قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

المعايير المزدوجة في تحديد الطائفية
عمار احمد
عجيبة وغريبة ومثيرة للاشمئزاز المواقف الانتهازية والمزدوجة والانتقائية لدى البعض حينما يتحدث عن الطائفية.. ففي الاونة الاخيرة بدأنا نسمع من جديد الاسطوانات المشروخة التي كان يرددها الكثيرون قبل عدة اعوام ويسهمون من خلالها في سفك دماء الكثير من الناس الابرياء وازهاق ارواحهم الطاهرة. انهم يلعنون الطائفية في النهار ويتعبدون بها ويقدسونها حينما يخلون الى شياطينهم بعد ان يحل الليل ويسود الظلام.
إذا تحالف الائتلاف الوطني مع ائتلاف دولة القانون فأن ذلك يعني بحسب رأيهم وتحليلهم عودة الطائفية لان هذا التحالف طائفي !؟، وعودة الطائفية تعني عودة القتل والذبح والتهجير والاختطاف ووو .. تعني مشاريع متواصلة لاسقاط الدولة والحكومة .. وتعني غياب الامن والامان في ربوع الوطن. وكل ذلك سيكون مسؤول عنه ـ بحسب اعداء الطائفية في النهار وعشاقها في الليل ـ الائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون بسبب تحالفهم !؟. ولكن اذا لم يتحالفا وبقيا في "صراع" محتدم فيما بينهما فأنهما سيكونان "وطنيين" !؟. وفي حال تحالف أي منهما مع القائمة العراقية سيكون في قمة الوطنية !؟. واذا قبل بعودة البعثيين الصداميين ومجرمي الأمس الى السلطة ليتسيدوا المواقع العليا ويمسكوا مرة اخرى برقاب الناس فأنه سيبلغ درجة رفيعة لانظير لها في الوطنية !؟.
يريد اعداء الطائفية في النهار وعشاقها في الليل الغاء المحاصصة، ولكن حين يصل الحديث الى المواقع والمناصب يقولون هذه حصتنا وهذه حصتكم ولن يكونوا على استعداد للتنازل قيد انملة، بل ويطلبون ماهو فوق استحاقهم، و ليس بحقهم.. !؟.البعض في القائمة العراقية وفي غيرها يهمسون فيما بينهم .. انه في حال اصبح اياد علاوي رئيسا للوزراء فأنه لن يمثلنا لانه شيعي.. سبحان الله .. ماهذا التناقض وما هذه الازدواجية؟!. هرعوا الى علاوي واستظلوا بمظلته، ويقولون انه شيعي ولايمثلنا علما انه ليس له علاقة لا بالدين ولا بالمذهب. نفس الحديث الذي طرح قبل اربعة اعوام عندما شكلت بعض القوى الخاسرة في انتخابات 2005 جبهة معارضة سميت بجبهة (مرام)، اذ طرح اسم اياد علاوي كمرشح لتولي منصب وزير الدفاع، وثارت ثائرة عدنان الدليمي وطارق الهاشمي وعدد اخر من امثال هؤلاء ..وقالوا ان منصب وزير الدفاع من حصة السنة ولايمكن لعلاوي ان يتولاه لانه شيعي..!. منطقهم ان من يتحالف معهم ويقويهم هو "وطني" حتى النخاع، ومن يتحالف مع غيرهم فأنه "طائفي" حتى النخاع..!.