محاصرة وقتل واعتقال وفصل جماعي : استمرار حملات خطيرة للتطهير الطائفي في البحرين
|
المنامة/ محمد الجمري:
تواصل قوات نظام آل خليفة في البحرين مدعومة بقوات سعودية وميليشيات قمعية من المرتزقة، تواصل منذ إعلان السلطة حالة الطوارئ قبل أكثر من شهر، ومنذ دخول قوات ماتسمى بـ(درع الجزيرة)، بقيادة الجيش السعودي، بتصعيدها من وتيرة حملة تطهير طائفي على الهوية تقوم على القمع ومحاصرة المدن والقرى، وهدم المساجد والحسينيات، ومداهمة البيوت و الخطف والاعتقال الوحشي الذي يطال جميع فئات المجتمع، بينهم اكثر من 30 فتاة وإمرأة لايزال مصيرهن مجهولا، منهن طبيبات ومدرسات واديبات وممرضات. فضلا عن التعذيب في السجون الذي ادى الى استشهاد اربعة معتقلين خلال عشرة ايام. فيما وصل عدد الشهداء منذ انطلاق الثورة الى 30 شهيدا بينهم ثلاث نساء وطفل، فضلا عن آلاف الجرحى كثير منهم أصيبوا بأسلحة نارية من بينها رصاص الشوزن المحرم دوليا. وارتفع عدد المعتقلين الى اكثر من الف وعشرات المفقودين، الكثير منهم اعتقلوا لدى تلقيهم العلاج في المستشفيات بعد إصابتهم بجروح على يد القوات القمعية في المظاهرات ومسيرات الشموع وتشييع الشهداء، ومن بين المعتقلين نحو 150 طبيبا وكادرا طبيا قاموا بواجبهم الوطني تجاه أبناء شعبهم عبر رعاية وعلاج الجرحى الذين وقعوا جراء تعرضهم للرصاص والغازات السامة خلال التظاهرات. كما قامت قوات الجيش الخليفي تساندها قوات الجيش السعودي المحتل والقوات الأمنية من المرتزقة بعد الهجوم على مستشفى السلمانية وإحتلاله بقوة السلام وتحويله إلى ثكنة عسكرية، بإعتقال الجرحى في المستشفى و أخذهم إلى أماكن مجهولة.
خفافيش آل خليفة وآل سعود.. على الطريقة الصهيونية في فلسطين
ومع حلول ساعات الفجر من كل ليلية تشهد معظم مدن وقرى البحرين عمليات محاصرة و دهم واعتقالات عشوائية تقوم بها مجاميع يرتدي عنصارها الاقنعة ويقومون (بأسناد من قوات نظامية) بعمليات المداهمة للبيوت وتخريبها قبل اعتقال المواطنين واقتيادهم الى جهات مجهولة. ويقول شهود عيان ممن تعرضت منازلهم للمداهمة أن عناصر هذه المجاميع المقنعة ممن يعرفون بـ(البطلجية) يقومون بأداء وظيفتهم الوحشية هذه وهم صامتون لايتفوهون بكلمة. وفي الوقت الذي لم يعد سراً مخفيا طبيعة العلاقة بين نظام آل خليفة و تل ابيب في فلسطين المحتلة، لاسيما بعد كشف فضائح علاقات حاكم البحرين ونظامه مع الصهاينة والموساد على موقع ويكليكس، يشبه الكثير من المعارضين في البحرين، ومراقبين من خارجها، مايجري من عمليات قمع ومحاصرة وفصل عنصري طائفي يستهدف المكون الرئيسي والاغلبية من الشعب، بأنه إن لم يفوق فأنه يماثل على اقل تقدير ماتقوم به قوات الكيان الصهيوني من عمليات واجراءات ضد الفلسطينيين.ويتحدث احد المعارضين عن الطريقة الهمجية في دهم المنازل، التي تُكثَّف بين الثانية عشرة والثالثة فجراً من كل يوم مؤكدا " إننا لم نر إلا سلطات الاحتلال الإسرائيلي تدهم المنازل ليلاً، وتكسّر محتويات المنزل وتعتقل من تريد، ولدى خروجها تهدم المنازل" مشيرا إلى طريقة وظروف اعتقال عدد من المعارضين البارزين بينهم روساء جمعيات سياسية معارضة وناشطون ومواطنون وعلماء، وان "هذا الأسلوب القمعي لم تشهده إلا البلدان القابعة تحت الاحتلال". ويضيف إن "استمرار نقاط التفتيش في مختلف مناطق البحرين يذكرنا بالحواجز الإسرائيلية في الضفة وغزة، وطريقة التعامل مع المنتمين إلى الطائفة الشيعية الذين يعرفون من أماكن إقامتهم أو أسمائهم". و يوم الخميس الماضي كشفت مصادر خاصة أن اجتماعات سرية عقدت بين اجهزة أمنية سعودية بحرينية صهيونية في المنامة الهدف منها الاستفادة من الخبرات الإسرائيلية في كبح الانتفاضة في البحرين.ونقل مركز الحرمين للاعلام الاسلامي عن هذه المصادر قولها : إن هناك لقاءات متواصلة بين هذه الاطراف الثلاثة منذ دخول القوات السعودية الى البحرين.وقالت هذه المصادر ان ما يحدث في البحرين هو مشابه الى حد كبير ما يحدث في فلسطين المحتلة خصوصاً هدم المواقع الدينية كالمساجد والحسينيات بحجة انها غير مرخصة. يذكر أن طريقة الاعتقالات والتعذيب تكاد تكون عين ما يجري في فلسطين المحتلة كما ان اعتقال عشرات النساء في البحرين يعتبر سابقة خطيرة في منطقة الخليج إذ تندرج تحت الإستراتيجية الإسرائيلية المطبقة في فلسطين المحتلة على نساء فلسطينيات ما زال الكثير منهن يرزحن في معتقلات لسنوات طوال.
تطهير طائفي عبر الفصل الجماعي من الوظائف
وفي ذات السياق تجري حملة تطهير ممنهجة تشمل فصلاً جماعياً للموظفين في جميع المؤسسات والدوائر، لاسيما في قطاعات الصحة والتعليم مرورا بالشركات والنقابات، ووصولا الى القطاع الرياضي. حيث وبحسب تقارير منظمات حقوقية وصل عدد المفصولين عن العمل، وقطع الرواتب الى اكثر من الف وهو مرشح للارتفاع بشدة خلال الفترة المقبلة، ويقول مركز البحرين لحقوق الانسان و للتحالف الدولي لملاحقة جرائم الحرب ان اكثر من 900 من العاملين تم تسريحهم وفصلهم تعسفيا دون تحقيق واية حقوق، وان هذا العدد يشمل فقط وزارة التربية والتعليم و شركة المينيوم البحرين وشركة الاتصالات السلكية واللاسلكية وخدمات المطار وشركة البترول. والأمر يجري بطريقة تدعو إلى السخرية، حيث تقوم الصحف التابعة للنظام أو التلفزيون الرسمي بحملة إعلامية على قطاع من القطاعات، وفي اليوم التالي، يقوم القطاع بفصل مجموعة من العاملين لديه. إضافة إلى جلسات التحقيق العلنية التي يقوم بها تلفزيون البحرين من خلال استدعاء مسؤولين من الشيعة أو مشاهير، كالرياضيين، ومحاصرتهم وتخوينهم، بل ومقاضاتهم علناً على الهواء مباشرةً، ليُعاقبوا في اليوم الذي يليه من رؤسائهم.
|
|