قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

الكويت: مؤتمر (الإمام الصادق (ع) منهج الإصلاح ومشروع الإنقاذ الحضاري للأمة)
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة محمود بعلبكي/ الكويت:
عقدت مكتبة الرسول الأعظم في دولة الكويت مؤتمرا، الاسبوع الماضي، تحت شعار (الإمام الصادق (ع) منهج الإصلاح ومشروع الإنقاذ الحضاري للأمة)، بمشاركة مجموعة علماء وكتاب أكدوا في كلماتهم على الدور الكبير الذي لعبه الإمام جعفر الصادق (ع) في أصعب مراحل التاريخ الإسلامي واهتمامه في تلك الفترة بالنهج العلمي الذي استطاع من خلاله أن يبين الدور الذي يلعبه الإمام في هداية الأمة. موضحين ان لكل فترة تصرفاً معيناً ينتهجه الإمام، ولكن يبقى الهدف واحدا فلو كان الصادق (ع) في زمن أي امام آخر لا نتهج نفس النهج الذي مشى به إمام ذلك الزمان، وهو ما أوضحه سماحة آية الله السيد حسين المدرسي. مشيرا الى أن ورثة علوم القرآن هم الذين اصطفاهم الله عز وجل من أهل البيت، عليهم السلام، الذين طهرهم وجعلهم ورثة النبوة ليكونوا هداية للبشر مصداقا لقول الله تعالى (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) .. مبينا أن هذا الدور لايمكن أن يأخذه من كان مشاركا في عالم الشرك والكفر والنفاق بحيث يكون ظالما لنفسه، وقد اوضح الله تعالى لنبيه إبراهيم (ع) في مسألة الخلافة بقوله (لاينال عهدي الظالمين) ولذلك ليس من المستغرب أن نجد الإمام الصادق (ع) في ظل وجود فرصة أتيحت أن يعلن علوم النبوة، واستطاع أن يربي خلال حياته أكثر من 100 ألف انسان ويعطيهم العلوم في الفقه والتفسير والحديث والعلوم الطبيعية كافة في حين كانت أوروبا غارقة في ظلمات الجهل، وقد استغرب المستشرقون هذا الدور الكبير للصادق (ع) في بروز المناهج العلمية، ودعا سماحته في نهاية كلمته إلى ضرورة الرجوع إلى هذه العلوم ورأى أنها من الأولويات.
من جهته رأى العلامة السيد محمد العلوي من البحرين أن الرسول (ص) أعطانا ضمانة الفلاح والنجاح فأسس لشيء عظيم لأنه يعرف جيدا ماذا سيحدث من خلال قوله، صلى الله عليه وآله وسلم، (ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا) في إشارة إلى الكتاب والعترة الطاهرة، وأوضح سماحته أن منهج الأئمة هو الإصلاح في كل الأبعاد السياسية والاجتماعية والإقتصادية رغم أن مواقفهم وأدوارهم تعددت الا أن الهدف كان واحدا مثلما كانت أهداف الأنبياء واحدة ولكنها تعددت حسب حاجة الأجيال والظروف التي مرت بها تلك الأزمنة. واضاف : لذلك نجد أن الكلمة الاساسية في نهج الأئمة هي الهدى والهداية وكأنهما أوسع وأشمل لمعنى الإصلاح متسائلا : ماذا نصنع بالعلوم في عالم أشبه بالغابة إذا ما غاب دور الهداية لهذه الأمم؟ مبينا أن الإمام الصادق، عليه السلام، وكبقية الأئمة حرص على الوئام والتعايش مع باقي المسلمين رغم الاختلاف. من جانبه تناول الدكتور عبد الواحد خلفان جانبا من حياة الإمام الصادق (ع) التي تهم الباحث العلمي حيث تطرق إلى الفترة الزمنية التي تولى فيها، سلام الله عليه، زمام الولاية وصفت بالفترة الصعبة نظرا لتزامنها مع الاضطرابات السياسية الكبرى التي واكبت نهاية العصر الأموي وبداية العصر العباسي .. وكيف استغل بحنكته وعلمه وتشخيصه أولوية نشر ثقافة أهل البيت (ع) مشكلا أهم حلقة فكرية في التاريخ الإسلامي تخرج من خلالها 400 فقيه و40000 من طلبة العلم أرسوا دعائم الفكر الإسلامي، وأشار الدكتور خلفان إلى كتاب ألفه مجموعة من العلماء الفرنسيين تناول بحوثا للإمام الصادق (ع) تم طرحة خلال احدى المؤتمرات العلمية داخل فرنسا عام 1970، ويحوي بعض نظريات الإمام منها حرية البحث العلمي في الإسلام ومجمل العلوم الطبيعية، وكانت المفاجأة في تناول الصادق (ع) نظرية البيئة التي تشغل بال العالم الحالي.