تباين بين مكونات كركوك حول مقترح تحويلها الى اقليم مستقل
|
كركوك/ الهدى:
رفض مسؤولان؛ كردي و عربي، من مدينة كركوك، دعوة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، الى جعل كركوك إقليما مستقلا لعدة سنوات لحين "تفكيك المشكلة" واستقرار الأوضاع في العراق، فيما رحب مسؤول تركماني بالمقترح عادا أنه يمثل الحل الأفضل للمدينة المتنازع عليها بين بغداد واربيل والتي تضم خليطا من القوميات والأديان والمذاهب.
ويرفض عضو الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك احمد العسكري، مقترح رئيس البرلمان، مشددا على ربط كركوك باقليم كردستان، وهو رأي طالما أكده القادة الكرد بوصفه أمرا لا يمكن التنازل عنه.
ويقول العسكري لـ (الهدى) إن "قائمة كركوك المتآخية (القائمة التي تمثل الكرد) كان شعارها منذ فترة ما قبل انتخابات عام 2005 هو تطبيق المادة 58 من قانون ادارة الدولة والتي بعدها أصبحت جزءا مهما من المادة 140 من الدستور العراقي"، معربا عن قناعته بأن "تطبيق المادة سيضمن استرجاع كركوك إلى إقليم كردستان". حسب تعبيره.
وكان رئيس مجلس النواب دعا في وقت سابق الى انسحاب قوات البيشمركة من محافظة كركوك وتهدئة الوضع في المدينة اما باجراء انتخابات فيها تعيد التوازن بشكل يرضي كل الاطراف او التوجه لجعلها اقليما مستقلا لعدة سنوات الى حين تفكيك المشكلة.
ويشدد العسكري على رفض بقية المقترحات بشأن حل مشكلة المدينة، المتنازع عليها بين بغداد واربيل، قائلا "بغير ذلك لن نقبل، فحل المشكلة يكمن في تطبيق الدستور العراقي"، لافتا الى ان وضع المدينة الحالي هو نتيجة لعقود من سياسات التعريب التي انتهجها نظام حزب البعث المقبور.
وعلق على مقترح النجيفي بجعل كركوك اقليما مستقلا، قائلا ان "كل مواطن عراقي حر في التعبير عن رأيه، ونحن كأعضاء في القائمة المتآخية بكركوك حصلنا على 26 مقعدا في مجلس المحافظة (من أصل 41 مقعدا) و وعدنا جماهيرنا باعادة كركوك إلى أحضان الأم بربطها بإقليم كردستان ووفق الدستور العراقي وبخلاف ذلك لن نقبل"!!
فيما يؤيد نائب رئيس حزب العدالة التركماني حسن طوران فكرة تحويل كركوك الى اقليم مستقل، عادا أنها الحل الأفضل لتجاوز مشاكل المدينة المختلطة قوميا. ويقول لـ(الهدى) "إننا كتركمان نعتقد أن مشروع تحويل كركوك الى اقليم مستقل، هو مشروع متكامل وقابل للترتيب وهو يمثل الحل الوسط والأمثل لواقع محافظة كركوك"، مبينا أن التركمان "يؤيدون هذا المقترح منذ عام 2006 ولحد الان، حيث تقدمنا بطلب كاعضاء تركمان في مجلس المحافظة في حينها الى مجلس الوزراء لجعل كركوك إقليما خاصا". وأضاف أن "تقرير الأمم المتحدة المنشورة في نيسان 2009 أشار إلى أن واحدة من أفضل الخيارات هو جعل كركوك إقليما خاصا، ونحن كتركمان نرحب بهذه الفكرة ونؤيدها 100 % ".
من جهته، يرفض عضو تيار سمي نفسه بالمشروع العربي في كركوك، احمد العبيدي، المقترح ويرى أن الخيار الأفضل هو جعل كركوك محافظة تدار بنظام لا مركزي يجعلها تتمتع بصلاحيات واسعة. ويوضح ان "العرب في كركوك يرفضون رفضا باتا جعل كركوك إقليما مستقلا، ويطرحون مشروعا خاصا لادارة المحافظة وفق المادة 122 من الدستور، عبر ادارة لا مركزية ذات صلاحيات واسعة". ويعرب العبيدي عن استغرابه من مقترح رئيس مجلس النواب، قائلا "بدل أن يدعو رئيس البرلمان إلى الوحدة والتقارب بين جميع المكونات تحت راية محافظة كركوك، يطرح هذا الموضوع المرفوض"، مشيرا الى ان اسامة النجيفي "ربما يعبر عن وجهة نظره الخاصة لأن الحديث جرى خارج مجلس النواب ولم يكن باسم مجلس النواب، لكن نحن رغم هذا نعترض على هذا الموضوع جملة وتفصيلا".
|
|
