قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
الاوساط الشعبية والثقافية في كربلاء : البعث يعني التخلف والإجرام والممارسة والفكر الشوفيني
مواطن: لافرق بين النازية والبعث * مسؤولون: عودة البعث مستحيلة ولكن.. لابد من الحذر
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة تقرير/ محمد تيسير/ الهدى:
أضحت مسألة مشاركة البعثيين بالعملية السياسية تثير تصريحات متناقضة بين السياسين العراقيين، بين معارض، ومتحفظ، ومؤيد بل و"ساعٍ" اليها !. فيما يؤكد المواطنون في محافظة كربلاء المقدسة أن عودة حزب البعث الى السلطة في العراق باتت مستحيلة، فضلاً عن كونها غير مرغوبة بين الفئات كافة، فما زال الجميع يتذكر جرائم البعث ضد ابناء الشعب العراقي، وان المقابر الجماعية التي تكتشف بين فترة واخرى خير دليل على ذلك.
المواطن عبد الحسين الصافي، قال في حديثه الى "الهدى"، أن "عودة حزب البعث ليست ممكنة حيث ان ما قام به البعثيون من قتل وتشريد وإذلال لشرائح كبيرة من المجتمع العراقي طيلة فترة حكمهم التي استمرت أكثر من خمس وثلاثين سنة هي تجربة كافية من ان تجعل العراقيين مدركين لمخططات عناصر هذا الحزب".. مضيفا أنه "ربما تنطلي على بعض شرائح المجتمع بعض التسميات الجديدة التي ستخرج بها التحالفات السياسية التي تدعم دخول البعثيين الى السلطة، ولكنها سرعان ما تكشف وتنشر كانتشار النار في الهشيم".
من جانبه قال المواطن ليث الجحيشي، أن "الحزب النازي منع من النشاط السياسي في ألمانيا، واتسائل : ما الاختلاف في أيديولوجية الحزبين؟ صدام ليس حالة شاذه، فحزب البعث كفكر وأسلوب في العمل أنتج صدام وسينتج (صداديم) " حسب تعبيره. وتابع بالقول أن " الحزب (البعث) جاء بالأفكار المزيفة والكاذبة، أنه فكر شوفيني عنصري يحمل كل أنواع وقدرات الاستعلاء العنصري" موضحا " لقد اجبر الأكراد والعرب وكل القوميات والفئات الأخرى على الانخراط عنوة في الحزب الذي يدعي انه المدافع عن العرب وحقوقهم، ولم يبق حق لأحد لا للعرب ولا لغيرهم لم يهدره هذا الحزب"، وختم بالقول " رأيي أن من كان من البعثيين الصغار السابقين وتخلى نهائيا عن الحزب وممارساته وفكره، وادخل دورة لإعادة التأهيل.. فربما من الممكن قبوله بمجالات عمل ليس لها علاقة بأمن الدولة العراقية".
اما المواطن علي الربيعي، فقال أن " عناصر حزب البعث في العراق ساهم كل منهم بشكل أو آخر في عمليات القمع الوحشي لهذا الشعب، بل كان الحزب الوسيلة الأولى لجمع المعلومات عن المواطنين وإيصالها للأجهزة الأمنية" مضيفا " لكن ومع ايماني المطلق بوجوب تجريم كل من انتمى لحزب البعث يجب على جميع العراقيين إيجاد وسيلة للمصالحة الاجتماعية للانتقال بالعراق من مرحلة الصراع إلى مرحلة البناء، لذا اعتقد أن إعادة بعض الذين انتموا للبعث، من غير المطلوبين لوجه العدالة، قد يراها البعض خطوة على الطريق الصحيح، وعلى هؤلاء ان يتطهروا من رجس البعث ويثبتوا حسن نواياهم ليتقبلهم الشعب العراقي" حسب قوله.
اما المحامي حيدر فاضل عباس، فيرى أن " البعث يعني التخلف والإجرام والقتل ومتاجرة شعارات" مضيفا " وهذا العراق الغني بموارده وشعبه حوله العبثيون إلى دولة متخلفة لا تملك من تراث وحضارة إلا حضارة المقابر الجماعية والتعذيب والقتل"، وتابع " لنأخذ مثلا بسيطا، ألا يشاهد العالم مدينة الفلوجة وهي مدينة النُخب من البعثين وهي من المفروض أن تكون الأكثر عمرانا وتقدما، شاهدوها هي مدينة متخلفة وكانت أجمل وأكثر تنمية قبل 40 سنة وشاهدو ما فعلو بها البعثييون المتخلفون الجهلة من دمار، فكيف الحال مثلا بالبصرة وكربلاء، وغيرها من المدن التي كانت ضد صدام والبعث؟ ".
من جانبه قال نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء، نصيف الخطابي، أن "عودة البعثيين الى السلطة هي مجرد دعايات يتم تبادلها بين أنصار الحزب لمعرفة ردود افعال الشارع العراقي".. مشيرا الى أن "التجربة المريرة التي ساقها ذلك الحزب التعسفي للجماهير العراقية من شمالها وحتى جنوبها كفيلة بأن تكون هي الرد على مثل هذه الدعايات".. وأوضح الخطابي أنه "بحسب رأيي الشخصي فأن هذه المحاولات ستبقى مستمرة طالما وجدت كيانات سياسية تريد إرجاع البعثيين الى السلطة، لكنني مقتنع تماما بان الناخب العراقي يعي تلك المخططات".
من جهته رفض نصّار الربيعي العضو عن قائمة التيار الصدري ان تكون عودة جميع البعثيين ممكنة "ولاسيما الذين اقترفوا جرماً ضد العراقيين في العقود الثلاثة التي حكموا فيها العراق "، موضحاً " ان الكلام عن عودة البعثيين لابد أن ترافقه صور الخوف والموت التي رسموها في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي وان هذا التصور لاينطوي تحت مايسمى بعقلية الثأر بل هي عقلية الحذر لااكثر"، فيما يشير النائب سامي العسكري إلى ان "موضوع حزب البعث اصبح موضوعاً خاضعاً إلى ضوابط دستورية وقانونية وأن عودة الحزب بملاكاته إلى الساحة السياسية في العراق اصبح ضرباً من الخيال" على حد توصيفه، وان الكلام عن اعضائه وعودتهم تشترط ايضاً موافقة هيئة المساءلة والعدالة .
يذكر أن الدستور العراقي يمنع عودة حزب البعث لمزاولة الحياة السياسية، غير أن ما تخشاه الجماهير و السياسيون المناهضون للبعث ويحذرون منه هو إمكانية التفاف البعثيين على الدستور من خلال الظهور بواجهات جديدة وأسماء مرشحين من الصفوف الخلفية للحزب والتي لم تكن معروفة على نطاق واسع في زمن النظام المقبور.
ويرى المراقبون ان هناك ضغوطات عديدة من قبل امريكا ودول وقوى اقليمية، على الحكومة والقوى السياسية المؤثرة في البرلمان، للتساهل في أمر عودة البعثيين إلى وظائفهم، وبحسب تقرير صدر ونشر مؤخرا من قبل موقع "تقرير واشنطن" المدعوم من الكونغرس، فقد أكد ان زيارة بايدن الاخيرة كانت مكرسة لاقناع الحكومة الرافضة بشدة لعودة البعثيين، ويضيف التقرير أن ماجرى من مشروع المصالحة الذي اطلقته الحكومة في اب 2006 "ليست جذرية" حسب وصفه، وأنها ومازالت تخضع إلى اهواء الحكومة والقوى المؤثرة، بحسب زعم التقرير.