة ولمنتفضة أن استقامتكم ان شاء الله توفر لكم النصر والكرامة بل وتصوغ بلدكم صياغة جديدة ليكون بلداً كريما حراً متقدما، هذه سنة الله في الحياة كلها..وعليكم ان تعرفوا ايضا أن الاستقامة هذه وكما يبين القرآن الكريم ،بدورها بحاجة الوعي وعدم الغفلة والانخداع حتى لا يقع الشعب تحت ظلم جديد ونظام وحاكم اخر قد يكون اظلم من الاول، فيحتضنك بالخديعة بعد ما تضع الحرب اوزارها فترى نفسك في حضن ظالم وظلم جديد ..".