بإصلاح المجتمع والاقتصاد والسياسة ننجو من الفساد والتخلّف
|
*إعداد / بشير عباس
لو عرف الانسان الحكمة التي من اجلها خلق وعليه ان يحققها في حياته لتبلورت امامه خارطة الطريق لكل مناحي حياته، الفكرية والعقائدية والمعيشية والشخصية والاجتماعية والسياسية، ويبين القران لنا المرة بعد الاخرى وضمن تفاصيل شتى هذه الحكمة ولكن الناس لا يبصرون.
ان الله تعالى جعل للانسان هامشاً من الحرية واعطاه قدراً من الصلاحية لكي يقوم بمهمة الاصلاح في الارض ويتجنب الافساد، وذلك على عدة أصعدة:
أولاً: الاصلاح على الصعيد الفردي..
إن الانسان كفرد خلق من ضعف، تحيط به وساوس الشيطان وتثيره نفسه الامارة بالسوء، بل هو مخلوق ومعه آثار من ذنوب آبائه. خلق وتحيط به ضغوط مختلفة تحاول ان تضله عن الطريق، شاء أم أبى، يقف الانسان امام امتحان صعب في داخله، ولا يستطيع الانسان ان يقول: انا لا اتأثر بالشيطان، فهذا الشيطان الذي خدع أباك آدم وغرّه وحاول ان يخرجه من الجنة، ونجح في ذلك، لولا ان الله تاب عليه، ألا يتمكن من الانسان البسيط اليوم؟ وهذا الشيطان الذي أقسم وقال: لا أدعهم يدخلون الجنة، بل أقعد لهم عن اليمين والشمال وامامهم وخلفهم، و اقعد لهم كل مقعد واحاول ان ادخلهم للنار، هكذا شيطان و عدو، لايجب التغافل عنه، واذن فاول معركتك في داخلك، او تحديك لهذا الشيطان والنفس الامارة بالسوء، صحيح ان الله خلق الانسان في احسن تقويم لكن "ثم رددناهم اسفل سافلين"، وعليه يجب أن ينتبه الانسان الى نفسه، يصلحها ويزكيها، "قد افلح من زكاها"، لأن نفس الانسان بمنزلة الجوهرة أو الحجر الكريم الثمين الذي تحيط به احجار عادية لابد من ازالتها لاستخراج هذه الجوهرة "قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها"، ومعنى (دسّاها) هو دسّها في التراب وفي الركام، أو حشرها في وساوس الشيطان.
ثانياً: الاصلاح على الصعيد الأسري
بعد أن يطمئن الانسان على نفسه ويتمكن من القول: انه سيطر على هواه وعلى وساوس الشطيان، و أبعد الحسد والحقد والبغضاء والعصبية، وسائر الصفات السيئة والفواحش الباطنية، يأتيه النداء الالهي بالمهمة على الصعيد الاجتماعي، إذ يكون عليه الاهتمام بالاولاد والاهل، "قو انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة"، إن الانسان أمام مسؤولية جديدة وهي مسؤولية الاهل لان الله قد اودع في قلبه حب الاولاد وحب الزوجة، فهل يبقى الرجل جالساً هادئاً عندما يسمع ان ابنه تعرض لحادث سير، او – لا سمح الله- يسمع ان داره قد شبّت فيها النيران وتعرض للحريق، فانه سيبحث عن أي وسيلة توصله لينقذ ابنائه و زوجته، وكذلك يحصل للزوجة أو الأم داخل البيت، فقد يحصل أن يندلع الحريق داخل البيت والجميع نيام، وعندما تنتبه الام تدخل وتخرج الابن الاول ثم الثاني والثالث، لكنها في نهاية المطاف تموت لشدة تعرضها للحروق، ويسلم الاولاد، بمعنى انها ضحت بنفسها من اجل انقاذ ابنائها.
نعم... حقاً هنالك افراد في المجتمع يضحون بانفسهم من اجل انقاذ ابنائهم من المخاطر والمكاره في الحياة، لكن السؤال: أليس من الواجب ايضاً ان يكون الانقاذ من المكاره في الدار الآخرة عندما يكون الابناء أمام نار جهنم؟
حصل أن أحد المسلمين في عهد رسول الله أشرف على الموت وكان في وضع الاحتضار، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وآله، الى ذلك الرجل فوجده طريح الفراش وهو في ساعته الاخيرة، فطلب منه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أن يتشهد الشهادتين، وما أن حاول الرجل النطق إذا بلسانه يُعقل ولم يتمكن من النطق، فالتفت صلى الله عليه وآله، وقال هل لهذا الفتى أب؟ قالوا لا يارسول الله انه متوفى، ثم قال هل له أم؟ قالوا بلى فقال نادوها، قال لها النبي الأكرم هل انت راضية عن ابنك هذا؟ قالت: كلا يا رسول الله أنا غير راضية عنه، فقد أتعبني في الحياة، فقال لها: يا أمة الله، ان ابنك هذا سيموت على غير شهادة، ولا يتمكن من النطق بها، فحاولي الصفح عنه، قالت: يارسول الله لا تشفع...! اني لا احب هذا الولد ولا ارضى عنه ابدا!
