المرجع المُدرّسي يستقبل رئيس محكمة الجنايات العليا ورئيس مجلس عشائر الفرات الاوسط:
مواجهة وعلاج الازمات ليس بالمحاصصة و الاداء السياسي الخاطىء وغياب التخطيط الستراتيجي
|
الهدى/ كربلاء المقدسة:
استقبل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة، وفداً ضم رئيس محكمة الجنايات العليا في العراق القاضي السيد حسين الصافي الموسوي، والشيخ عبد الغفور الياسري رئيس مجلس عشائر الفرات الاوسط، وعضو مجلس النواب الاستاذ علي الربيعي.
هذا وقدم السيد الموسوي في جانب من اللقاء شرحا عن اسباب قيامه بترشيح نفسه لشغل منصب رئاسة الجمهورية، كما جرى الحديث في مسألة تاخير تشكيل الحكومة، وتطورات الاوضاع في البلاد.
وفي جانب من حديثه مع الوفد الزائر، اوضح سماحة المرجع المُدرّسي أن " على المخلصين ان يدخلوا الساحة السياسية في العراق بقوة وهمة اكبر، والمبادرة التي قمتم بها، بالترشيح لرئاسة الجمهورية، اعدها كمثل اطلاق صوت عال في الليل حيث يكون مدوياً ويسمع من الجميع، ولكن المشكلة هي ان الخارطة السياسية العراقية رسمت للاسف ولظروف معينة، على اساس المحاصصات.. ". مبيناً أنه " سيأتي يوم على العراقيين، ونرجو ان لايكون بعيدا، يجلسون ويفكرون بهدوء ومنطق واخلاص، بكل ما حصل ويحصل في البلاد واسباب ذلك ونتائجه.. ،من اسباب ونتائج العهد الدكتاتوري، ومن ثم الى احتلال للبلد، وكتابة دستور فيه اخطاء كثيرة،.. وكل هذه الازمات والمشاكل التي نعيشها لغاية اليوم ". واوضح في هذا السياق أنه يجب النظر الى افق ابعد، والتفكير بإن يكون انتخاب رئيس الجمهورية مثلا "بطريقة الانتخاب المباشر من قبل الشعب و اعطاءه صلاحيات اكبر، وتقسيم القدرة والصلاحيات لكي نمنع التسلط، و نمنع المحاصصة نجد من نتائجها السيئة .." وتابع بالقول " السياسيون اليوم يؤكدون انهم يريدون منع الدكتاتورية، ولكن مع محاولات اضعاف وانهاء المركزية، وإضعاف الوحدة الوطنية بتوجهات وممارسات عديدة سلبية، وهذا الشيء خطأ لأنه التمزق بحد ذاته .. فيما اننا نرى الغربيين وغيرهم، يعملون على توحيد انفسهم، في الوقت الذي يعملون على أن يمزقوا الآخرين.. ". واضاف "مع الاسف نحن لم ننتبه ويبدو ان اغلبنا لن ينتبه لكل ما يحصل وسيحصل بنا، لإننا اُغرينا بأغراءات المكاسب والمصالح الشخصية والفئوية.. ونسينا المصلحة العامة " .
واضاف سماحته ان "المجتمع العراقي عموما يعيش اليوم ظروفاً صعبة وازمات متعددة... جعلته في حالة دوامة من المشاكل والتعقيدات، والبعد عن وضوح الرؤية والتخطيط الستراتيجي والمستقبلي لواقعه .. فيجب علينا ان نسعى لنتخلص من هذه المشاكل، عبر عدة محاور، منها الدفع نحو تحقيق وترسيخ قدر من الاستقرار في البلد، وتوعية الشعب بالطرق المختلفة، لوعي وفهم مايجري والاسباب والنتائج المترتبة، وبالتالي ايصاله الى مرحلة يقوم فيها بوعي وتحمل مسؤولياته في تحدي كل هذه المشاكل والازمات والاسهام في معالجتها ". وفي جانب أخر من الحديث اوضح سماحته بالقول " في العراق واغلب الدول العربية نجد ان ثروات البلاد من نفط ومعادن بيد السلطة، فيما الشعب لا يعرف الكثير عنها، نحن للاسف دول اشتراكية ولكن بدون اسم الاشتراكية، فالحكومات شئنا ام ابينا تهيمن وتمسك كل شيء بيدها، فيما نرى كل الناس يتوجهون نحوها ويعتمدون عليها في كل صغيرة وكبيرة تقريبا، ومن هنا نجد كلا الطرفين لا يستطيع ان يعمل ويؤدي دوره بالشكل المطلوب والسليم، بسبب تلك التناقضات والصراعات والمشاكل .. .".
|
|