المرجع المُدرّسي مستقبلا مستشار د. طارق الهاشمي ووزير الثقافة السابق:
بلدنا بحاجة للحوار البنّاء والهادف بين ابنائه وأن لا يكون حوارا سطحيا..
|
الهدى/ كربلاء المقدسة:
استقبل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي (دام ظله) في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة الاستاذ نوري الراوي وزير الثقافة السابق والفريق الركن محمد رضا الجشعمي مستشار الدكتور طارق الهاشمي.وجرى خلال اللقاء الحديث في قضايا عدة وتطورات الاوضاع في البلاد. وفي جانب من حديثه مع الوفد الزائر اوضح سماحته أن " من الامور المهمة والضرورية في العراق وجود المزيد من الحوار بين ابناءه، ويجب ان يدخل هذا الحوار في العمق، ويكون بناءً وهادفا، ولا يكون حوارا سطحيا..". واشار سماحته الى بعض المشاكل التي يعاني منها المجتمع العراقي، ومنها مشاكل الجريمة، والمرأة والاسرة، والثقافة، واثارها السلبية، وبخصوص المرأة اشار سماحته الى أن " المرأة للاسف لاتزال تعاني في المجتمع من جانبين سلبيين، هما إما دعوتها للانسلاخ من انسانيتها وعفتها تحت حجة التطور والتقدم، وإما من ثقافة التحقير والاستنقاص من قدرها وحقوقها الانسانية، وهذا الشيء منافٍ لكل القيم الاسلامية، فالمرأة هي نفسها، الاخت والزوجة والبنت وقبل كل ذلك الام التي تربي الاجيال ..".
وأضاف أننا " في الوقت الذي يجب أن نعتز ونحافظ على ثقافتنا الصحيحة وتقاليدنا وعاداتنا الاجتماعية السليمة التي لاتتعارض مع الشرع، فإنه وللاسف من مشاكلنا ايضاً وجود بعض العادات الاجتماعية السيئة والتي ما انزل الله بها من سلطان، والتي يجب أن تكون هناك توعية حيالها للتخلص منها .." واشار في هذا السياق الى ضعف الثقافة السليمة، ومشكلة "ضعف الشعور بالمواطنة والحس الوطني" لدى الكثير من افراد المجتمع، موضحا أن لذلك اسبابه التي يجب العمل على التوعية بها والتخلص منها، موضحا على سبيل المثال بالعلاقة بين المواطن وعناصر الأمن والسلبيات الناتجة عنها في حال سوئها واهتزاز الثقة والاحترام بين الطرفين، وأن "المواطن العادي حينما يشاهد رجل الأمن و لا يحبه ولا يتعاون معه وكأنه متجبر ومسلط عليه وليس رجل أمن مكلف بخدمته وحمايته، وفي حال تصرف هذا العنصر بهذا الشكل فعلا، فإننا بالتالي نشاهد أن حس المواطنة يضعف و مشاكلنا الامنية تزداد، نتيجة عدم الاحترام والثقة والتعاون بين الناس و الاجهزة الامنية .. ". واضاف سماحته أن "العلاقة بين الحاكم والمحكوم في العراق ومنذ القدم هي علاقة سلبية، فلنعمل و نفكر كيف نجعل هذه العلاقة ايجابية ؟، وكذلك كيف يمكن ان نتخلص من تلك الظواهر السلبية الموجودة في مجتمعنا ؟.."، مؤكدا اننا " اليوم نحتاج الى لغة الحوار والتشاور في مجتمعنا، لان الثقافة الصحيحة ليست الثقافة المفروضة على المجتمع وانما الثقافة التي تنبع من الصميم وبقناعة وثقة والتي تنتج من خلال لغة الحوار والتشاور، فالحوار الذي ينفعنا هو ذلك الحوار الذي يأتي من وفي المجتمع بإنفتاح ووعي.."
|
|