هنا رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو نبي الرحمة، قال إذن ائتوني بنار وحطب، فقالت يارسول الله ماذا تفعل؟ قال: حتى احرقه ما زال غير راضية عنه، فصاحت : يارسول الله...! انه ابني... نعم، هنا اصبح ابنها لانها رأت بعينها حقيقة النار، فقال لها: إن نار جهنم أشد حراً، أنت لم تقبلي بنار الدنيا تحرق ابنك، فكيف تقبلين أن يحترق بنار جهنم التي تدوم ملايين السنين؟ فقالت: اذن انا راضية عنه، فلما رضت عنه انطلق لسانه وتشهد الشهادتين ومات.
ثالثاً: الاصلاح على الصعيد الاجتماعي
إن عملية اصلاح المجتمع، تُعد مهمة أساسة في حياتنا، وذلك من خلال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الله والى الخير وارشاد الجاهل، و عشرات الواجبات التي كلفنا بها، من اجل اصلاح المجتمع ومن ثم اصلاح النظام الاقتصادي، فاذا كان النظام الاقتصادي فاسداً فانه سوف يقولب المجتمع بقالب فاسد، أي اذا الفرد لم يتمكن من أن يكسب الخبز الحلال إلا اذا غمسها بالحرام، أو كان عاجزاً عن العيش إلا عن طريق الحرام، فان هذا النظام الاجتماعي في الحقيقة هو الذي يدعو الناس الى الحرام والانحراف.
احدهم كتب لي ملفاً كاملاً وهو رجل يبدو انه موظف في بريطانيا يقول: إن المجتمع هنا لا يستطيع ان نعيش بدون ربا، فقد دخل الربا في شعاب المجتمع وفي كل انحائه ، فحينما يكون النظام الاقتصادي فاسداً يسري ذلك على النظام الاجتماعي أيضاً.
من هنا ينبغي ان نصلح النظام الاقتصادي لنمهد الارضية لنظام صالح يفتح المجال لاصلاح الارض وزراعتها ويفسح المجال للتجارة، يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: (تسعة اعشار البركة في التجارة)، ويسمح هذا النظام للناس بان يقوموا بالتصنيع ويشجع على الانتاج و القروض والمضاربة، فاذا كان ثمة صاحب رأس مال، لكنه يفتقد للطاقة البشرية، في مقابله هنالك طاقة بشرية تفتقد للمال، وباجتماعهما يتشكل ثنائي منتج، يحرك العجلة الاقتصادية ويدفع المجتمع نحو النجاح والصلاح، لكن يحدث العكس اذا لم نضع الفرص امام الناس، صحيح ربما يحدث هناك خطأ أو تحصل زلات، كأن يرتكب الموظف جريمة السرقة، وذلك بالتهاون في عمله أو بمدّ يده نحو مال الرشوة، أو ياخذ اجازة مرضية وهمية ويذهب لأعماله الخاصة، أو القيام بمختلف الاعمال الملتوية، وغير ذلك كثير، فان المال الذي يحصل عليه هذا الموظف يُعد مالاً حراماً، إذن، لايجوز لك ان تعطي هذا المال الحرام لابنائك، فهل يقبل الأب أن يأتي ابنه بخبز وسخ أو من مكبّ النفايات ثم يضعه في فمه...؟!! إن المال الحرام يشبه تماماً الخبز الملوث بالاوساخ.
من هنا، فمن واجبنا ومسؤليتنا اصلاح الاقتصاد، حتى يستطيع الناس ان يعملوا في جو من الاقتصاد السليم من دون تطفيف ورشوة ومن دون كذب واسترسال في الارباح غير المشروعة، ويكون باستطاعة الناس مزاولة العمل.
