لقد صدقوا.. بعثٌ تشيِّده الجماجمُ والدم
|
علاء الخطيب
في أحد خطابات الدكتاتور المقبور وهو يتحدث عن إستيلائهم على السلطة : قال (لقد أخذناها بالدم ومن يريدها عليه أن يأخذها بالدم أيضا ً) ويقصد بذلك السلطة , هذه العقلية والثقافة المسيطرة على عقول عشاق الدم والجماجم المتناثرة, والتي ما فتئت تعيث الفساد والقتل في تجمعات الفقراء والكادحين الى الله وتلاحقهم في الاسواق وأماكن العمل , كما رأينا (الاسبوع الماضي) في البصرة وبابل وبغداد والصويرة والموصل والفلوجة , ولقد صدق شاعرهم حينما قال (بعث ٌ تشيده الجماجمُ والدم ). نعم لقد استمرت سنيهم الـ 35 العجاف بنزيف الدم الخارج من أجساد العراقيين وشيدت سلطتهم وحزبهم من جماجم المضطهدين أبناء المقابر الجماعية والمقموعين بالاسلحة الكيماوية, وهاهم اليوم يمارسون الدور ذاته ويستذكرون ويحاولون تطبيق مقولة مقبورهم الذي علمهم التوحش (أخذناها بالدم ...) والغريب بالامر أن هذه العمليات الوحشية تأتي بعد كل تقارب سياسي بين العراقيين أو عندما يلوح في الأفق بوادر توافق سياسي وكأن هؤلاء لا يروق لهم أن يشهد العراق حالة من الاستقرار والأمن. فكما شهدنا في المرة السابقة بعد الزوبعة التي أثارها السيد طارق الهاشمي حول إنتخابات الخارج وما أن حدث توافق بين السياسيين حتى حدثت هجمات الاربعاء الدامي واليوم يعاود (هؤلاء) ليعيدوا الكرّة... والغرض من ذلك هو تدمير العملية السياسية وإرجاع العراق الى ثقافة الجماجم والدم العابر الى الفراغ , وانا حينما أقول (هؤلاء) لا أعني بهم البعثيين فالبعثييون أصغر من أن يقوموا بهذه الادوار ولكن أقصد بـ (هؤلاء) الذين يقفون وراءهم ويدعمونهم بالمال والمخابرات , لأن مثل هذه التفجيرات لا يمكن ان يقوم بها جماعة من البعثيين دون دعم من حكومات ودول , والدليل على ذلك التنسيق والتزامن العالي بين الانفجارات ونوع التفجيرات وهي سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة ثم علاوة على ذلك إختيار الأماكن العامة وهي لإثارة النقمة الشعبية على الحكومة والسياسيين, والمتابع للمشهد يرى بوضوح أن الاماكن التي تمت فيها التفجيرات في بابل في معمل النسيج والبصرة في سوق شعبي لباعة متجولين وكسبة يكدون على عيالهم, وفي بغداد والفلوجة والموصل كذلك ,كلها أماكن لا صلة لها بالدولة أو السياسيين فلو كانت هذه الأماكن حكومية أو مقرات عسكرية أو مراكز لقوات الاحتلال فلربما كان لهم عذر يلتمسونه، ولكن حينما يفجرون الابرياء وبشكل عشوائي كما شاهد العالم وشاهدنا لايمكن أن نضعه إلا في خانة الحقد على العراق والعراقيين, فلا أظن أن بائع الخضروات او البهارات في السوق الشعبي في البصرة يشكل خطرا ً على أحد أو انه سياسي متخفي بثوب باع متجول أو كاسب على باب الله , فلماذا ينتقم من هؤلاء ؟... أم أنهم مجرد عراقيون يجب أن يشيدوا بدمائهم وجماجمهم بناء حزب عنصري شيفوني كحزب البعث، فهذه الصور تذكرنا بصور إختزنتها الذاكرة العراقية حينما كان يتعرض الابرياء الى التفجير بوضع الديناميت في جيوب ملابسهم ويتم تفجيرهم فهي أعمال إجرامية رآها القاصي والداني , وما أشبه اليوم بالبارحة , لربما تغيرت الشخوص ولكن الفكر واحد وهو: إسترجاع السالطة من خلال الدم, وكتابة التاريخ لا يمكن ان تكون إلا من خلال الدايناميت، ولا يعلو البناء إلا من جماجم المساكين !؟.
|
|