خليجي .. أردني مغربي
|
حسن الأنصاري (*)
جلست أفكر وأبحث عن أسباب حقيقية تدعو لضم الأردن والمغرب إلى دول مجلس التعاون الخليجي!. لم أجد سببا إلا أن هاتين الدولتين أنظمتهما ملكية دستورية لكنهما طبعا تختلفان كليا عن الملكية البريطانية !.
نظام الدولة يعني كيفية إدارة البلاد، يعني الحكومة التي تزاول العدالة لتحقيقها .. حيث تختلف عن حكومة تمثيل الارادة الإلهية الرومانية في العصور الوسطى لتولي طبقة مميزة سلطة الحكومة والاستئثار بها. ولا أعتقد أن النية تتجه نحو حكومات العصور الوسطى ولا العصر الكلاسيكي حيث انهارت الحكومات الملكية بعد الثورة في إنجلترا عام 1688. لذا أعتقد أن مثل هذه الدعوة تدل على عدم التوافق بين دول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية مصر العربية بعد انهيار نظام حسني مبارك!.
ولعل النوايا الايرانية المصرية تتجه نحو المزيد من التقارب لإذابة الخلافات وعودة العلاقات الدبلوماسية، وكما أشرت في مقال سابق بعنوان (أميركا تحاصر ثورة الشعب المصري) ويبدو أن الادارة الأميركية حتى الآن لم تنجح في محاصرة إرادة قلب العروبة المتجدد الذي نبض بالحرية فأسقط عرش الفرعون متجها نحو ديمقراطية شعبية لا يقبل فيها المساومة ولا الرضوخ للاستكبار ولا الرجوع الى عهد ما قبل حكم الملك فاروق!. أو لربما هي مناورة سياسية لكسب الأصوات العربية في محاولة لسحب مقر جامعة الدول العربية حتى تستقر في عاصمة خليجية!.
الانقسامات العربية في ظل الأوضاع الحالية للأنظمة في سورية وليبيا واليمن وتونس سوف تغير الكثير من ميزان القوى في المنطقة بعد استقرارها وطبعا بانضمام العراق ومصر ولربما فلسطين خصوصا بعد نجاح التقارب بين حماس وفتح وأيضا الجزائر والسودان. أما بقية الدول العربية فلعلها لا تشكل ثقلا في الميزان عدا لبنان الذي لربما يبقى عالقا ما بين شد الموالاة وجذب المقاومة حتى يأتيه الفرج !.
ولعل المتخصصين يعتقدون أن هناك أسبابا أخرى قد لا نجهلها ولكن نتحفظ في الافصاح عنها حاليا! وعلى الرغم من جميع الظروف والتي تمر بها الأمة، شئنا أم أبينا تبقى جمهورية مصر العربية المركز الاستراتيجي للأمة العربية واليوم لم تعد هناك قوة تسيطر على هذا المركز بعد أن تحرر من ملكية حسني مبارك، وإن الشعب المصري قرر أن يكون حرا، وعلينا أن نحترم هذه الارادة الجديدة ونتعايش معها لا أن نخسرها كما خسرنا ارادة الشعب العراقي!. ومع كامل تقديري واحترامي للشعبين الأردني والمغربي فإن انضمام هاتين الدولتين لمنظومة دول مجلس التعاون قد يشكل إمبراطورية مقطوعة الاوصال شعبا وحدودا! ولا يكون لها وجود إلا من خلال المعاهدات بين الحكومات.
|
|