يقال بان بلد من البلاد - ولا اسميه- وقد ذهبت اليه فيه ساحة كبيرة في وسط المدينة اسمها (ساحة بيض الدجاج)! ذهبت لأرى سبب تسمية هذه الساحة بهذا الاسم، فقالوا: لقد كان أهل المدينة من الاخيار والمتدينين، وكان أي حاكم يأتي ويظلمهم يذهبون الى المساجد ويدعون عليه فيحدث له شيء، وعندما جاء أحد الحكام، حذره جماعته من هذه القضية ومن مغبة الإيغال في الظلم والتعدي على أهل هذا البلد، وإلا يصاب بما أصيب به أسلافه من الهلاك والدمار، فسأل عن السر والسبب، قالوا له: لأن أهل هذا البلد لا يأكلون الطعام الحرام... فقال ساعالجهم...! فامر اهل المدينة ان يأتي كل واحد منهم ببيضة واحدة، فنفذوا ما طلبه، وقال ضعوها في وسط هذه الساحة ، فتجمع بيض كثير، ثم قال: والآن، ليأخذ كلٌ بيضته، فما كان من الناس وأهل هذه البلدة إلا ان تدافعوا على أخذ البيض بالجملة، فهناك من أخذ اثنين وذاك ثلاثة وهكذا... هنا بدأ الحاكم بممارسة ظلمه بحرية، فهرعوا الى المساجد ليدعوا عليه كعادتهم لكنهم تفاجأوا بعدم الاستجابة.
نحو اصلاح الاقتصاد والسياسة
نحن في العراق بصدد رسم سياسة جديدة، فليس بالضرورة أن نطبق كل ما يعمله الغربيون، لقد مضى علينا مئة عام نجري خلفهم ولم نستفد منهم شيئاً، لذا علينا أن نجلس ونرسم الاقتصاد السليم القائم على العمل.
اذا جاء شخص وقال لك: اجلس في بيتك وانا أوفر لك طعامك وشرابك ، لن تقبل بهذه الفكرة، لانك تريد أن تنتج وتأكل من عرق جبينك ومن كدّ يديك، وعليه يجب على المجتمع أن يتعلم ثقافة الانتاج والعمل. إن اليابانيين تعرضوا لغزو الاقتصاد الغربي، ومن جملة ما غزاهم الحذاء المستورد من ايطاليا، فكانت تأتيهم أنواع جميلة، لكن الامبراطور أمر بعدم شراء هذه الاحذية، وبما ان اليابانيين يطيعون كلام الامبراطور، وحتى اليوم يعدونه كلاماً ملزماً ويطبقونه بحذافيره، قالوا وماذا نعمل؟ قال لهم امشوا حفاة! فمشوا حفاة، وبعدة فترة جاء احد اليابانيين بهدية الى الامبراطور وهي عبارة عن قطعة جلد فيها خيطين واحد من اليمين الآخر من اليسار، ففرح الامبراطور بهذا الابتكار، وقال هذا هو الحذاء الممتاز، وقال: إن الشيء الذي لانصنعه بايدينا لسنا بحاجة اليه، واليوم ترون ويرى العالم أن اليابان ثاني او ثالث اقتصاد في العالم مع انها جزيرة نائية ومعرضة دائماً للبراكين و الزلازل، وتفتقد للموارد الطبيعية، لكنها تمتلك معالم الاقتصاد السليم.
وبعد اصلاح الاقتصاد، يأتي دور السياسة، فاذا عرف مجتمعنا انما يستطيع ان يصل الى الهدف المنشود الى القمة التي يبتغيها بالعمل الصالح وبالخلق الطيب وبالعلم والحكمة، فانه يساعد الأكثر حكمة ليتسنّم المناصب القيادية، والقران الكريم بصراحة يقول: "ان اكرمكم عند الله اتقاكم" أما اذا كان النظام بشكل آخر، حيث تكون الحظوة لمن يمتلك المال الأكثر أو الذي ينافق وله صلاة وعلاقات مع هذه الدولة وتلك، فان المجتمع يفسد قطعاً، واذا فسد المجتمع و عرف ان قانون الصعود الى المناصب هي هذه الطريقة، فان المؤمن والمخلص والأمين ومن يحمل الصفات الاخلاقية والقيم لن يتمكن من الصعود الى المناصب القيادية والمسؤوليات الحكومية، وعندما يخيم هكذا تصور على المجتمع، فان الرحمة الإلهية ستغيب عنه.
في الاسبوع الماضي تناولنا آيات مباركات من (سورة النمل) وكانت متعلقة بقصة (ثمود)، فهؤلاء القوم انتهوا وبيدت حضارتهم، ولن تجد اليوم منهم أثراً، إنما منطقة صحراوية، بينما تجد لقوم (عاد) آثاراً، والسبب أن الله تعالى دمر قوم ثمود بالكامل، بسبب فسادهم السياسي لان الله تعالى قال عنهم: "وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون".
