قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
أحاديث الشباب
الشباب ومعرفة الذات
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة *حيدر عبد الرضا الضالمي
قال الإمام علي (ع): (معرفة النفس أنفع المعارف).
عندما كان سقراط يتحدث الى دعاة الفلسفة، أعرب عن رأيه قائلاً: أن دراسة عالم الوجود أمر حسن وقيّم وفي محله، إلا أن الموضوع الذي يشغل الفيلسوف ويكون أكثر جاذبية وجدارة في استقطاب أنتباهه من الأشجار والأحجار والنجوم، هو موضوع روح الانسان، فيا ترى من هو الانسان والى أي مدى يمكنه ان يتقدم؟
إن التعرف على الذات هي رحلة تذهب بالانسان الى أعماق الروح ويعد الشباب في مقدمة الباحثين عن ذواتهم أكثر من غيرهم نظراً لما يمتازون به من نشاط وحركة وصحة جيدة في هذا العمر بالذات ومثل ذلك التعرف على نقاط الضعف والقوة في النفس ونقاط الضعف في عالم الباطن التي يتمكن كل منها من إثارة رغبة الشباب و اهتماماتهم. ويقول أحد أصحاب الرأي نقلاً عن الدكتور محمد رضا شرقين لوشبهنا العقل الانساني بجبل من الجليد فإنه ليس من الميسور مشاهدة قسمه اللاواعي وهو المنغمس تحت المياه خلافاً للقسم الواعي من المخ والذي يشكل (1.9) المتبقي منه إذ يمكن فهمه والسيطرة عليه وبتعبير آخر يمكننا تشبيه النسبة بين حجم و قوة القسم الواعي في المخ والقسم اللاواعي بنسبة قشرة البرتقال الى الثمرة ذاتها ولكي تترتب الأمور بشكل علمي دقيق يجب التعرف على معطيات معرفة الذات:
1- دورها في رفع شأن الذات الانسانية، لأن الوعي الذاتي يمهد الطريق بنبوغ الذات، وهو أسمى مظاهر معرفة الذات.
2- معرفة الذات تُعد مقدمة لمعرفة الله سبحانه وتعالى وهذا ما يفسر حديث الإمام علي (ع): (من عرف نفسه فقد عرف الله) لأن اكتشاف الأمور الصحيحة والرائقة في عالم النفس تفتح أبواب العقل البشري على معرفة الله تعالى.
3- تمهّد الطريق لتصديق الذات، فالشاب الذي يعرف ذاته، سيعرف كيف يتعامل مع نفسه ومع الآخرين.
4- الاعتراف بأن منظومة شخصية الانسان وبالأخص الشباب وليونتها إزاء التغيير، يعد من مستلزمات بناء الذات وإذا حقق جيل الشباب هذه الميزة وهي من مميزات الشخصية الانسانية، سوف تتفتح أمامهم آفاق الأمل والمستقبل.
لكن ما هي طرق معرفة الذات؟
قبل أن أبين طرق معرفة الذات أشير الى مسألة مهمة تعد في غاية الأهمية وهي أن المسؤول عن تعيين مسار حياة الشاب هو نفسه دون الآخرين أي أنه هو الذي يقوم برسم طريق حياته بنفسه، وهذا ما ينادي به الشباب اليوم، فإذا كان هذا رأيكم، فمن الطرق المهمة والعملية الكفيلة بمعرفة الذات والتي يذكرها الدكتور محمد رضا شرفي في كتابه (الشباب والقوة الرابعة للحياة) هي:
1- اجراء المحاورات والمناقشات الودية مع الاصدقاء لتوفير فرصة قيمة للشباب لزيادة معلوماتهم عن معنويات بعضهم البعض و اطلاعهم على رأي الآخرين بشأنهم.
2- كتابة الملاحظات اليومية من شأنها فتح أبواب معرفة الذات أمام الشباب ومع أن هذه الطريقة بسيطة إلا أنها تثمر نتائج قيمة في حالة مواصلتها بجد واندفاع كافٍ، إن تسجيل الملاحظات اليومية والذكريات هو في الواقع تأليف كتاب عن (روح الانسان).
3- عملية التدقيق والتمحيص في الحالات النفسية والمكنونات المعنوية عامل من عوامل معرفة الذات لا سيما عندما يختلي الانسان بنفسه، وقد بينت الابحاث الاسلامية هذا الموضوع تحت عنوان: (المراقبة).
4- مطالعة الكتب المبسطة حول الحقائق العلمية والاخلاقية في مجال معرفة الذات تزود الشباب بمعلومات عن الاساليب المستحدثة والثمينة في إطار معرفة النفس.
5- انعقاد الندوات العلمية واجتماعات المناقشة الحرة للشباب في وسائل الاعلام يعدّ عاملاً فاعلاً في تعزيز معرفة الذات.