إن الواجب في أي بلد ان يكون النظام السياسي الحاكم صالحاً بحيث يمكنه اصلاح الناس، ويمهد الارضية لصعود الافراد الى المسؤوليات الحكومية من القنوات الصحيحة، ويكون بامكان المجتمع اختيار الافضل والاعلم والازكى.
يروى في التاريخ ان أحد الخلفاء العباسيين زار البصرة للقاء القاضي هناك، وعندما دخل رأى (230) عمامة ولحى طوال وشيبة...! يتقدمهم شاب صغير عمره (17) سنة، وهو بعد لم تظهر لحيته على وجهه، فقال الخليفة مستغرباً: تباً لهذه العثامي...! ما هذه اللحى كلها تمشي وراء هذا الطفل، كم عمرك ياولد...؟! قال الولد الشاب: عمري هو عمر اسامة بن زيد حين استخلفه رسول الله على جيش فيه ابو بكر وعمر.
وفي مجتمع اصبح فيه الشيخ البهائي شيخ الاسلام وعمره (22) سنة ، أي كان المجتمع يختار الافضل للقضاء والافضل للحكم وهكذا.... طبعا ليس بصورة مطلقة، لكن بشكل أو بآخر.
أما اذا انعكس الامر وربنا يقول عنهم "وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ* أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ"، فهذا يعني شيوع الفساد في المجتمع. وهذا ما يجب أن نحذره في العراق.
إن كل علة فيها معلول وكل سبب فيه مسبب، فلا تتصوروا أن كل شيء في العراق سيسير بصورة صحيحة بعد سقوط النظام البائد، لأن الفساد متفشي في البلد، فمن الفساد الاداري والسياسي والاخلاقي، فحتى الآن أرى هنالك تراخيص قانونية تصدر للملاهي ومحال بيع الخمور، وليعلم الجميع ان بعد انهيار النظام البائد يجب على الجميع التعاون والتعاضد لمواجهة مظاهر الفاحشة والتحلل الخلقي في المجتمع، فاذا تمت ازالة النظام السياسي الفاسد، فمعنى هذا ان المسؤولية تضاعفت، ولا يجوز للفرد القول: (لا يعنيني الأمر)، بل انت مسؤول...
لماذا تظهر المسؤولية ويعلو صوت الاحتجاج عندما تنقطع الكهرباء، فتخرج التظاهرات الجماهيرية؟ لكن لا أحد يحرك ساكناً عندما نرى انتشار الفاحشة والفساد الاخلاقي؟! إن الخطر الكبير يهدد اخلاق بناتنا وابنائنا، ألم يكفِنا ما شهدناه أيام العهد البائد من ويلات على القيم والمبادئ بسبب تشجيع ذلك النظام على الرذيلة والفاحشة؟ "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس". إذن، لنتعاون ونتعاضد ونعلن احتجاجنا بالطرق القانونية والمشروعة والسلمية على تفشي ظواهر الفساد الاخلاقي، "ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" فلا تدعوا هذا الفساد ينتشر، لان وراء هذا الفساد الاداري والسياسي والجنسي وغيرها آثارها في حياة الانسان.
ومن آثار الانحراف الذي يصيب المجتمع، هو سهولة التزوير في الانتخابات، فهل يستطيع الانسان ان يقاوم ربه يوم القيامة؟ "ومكروا مكراً ومكرنا مكراً فانظر كيف كانت عاقبة مكرهم أنّا دمرناهم وقومهم أجمعين".
لا تزوروا الانتخابات ولا تدخلوا في المتاهات ولا تضيعوا حق الناس، يقول الشاعر:
تنام عيناك والمظلوم منتبه عليك يدعو الله وعين الله لم تنمِ
لا تظلموا بعضكم بعضاً... اعتبروا يا أولو الابصار، يوماً ما كانت الشماعة النظام البائد، ثم جاءت شماعة الاحتلال، ثم شماعة الارهاب، لنتوكل على الله ونصلح انفسنا، و كل واحد بينه وبين ربه يبدأ يصلح نفسه، عندئذ سيصلح المجتمع، ومن ثم ان شاء الله يتغير الوضع نحو الافضل، ومن دون ذلك، فاننا سنخرج من مشكلة لندخل في أخرى، وهذا القران الكريم أمامنا لنتدبر في آياته ونرى ماذا يقول: ولماذا هلك قوم عاد وقوم ثمود وقوم لوط؟ وما هي الاسباب وراء هلاكهم، إنّ القرآن الكريم يكرر عشرات المرات القصص والعبر حتى نعتبر في حياتنا ونعيش بعيداً عن المشاكل والازمات.
|
|